أصوات نسائية من كل القارات تؤسس الدورة الـ14 لـ«موازين.. إيقاعات العالم» في الرباط

تتقدمهن باربارا هندريكس وماجدة الرومي وأصالة نصري

جمهور قياسي يتابع حفلات مهرجان «موازين .. إيقاعات العالم» بالرباط و نجمة الفادو ماريا بيراساتي من البرتغال
جمهور قياسي يتابع حفلات مهرجان «موازين .. إيقاعات العالم» بالرباط و نجمة الفادو ماريا بيراساتي من البرتغال
TT

أصوات نسائية من كل القارات تؤسس الدورة الـ14 لـ«موازين.. إيقاعات العالم» في الرباط

جمهور قياسي يتابع حفلات مهرجان «موازين .. إيقاعات العالم» بالرباط و نجمة الفادو ماريا بيراساتي من البرتغال
جمهور قياسي يتابع حفلات مهرجان «موازين .. إيقاعات العالم» بالرباط و نجمة الفادو ماريا بيراساتي من البرتغال

يُنتظر أن يتألق خلال الدورة الـ14 لمهرجان «موازين.. إيقاعات العالم»، التي تنظم، ما بين 29 مايو (أيار) و6 يونيو (حزيران) المقبلين، بالرباط، عدد من نجمات الموسيقى والغناء من مختلف قارات العالم، تتقدمهن أيقونة «البلوز» باربارا هندريكس، والنجمة اللبنانية ماجدة الرومي، وذلك إلى جانب عشرات من نجوم الموسيقى والغناء عبر العالم، بينهم، إلى حد الآن، الكويتي نبيل شعيل، واللبنانيان وائل كفوري وملحم زين، والأميركي أشر، والأميركي السنغالي أيكون، نجمي الـ«آر أند بي»، وفنان الراب الفرنسي بلاك إم، بالإضافة إلى فرق ومجموعات موسيقية، بينها فرقة الروك البريطانية «بلاسيبو»، وفرقة البوب الأميركية «مارون فايف».
وأعلنت جمعية «مغرب الثقافات»، التي تنظم التظاهرة، أن المغنية باربارا هندريكس، إحدى أشهر أيقونات «البلوز»، ستحيي، رفقة مجموعتها الموسيقية، حفلا فنيا تحت عنوان «بلوز أينما ذهبت»، بالمسرح الوطني محمد الخامس.
وارتبطت المسيرة الفنية لهاندريكس، التي ولدت سنة 1948 بولاية أركانسو الأميركية، بموسيقى «البلوز – جاز»، حيث بدأت بترديد الأناشيد الإنجيلية في إحدى كنائس المدينة التي رأت فيها النور. وانطلاقا من سنة 1974. حازت هاندريكس شهرة عالمية بأدائها المتميز في كبريات مسارح الأوبرا، مثل أوبرا سان فرانسيسكو، وأوبرا باريس، وأوبرا نيويورك، وأوبرا كوفنت غاردن بلندن، ولاسكالا دي ميلانو.
وعُينت هندريكس سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سنة 1987، وأنشأت «مؤسسة باربارا هندريكس من أجل السلام والمصالحة» في 1998، لتحوز في 2002 لقب السفيرة الفخرية للنوايا الحسنة مدى الحياة. كما تلقت العديد من الجوائز تكريما لإنجازاتها الفنية وأعمالها الإنسانية.
وتحيي النجمة اللبنانية ماجدة الرومي حفلها الغنائي على خشبة مسرح محمد الخامس، في موعد يُنتظر أن يشكل إحدى أقوى فقرات برنامج «موازين» لهذه السنة، وذلك نظرا لقيمة ومكانة الفنانة اللبنانية عند الجمهور العربي، بشكل عام، والمغربي بشكل خاص.
كما تشارك في دورة هذه السنة من المهرجان المغربي، الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، كل من إليسا من لبنان، وأصالة نصري من سوريا، ونجمة الفادو، ماريا بيراساتي من البرتغال، ونجمة التانغو، ديبورا روس من الأرجنتين، ونجمة الفلامينغو لويز دو لاكاراسكا من إسبانيا، فضلا عن أوزليم اوزديل من تركيا، وكاترينا فوتيناكي من اليونان، وكارمن سوزا من الرأس الأخضر.
ويدخل مهرجان «موازين»، الذي رأى النور من خلال مبادرة من جمعية «مغرب الثقافات»، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2001. في إطار الانفتاح على الثقافات ومنح الجمهور رحلة سفر موسيقية لجميع بقاع العالم. وتعد جمعية «مغرب الثقافات»، التي تأسست في 2001، هيئة لا تهدف إلى تحقيق الربح. وخلال بحثه عن الانفتاح والتبادل، تمكن المهرجان، فضلا عن آلاف الفنانين وملايين المتفرجين، من جمع أكبر المفكرين وعالمي الأنثروبولوجيا والفنانين المرموقين، الذين واصلوا تأملاتهم، خلال الندوات والموائد المستديرة، أمام عدد كبير من الحاضرين لفعاليات المهرجان، المتعطشين للمعرفة والتجربة.
ومن بين علامات نجاح مهرجان الرباط، متابعة مليونين و600 ألف شخص لفعالياته، في دورة 2013، مما مكنه من احتلال المرتبة الثانية، ضمن قائمة المهرجانات العالمية.
وجرت العادة أن تستقطب حفلات النجوم المشاركين في التظاهرة عشرات الآلاف من المتفرجين، حيث تابع حفل الفنان البلجيكي ستروماي، خلال دورة 2014 نحو 183 ألف متفرج، فيما تابع حفل الفنان الأميركي جاستن تامبرلاك، 150 ألفا.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».