الحوثيون يقصفون مخيمات النازحين في مأرب

TT

الحوثيون يقصفون مخيمات النازحين في مأرب

مع تصاعد المعارك التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات مأرب، أقدمت الميليشيات الحوثية أمس (الأربعاء) على قصف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية، في وقت تعول فيه الحكومة الشرعية على استعادة زمام المواجهة لكسر الميليشيات بعد وصول تعزيزات جديدة للجيش.
وإذ تحاول الميليشيات الدفع بعناصرها لاستكمال السيطرة على مناطق مديرية الجوبة، جنوب محافظة مأرب، أفادت مصادر عسكرية بأنها تكبدت مئات القتلى والجرحى في اليومين الأخيرين في هذه الجبهات.
وضمن مساعي الجماعة للتعويض عن خسائرها أقدمت على قصف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية، بحسب ما أفادت به الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب.
وذكرت الوحدة الحكومية في تغريدة على «تويتر» أن الميليشيات قصفت مخيم الرحمة، الواقع في منطقة مفرق حريب، بالقطاع الجنوبي لمدينة مأرب، بالصواريخ الباليستية، وهو المخيم الذي يضم 298 أسرة نازحة.
يشار إلى أن الهجمات الحوثية خلال الشهرين الأخيرين قادت إلى تشريد أكثر من 93 ألف مدني من مناطق جنوب مأرب، حيث نزح أغلبهم إلى مركز المحافظة في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
وفي آخر تحديث عن حالة النزوح كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن ميليشيات الحوثي الإيرانية هجرت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 93 ألف شخص من أبناء المديريات الجنوبية بالمحافظة والنازحين جراء تصعيدها العسكري المتواصل.
وأفادت الوحدة الحكومية في تقرير وزعته على وسائل الإعلام بأن الميليشيات مستمرة بتصعيدها العسكري وأعمالها العدائية ضد المدنيين واستهدافها المتعمد للقرى والتجمعات السكانية ومخيمات النزوح في المديريات الجنوبية بمحافظة مأرب وقصفها الممنهج بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وفيما تحتدم معارك استنزاف الميليشيات الحوثية في الجبهات الغربية والجنوبية من مأرب، تعول الحكومة اليمنية على أن تؤدي التعزيزات الأخيرة التي وصلت للجيش إلى قلب معادلة المواجهات واستعادة المناطق التي استولت عليها الميليشيات في الأسابيع الأخيرة.
وأكد معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية أن تعزيز جبهات محافظة مأرب بوحدات نوعية بعد الاستنزاف الذي تعرضت له الميليشيات الحوثية في المعارك الدائرة هناك خلال الأشهر الماضية، كفيل بتغيير موازين المعركة لصالح الجيش والمقاومة والقبائل، وكسر المشروع الإيراني وتحويل مسار العمليات العسكرية‏.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية إن وصول «كتيبة شهداء مأرب» المدربة تدريباً عالياً والمجهزة بالأسلحة والعتاد العسكري إلى مدينة مأرب الصامدة، للانخراط في جبهات القتال لجانب الجيش الوطني والمقاومة، يأتي في ظل استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي، وتصاعد هجماتها الإرهابية على الأعيان المدنية والمدنيين‏.
وأضاف أن «الكتيبة إحدى كتائب ألوية قوات اليمن التي عملت الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع بتوجيه وإشراف من القيادة العسكرية العليا ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي على تشكيلها وهيكلتها وتنظيمها ضمن القوات العسكرية، بدعم تدريبي ولوجستي من قيادة التحالف بقيادة السعودية، وستصل المزيد من التعزيزات».
وثمن الوزير اليمني «الدعم المتواصل واللامحدود الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب»، وقال «ساعة الخلاص من ميليشيا الحوثي الإرهابية قد اقتربت، والأيام القادمة حبلى بالتطورات والمفاجآت الموجعة لأذيال طهران». بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي«أشاد بالجهود المبذولة والمواقف الميدانية التي يجترحها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في معركة الثورة والجمهورية ضد فلول التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية في مأرب»، وذلك خلال لقائه في الرياض رئيس هيئة الأركان وقائد العمليات المشتركة للجيش الفريق الركن صغير بن عزيز.
في السياق نفسه، شهد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي أمس (الأربعاء) في مأرب استعراضا قتاليا وحفلا بمناسبة تخرج الدفعة الـ47 من وحدة القناصة.
ونقلت المصادر الرسمية عن المقدشي قوله إن «الجيش والمقاومة يتعاملون باحترافية وكفاءة قتالية عالية مع كل محاولات ميليشيا الحوثي الإيرانية التي رمت بقواتها وعتادها وخبراتها والتقنيات والأسلحة التي تتلقاها من رأس الشر في طهران نحو مأرب والجوف، ويتم استنزافها وتفكيك قدراتها، ولن تستطيع تحقيق أهدافها العدائية وطموحاتها التوسعية».
وتوعد المقدشي الميليشيات بالهزيمة وقال «الاندفاعة الانتحارية لإيران وميليشياتها ستكون الأخيرة ومخططات الأعداء تبوء بالهزيمة والعار أمام بسالة الرجال، وأوراقهم تتساقط وأوهامهم تتحطم في مختلف جبهات القتال على امتداد مسرح العمليات لكامل الجغرافيا اليمنية».
ودعا وزير الدفاع اليمني إلى رص الصفوف وقال «الوطن أغلى من كل المصالح والحسابات، واللحظة الحرجة التي يمر بها اليمن تستدعي من الجميع رص الصف والوقوف الجاد لاستعادة دولته واستقراره وسيادته، وأن يصطف الأحرار في خندق واحد مع كل رفاق السلاح وكل رصاصة وصوت يقف ضد الخطر الوجودي ويقاتل ضد العدو الحوثي الإيراني».
في سياق منفصل، شدد مشاركون في ندوة حقوقية عقدت في مدينة مأرب أمس (الأربعاء) على «ضرورة إيصال أصوات النساء والأطفال المنتهكة حقوقهم إلى المحافل الدولية والضغط على صناع القرار الدوليين بإدانة المتسببين بالانتهاكات والممارسات المخالفة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان».
وطالب المشاركون من الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة بإيجاد حلول سريعة وفعالة لحماية نساء وأطفال اليمن ومساعدة ضحايا الحرب منهم ورفع مستوى تدخلاتها في المجالات الطبية المنقذة للحياة وبرامج الحماية والدعم والتأهيل النفسي لضحايا الحرب.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.