معرض للمصمم موغلر... يمنح المرأة جناحين للتحليق بعيداً

TT

معرض للمصمم موغلر... يمنح المرأة جناحين للتحليق بعيداً

يقدم المعرض المقام، حالياً، في متحف فنون التزيين في باريس، نظرة شاملة على مسيرة مصمم الأزياء الفرنسي تييري موغلر. وهو معرض تولى تهيئته متحف الفنون الجميلة في مونتريال بكندا. ولعل أهم ما يميز المصمم المولود في ستراسبورغ والبالغ من العمر 72 عاماً هو تلك المخيلة التي أتاحت له أن يرسم للمرأة ملابس تحيلها إلى حورية من حوريات البحر أو طائر ملون من طيور الجنة. وبهذا يرى خبراء الأزياء أنّ موغلر حقق ما يشبه الثورة في عالم الموضة. وهو لم يكن خياطاً مدهشاً فحسب، بل مبتكر عطور ومصور ومخرج ومهتم بالموسيقى وصاحب رؤية مستقبلية.
في طفولته كان يهرب إلى الغابة القريبة من مكان سكناه ويختبئ في مغارة حجرية ويحلم بعالم من الأساطير. ولما كبر قليلاً درس الرقص الكلاسيكي وانتمى وهو في الرابعة عشرة إلى فرقة الباليه التابعة لأوبرا منطقة الراين. وهو أمر لم يغفره له أبوه الذي كان طبيباً. لكنه يقول إن الرقص حرره وفتح عينيه على لعبة الظل والضوء وسحر الأزياء التاريخية التي كان الممثلون والممثلات يرتدونها على المسرح. ومن شرق فرنسا انتقل إلى العاصمة وانخرط في سحرها وشطحات فنونها.
لقد منحته باريس النجاح وأجمل فترات عمره، لكنه لم يستقر فيها دائماً، بل تعاون مع عدة شركات للثياب الجاهزة في لندن وميلانو وبرشلونة. وفي عام 1973 قدم مجموعته الأولى للأزياء التي حملت اسم «كافيه دو باري». كانت تبشر بالعودة إلى أناقة المرأة الباريسية الصاعقة، بالغة الأنوثة، بعد أن كان مصممون آخرون يلبسونها السروال والبدلات الرجالية. وفي مرحلة تالية أضاف لتوقيعه اسم «مانفريد». لقد كانت تصاميمه ذات خطوط هندسية ومن القوة بمكان، بحيث قيل إنّه خير ممثل لفترة الثمانينات في الأزياء. ومع حلول التسعينات ساهم بشكل فعال في عودة مفهوم «الخياطة الراقية» الذي كان قد تضاءل بعد رحيل ديور وشانيل وغيرهما من رواد الفخامة. وهو قد جعل من كل عرض له استعراضاً لا تنقصه الموسيقى ولا الإنارة الفنية والإخراج المسرحي.
ومع أنه مخصص لتكريم مجمل مسيرة موغلر فإنّ المعرض لا يتبع النمط التقليدي للمعارض الاستعادية التي تتوقف عند كل واحدة من مراحل الفنان، بل يلقي بكل حيوية حياته وإبداعاتها دفعة واحدة أمام الزائر. وهو يفتتح بصورة كبيرة للمصمم مع العارضة جيري هول، نجمة ثمانينات القرن الماضي التي كانت رفيقة حياة المغني مايك جاغر. لقد كساها موغلر بشلال من الفراء ولفّ قوامها بالقطيفة السوداء وركّب لها جناحي فراشة مطرزين بكل ألوان الطيف الشمسي.
بدت عارضاته وكأنهن آتيات من فضاء آخر. لهذا وصف بأنه المصمم صاحب الخيال العلمي. فإذا كان معروفاً أن الموضة تكرر نفسها، تختفي موجة لتعود بعد سنوات، فإن موغلر لم يكن يستكين لما هو موجود ومعروف ومكرر، بل حاول مطاردة موضة لم تقع عليها عين من قبل. وفي بعض عروضه قدم عارضات أشبه بالإنسان الآلي، منفصل عن محيطه وأحاسيسه وينتمي إلى ثقافة بصرية مغايرة. كانت المعاطف في مجموعته التي قدمها عام 1995. تتحرك وتنفصل عن عارضاتها، والصدريات تشبه مصدات الصدمات، والأحزمة مثل مخفض الحرارة في المركبات. هل أراد «مكننة المرأة»، مثلاً، بمناسبة احتفاله بالذكرى العشرين لداره، وما الهدف من ذلك؟
بموازاة تصميم الثياب كان عطاراً معروفاً و«أنفاً» قدم عطر «أنجيل» الشهير الذي افتتح عصر ما يعرف بـ«الروائح النهمة». «كانت العطور بالنسبة له هي بوابة عالم من الأحلام» لا تحده حدود. وهو كان مصوراً أيضاً، كما أسلفنا، وفي العرض صالة مخصصة للتصاوير التي التقطتها عدسته، أي عين الفنان فيه. وهناك لقطات تشبه اللوحات لعارضات عملن معه، مثل إيمان وجيري هول.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.