معلومات عن نقل «داعش» العسكريين اللبنانيين المختطفين إلى حمص بطريقهم للرقة

مخطوف أفرج عنه التنظيم يقول لـ {الشرق الأوسط} : كنت أسيرا مدللا

معلومات عن نقل «داعش» العسكريين اللبنانيين المختطفين إلى حمص بطريقهم للرقة
TT

معلومات عن نقل «داعش» العسكريين اللبنانيين المختطفين إلى حمص بطريقهم للرقة

معلومات عن نقل «داعش» العسكريين اللبنانيين المختطفين إلى حمص بطريقهم للرقة

نفذ الجيش اللبناني وفي إطار التحركات العسكرية الوقائية، يوم أمس الثلاثاء عملية وصفها بـ«النوعية والخاطفة» في منطقة جرود بعلبك على الحدود الشرقية مع سوريا تصدى فيها لمخطط لمجموعات متطرفة، فأوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوفها، في وقت ترددت معلومات غير مؤكدة عن إقدام تنظيم داعش على نقل العسكريين المختطفين الـ9 لديه منذ أغسطس الماضي إلى حمص في طريقهم إلى معقله في الرقة السورية.
وقال بيان للجيش إنه «إثر توافر معلومات عن قيام مجموعات إرهابية بتحضيرات قتالية ولوجيستية على جبل المخيرمة والمرتفع 1564 في أعالي جرود رأس بعلبك، نفذت قوة من الجيش عملية إغارة نوعية وخاطفة ضد المجموعات المذكورة»، لافتا إلى أن القوة «اشتبكت مع هذه المجموعات بمختلف أنواع الأسلحة، وأوقعت في صفوف الإرهابيين 3 قتلى و4 جرحى، وكبدتهم خسائر جسيمة في الأسلحة والعتاد بينها تدمير مدفعين وعدد من الرشاشات الثقيلة والآليات، وقد عادت قوى الجيش إلى مراكزها من دون تسجيل أي إصابات في صفوفها».
وأوضح البيان أن العملية تأتي في إطار «العمليات العسكرية الوقائية التي تنفذها وحدات الجيش للقضاء على تجمعات الإرهابيين، ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكز الجيش والاعتداء على المواطنين». وكان الجيش نفذ عملية مماثلة في فبراير (شباط) الماضي خاصة مع تزايد الحديث عن معركة مرتقبة مع المجموعات المتطرفة التي تتمركز في المنطقة الحدودية الشرقية.
في هذا الوقت، ترددت معلومات عن نقل العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى «داعش» إلى مدينة الرقة السورية، ما أثار توتر وغضب أهاليهم الذين طالبوا المعنيين بتوضيح المسألة والإتيان بإثبات يؤكد مكان وجود أبنائهم.
وأشار الناشط السوري أبو محمد في تجمع «الرقة تذبح بصمت» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هناك معلومات غير مؤكدة يتم التداول بها حول نقل «داعش» العسكريين اللبنانيين إلى وجهة جديدة، لافتا إلى حديث عن نقلهم إلى البادية في حمص ليتم نقلهم منها إلى الرقة، باعتبار أن الطريق من جرود منطقة القلمون والحدود اللبنانية – السورية إلى الرقة طريق طويل جدا وصعب. وأوضح أبو محمد أنه لم يتم تسجيل أي حركة مريبة في الرقة أو وصول سيارات جديدة وغريبة إلى المدينة.
وشدد نظام مغيط، شقيق المعاون المخطوف لدى المجموعات الإرهابية إبراهيم مغيط، على وجوب أن يقوم المعنيون بالملف بـ«توضيح حقيقة» المعلومات التي وردت عن نقل المخطوفين الموجودين لدى تنظيم داعش إلى الرقة.
وناشد مغيط في بيان باسم الأهالي مجتمعين، الحكومة «تكليف المفاوضين إحضار تسجيل فيديو جديد للعسكريين الأسرى وذلك خلال مهلة أسبوع من تاريخه»، محذرا من أنه «في حال عدم الحصول على جواب مقنع أو شيء ملموس فإن التصعيد سيد الموقف».
بدوره، طالب حسين يوسف والد العسكري المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الجهات الرسمية اللبنانية، بتأكيد المعلومات التي يتم تداولها أو نفيها على أن يقترن ذلك بإثبات مادي وملموس، مستبعدا أن يكون هذا الحديث دقيق نظرا لصعوبة تطبيقه فعليا على الأرض. وأضاف: «قد أكون الوحيد مقارنة بباقي الأهالي، المتفائل في حال ثبت نقلهم إلى الرقة، لأنني أعتقد أن ذلك سيعني أن المفاوضات قطعت شوطا كبيرا وقد نكون اقتربنا من عملية تحريرهم، بعكس ما يعتقد آخرون أن ذلك سيزيد الأمور تعقيدا وصعوبة».
وفي بلدة عرسال الحدودية الشرقية التي شهدت في الأيام الماضية سلسلة عمليات خطف، كان آخرها إقدام «داعش» على اختطاف بائع المكسرات، ابن بلدة حوش الرافقة المتاخمة لعرسال، حسين سيف الدين، ساد الهدوء بعد الإفراج عنه يوم أول من أمس، الأحد، من دون دفع أي فدية مالية بالمقابل.
وروى سيف الدين لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عملية الاختطاف التي تمت أثناء وجوده في عرسال يبيع المكسرات لأحد أبناء البلدة من آل عز الدين، لافتا إلى أنه وفي بادئ الأمر كان الهدف من العملية تجاريا لا سياسيا ولا طائفيا، «باعتبار أن المسلحين أرادوا السرقة ومنعي من المجيء مجددا إلى البلدة، إلا أن (داعش) دخل بعدها على الخط».
وأوضح سيف الدين أن عناصر «داعش» كانوا يحتجزونه في مخيمات اللاجئين السوريين الموجودة داخل عرسال وليس في منطقة الجرود، ويتم نقله كل فترة إلى مخيم جديد، لافتا إلى أنه تمت معاملته بطريقة «جيدة جدا»، وأضاف: «حتى أنهم كانوا يصفونني بالأسير المدلل فكنت أنا أختار الوجبات التي أرغب بتناولها، كما أنه لم يتم التعرض لي بأي إساءة لا جسدية ولا لفظية».
ورجح سيف الدين أن تكون «محبة» أهالي عرسال له باعتباره يزورهم منذ أكثر من 8 سنوات، السبب الرئيسي وراء المعاملة الجيدة والإفراج عنه، وقال: «أنا الأسير الوحيد الذي خرج حيا بعد اختطافه من قبل (داعش)».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.