الحوثيون يقصفون مخيمات النازحين في مأرب

TT
20

الحوثيون يقصفون مخيمات النازحين في مأرب

مع تصاعد المعارك التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات مأرب، أقدمت الميليشيات الحوثية أمس (الأربعاء) على قصف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية، في وقت تعول فيه الحكومة الشرعية على استعادة زمام المواجهة لكسر الميليشيات بعد وصول تعزيزات جديدة للجيش.
وإذ تحاول الميليشيات الدفع بعناصرها لاستكمال السيطرة على مناطق مديرية الجوبة، جنوب محافظة مأرب، أفادت مصادر عسكرية بأنها تكبدت مئات القتلى والجرحى في اليومين الأخيرين في هذه الجبهات.
وضمن مساعي الجماعة للتعويض عن خسائرها أقدمت على قصف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية، بحسب ما أفادت به الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب.
وذكرت الوحدة الحكومية في تغريدة على «تويتر» أن الميليشيات قصفت مخيم الرحمة، الواقع في منطقة مفرق حريب، بالقطاع الجنوبي لمدينة مأرب، بالصواريخ الباليستية، وهو المخيم الذي يضم 298 أسرة نازحة.
يشار إلى أن الهجمات الحوثية خلال الشهرين الأخيرين قادت إلى تشريد أكثر من 93 ألف مدني من مناطق جنوب مأرب، حيث نزح أغلبهم إلى مركز المحافظة في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
وفي آخر تحديث عن حالة النزوح كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن ميليشيات الحوثي الإيرانية هجرت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 93 ألف شخص من أبناء المديريات الجنوبية بالمحافظة والنازحين جراء تصعيدها العسكري المتواصل.
وأفادت الوحدة الحكومية في تقرير وزعته على وسائل الإعلام بأن الميليشيات مستمرة بتصعيدها العسكري وأعمالها العدائية ضد المدنيين واستهدافها المتعمد للقرى والتجمعات السكانية ومخيمات النزوح في المديريات الجنوبية بمحافظة مأرب وقصفها الممنهج بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وفيما تحتدم معارك استنزاف الميليشيات الحوثية في الجبهات الغربية والجنوبية من مأرب، تعول الحكومة اليمنية على أن تؤدي التعزيزات الأخيرة التي وصلت للجيش إلى قلب معادلة المواجهات واستعادة المناطق التي استولت عليها الميليشيات في الأسابيع الأخيرة.
وأكد معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية أن تعزيز جبهات محافظة مأرب بوحدات نوعية بعد الاستنزاف الذي تعرضت له الميليشيات الحوثية في المعارك الدائرة هناك خلال الأشهر الماضية، كفيل بتغيير موازين المعركة لصالح الجيش والمقاومة والقبائل، وكسر المشروع الإيراني وتحويل مسار العمليات العسكرية‏.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية إن وصول «كتيبة شهداء مأرب» المدربة تدريباً عالياً والمجهزة بالأسلحة والعتاد العسكري إلى مدينة مأرب الصامدة، للانخراط في جبهات القتال لجانب الجيش الوطني والمقاومة، يأتي في ظل استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي، وتصاعد هجماتها الإرهابية على الأعيان المدنية والمدنيين‏.
وأضاف أن «الكتيبة إحدى كتائب ألوية قوات اليمن التي عملت الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع بتوجيه وإشراف من القيادة العسكرية العليا ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي على تشكيلها وهيكلتها وتنظيمها ضمن القوات العسكرية، بدعم تدريبي ولوجستي من قيادة التحالف بقيادة السعودية، وستصل المزيد من التعزيزات».
وثمن الوزير اليمني «الدعم المتواصل واللامحدود الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب»، وقال «ساعة الخلاص من ميليشيا الحوثي الإرهابية قد اقتربت، والأيام القادمة حبلى بالتطورات والمفاجآت الموجعة لأذيال طهران». بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي«أشاد بالجهود المبذولة والمواقف الميدانية التي يجترحها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في معركة الثورة والجمهورية ضد فلول التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية في مأرب»، وذلك خلال لقائه في الرياض رئيس هيئة الأركان وقائد العمليات المشتركة للجيش الفريق الركن صغير بن عزيز.
في السياق نفسه، شهد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي أمس (الأربعاء) في مأرب استعراضا قتاليا وحفلا بمناسبة تخرج الدفعة الـ47 من وحدة القناصة.
ونقلت المصادر الرسمية عن المقدشي قوله إن «الجيش والمقاومة يتعاملون باحترافية وكفاءة قتالية عالية مع كل محاولات ميليشيا الحوثي الإيرانية التي رمت بقواتها وعتادها وخبراتها والتقنيات والأسلحة التي تتلقاها من رأس الشر في طهران نحو مأرب والجوف، ويتم استنزافها وتفكيك قدراتها، ولن تستطيع تحقيق أهدافها العدائية وطموحاتها التوسعية».
وتوعد المقدشي الميليشيات بالهزيمة وقال «الاندفاعة الانتحارية لإيران وميليشياتها ستكون الأخيرة ومخططات الأعداء تبوء بالهزيمة والعار أمام بسالة الرجال، وأوراقهم تتساقط وأوهامهم تتحطم في مختلف جبهات القتال على امتداد مسرح العمليات لكامل الجغرافيا اليمنية».
ودعا وزير الدفاع اليمني إلى رص الصفوف وقال «الوطن أغلى من كل المصالح والحسابات، واللحظة الحرجة التي يمر بها اليمن تستدعي من الجميع رص الصف والوقوف الجاد لاستعادة دولته واستقراره وسيادته، وأن يصطف الأحرار في خندق واحد مع كل رفاق السلاح وكل رصاصة وصوت يقف ضد الخطر الوجودي ويقاتل ضد العدو الحوثي الإيراني».
في سياق منفصل، شدد مشاركون في ندوة حقوقية عقدت في مدينة مأرب أمس (الأربعاء) على «ضرورة إيصال أصوات النساء والأطفال المنتهكة حقوقهم إلى المحافل الدولية والضغط على صناع القرار الدوليين بإدانة المتسببين بالانتهاكات والممارسات المخالفة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان».
وطالب المشاركون من الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة بإيجاد حلول سريعة وفعالة لحماية نساء وأطفال اليمن ومساعدة ضحايا الحرب منهم ورفع مستوى تدخلاتها في المجالات الطبية المنقذة للحياة وبرامج الحماية والدعم والتأهيل النفسي لضحايا الحرب.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».