سوريا: 450 ألف شخص تلقوا اللقاح الكامل ضد «كورونا»

مختبر التحاليل الوحيد في القامشلي يخرج عن الخدمة

جانب من مركز تلقيح بدمشق في 16 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من مركز تلقيح بدمشق في 16 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

سوريا: 450 ألف شخص تلقوا اللقاح الكامل ضد «كورونا»

جانب من مركز تلقيح بدمشق في 16 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
جانب من مركز تلقيح بدمشق في 16 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)

قال الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة لدى «الإدارة الذاتية»، بأن مختبر فحوصات فيروس كورونا في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، خرج عن الخدمة منذ 10 أيام بعد نفاد المستحضرات الطبية اللازمة لعمله. ويعد هذا المختبر الوحيد في 7 مدن وبلدات تقع شرقي الفرات، وخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» وإدارتها المدنية.
وأفاد مصطفى «أن المواد المفقودة هي شرائح الاختبار ومواد استخلاص»، مشيراً إلى تلقيه وعوداً من عدة جهات ومنظمات إنسانية لحلول عاجلة، «لكن بالإمكان القول إننا لم نتلقَ حتى اليوم أي دعم لاستمرار عمل المختبر. وقد توقف عن العمل منذ أكثر من أسبوع».
ومنذ 10 من الشهر الحالي، لم تسجل هيئة الصحة بالإدارة عن حصيلة إصابات ووفيات كورونا. وبحسب آخر إحصائية أعلنتها الهيئة، بلغ العدد الكلي لإصابات كورونا في مناطق الإدارة نحو 40 ألف إصابة إيجابية مؤكدة، وقرابة 1500 حالة وفاة، و2500 حالة تماثلت للشفاء.
واستنزفت سنوات الحرب المستمرة المنظومة الصحية في أنحاء سوريا مع خروج الكثير من المستشفيات عن الخدمة، إضافة إلى هجرة الكوادر الطبية. لكن هذا الوضع يبدو أكثر هشاشةً في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، سيما مناطق الإدارة الذاتية شرقي الفرات ومناطق المعارضة غربي سوريا. وبعد إغلاق المعابر والمنافذ الحدودية ومنع إيصال المساهمات الأممية، بات إيصال المساعدات وغالبيتها طبية إلى مناطق الإدارة الذاتية يتطلب موافقة مسبقة من الحكومة السورية.
وفي مدينة الرقة شمالي سوريا، قال عبد الرحمن الأحمد إن منظمة «إيكو» التابعة للاتحاد الأوروبي أرسلت بلاغاً رسمياً إلى الطاقم الإداري بتوقف دعمها مشفى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، دون توضيح الأسباب. وبحسب الأحمد، فإن هذا المشفى يقدم خدمات مجانية لأوسع شريحة من سكان الرقة وريفها يشمل النساء الحوامل والأطفال. وقال: «المشفى يقدم خدمات مجانية للسكان من ذوي الدخل المحدود والفقراء. وفي حال إغلاقه، ستحدث كارثة إنسانية في المنطقة مع تفشي فيروس كورونا ودخول فصل الشتاء».
وأضاف أن هؤلاء المرضى ليس لديهم إمكانيات مادية على تحمل تكاليف أجور المشافي الخاصة، في ظل ارتفاع أسعار خدماتها الطبية. وهذا المشفى يضم محطة أوكسجين تجنباً لحدوث أزمة في نقص أسطوانات الأوكسجين، وسط انتشار جائحة «كوفيد - 19».
وفي ريف دير الزور الشرقي، نظم أهالي بلدة الشحيل وقفة احتجاجية أمام مشفى الشحيل الجراحي بعد إبلاغ إدارتها بتوقف الدعم. وقال الإداري محمد العكلة إن هذه النقطة تغطي احتياجات أكثر من 300 ألف نسمة من سكان ريف دير الزور الشرقي، وصولاً إلى بلدتي مركدة والشدادي بريف الحسكة الجنوبي المجاورة. وحذر من توقف خدمات المستشفى مع انتشار الموجة الخامسة لفيروس كورونا، وأردف قائلاً: «توقف الدعم عن هذا المشفى سيخرج كل الخدمات الطبية والعيادات عن الخدمة. وكل الناس سيما الفقراء محتاجون لهذا المشروع وندعو الجهات المانحة والمجلس المدني بدير الزور إعادة النظر في تمويله».
وفي العاصمة دمشق، قالت الدكتورة رزان الطرابيشي مديرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة إن عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا بشكل كامل بلغ نحو 450 ألفا، فيما تجاوز عدد من تلقوا الجرعة الأولى الـ650 ألف شخص حتى 10 من الشهر الحالي، وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الحكومة 46703 إصابات مؤكدة، منها 2682 وفاة و27963 حالة شفاء.
أما مناطق المعارضة في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي والجنوبي والغربي، فارتفع العدد الكلي للإصابات إلى 91082 إصابة، منها 2110 حالات وفاة، و57887 حالة تماثلت للشفاء، بحسب إحصاءات وحدة تنسيق الدعم التابعة للحكومة المؤقتة بالائتلاف السوري المعارض.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.