لمحبي القهوة... كيف تحققون أكبر استفادة ممكنة منها

هناك خطوات يمكنك اتخاذها لزيادة الاستفادة من عادة تناول القهوة إلى الحد الأقصى (أرشيفية - رويترز)
هناك خطوات يمكنك اتخاذها لزيادة الاستفادة من عادة تناول القهوة إلى الحد الأقصى (أرشيفية - رويترز)
TT

لمحبي القهوة... كيف تحققون أكبر استفادة ممكنة منها

هناك خطوات يمكنك اتخاذها لزيادة الاستفادة من عادة تناول القهوة إلى الحد الأقصى (أرشيفية - رويترز)
هناك خطوات يمكنك اتخاذها لزيادة الاستفادة من عادة تناول القهوة إلى الحد الأقصى (أرشيفية - رويترز)

تُعد القهوة جزءاً ثابتاً ومقدساً تقريباً من الروتين الصباحي لدى كثيرين حول العالم. من بعض النواحي، أدى وباء فيروس «كورونا» المستمر إلى تعميق علاقاتنا واعتمادنا على القهوة والكافيين.
في سبتمبر (أيلول)، تحدثت شركة «سينش هوم سيرفسيس» إلى أكثر من ألف من شاربي القهوة في الولايات المتحدة. أفاد 34 في المائة من المستجيبين بأنهم تناولوا مزيداً من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أثناء الوباء أكثر من أي وقت مضى، مع تصنيف القهوة على أنها اختيارهم المفضل.
ووجد التقرير أن الموظفين الذين يعملون من بُعد يشربون قهوة أكثر من زملائهم في المكتب، حيث يستهلكون ما معدله 3.1 كوب مقابل 2.5 كوب كل يوم. لكن بعض الأميركيين لا يسعون لتناول فنجانيهم الثاني أو الثالث من أجل الطعم المر، حيث قال 28 في المائة من المشاركين إن القهوة تجعلهم أكثر إنتاجية في العمل.
وهناك خطوات يمكنك اتخاذها لزيادة الاستفادة من عادة تناول القهوة إلى الحد الأقصى، وزيادة إنتاجيتك أثناء العمل من المنزل. تحدثت شبكة «سي إن بي سي» مع خبراء في القهوة والإنتاجية لمعرفة كيفية تحقيق أقصى استفادة من فنجان القهوة؛ خصوصاً في الصباح.

* لا تشرب القهوة بمجرد أن تستيقظ

قد يكون التفكير في فنجان قهوة طازج هو الدافع الوحيد لك للخروج من السرير في بعض الأحيان، ولكن شرب القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة يمكن أن يضعف مستويات الطاقة الطبيعية في جسمك.
درس خبير الإدارة والعلوم السلوكية، دانيال بينك، علم التوقيت وكيف يمكن أن يؤثر على إنتاجيتنا. في كتابه «متى: الأسرار العلمية للتوقيت المثالي»، يشير بينك، بناءً على أبحاث من دراسات عدة، إلى أن أفضل وقت لتناول فنجان القهوة الأول هو بعد ما بين 60 و90 دقيقة من الاستيقاظ. ويعود ذلك إلى أن الكافيين يتداخل مع إنتاج الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يعطي الإشارة إلى جسمك ليكون مستيقظاً ومتجاوباً. وفقاً لهذا البحث، تبلغ مستويات الكورتيزول ذروتها عادة في نحو الساعة 8:30 صباحاً.
يقول بينك: «يتناول الناس فنجاناً من القهوة في الصباح تقريباً بطريقة مسببة للإدمان... ولكن من الأفضل بكثير أن نترك الكورتيزول الطبيعي بالجسم في ذروته، ثم عندما يبدأ في الانخفاض، نعطي الجسم جرعة من الكافيين».

* اختر المكونات الصحيحة

تحوي حبوب البن مستويات مختلفة من الكافيين اعتماداً على طريقة تحميصها. يقترح مايك بالديراما، الأستاذ الإقليمي في «كونتر كالتشر كوفي»، أنه إذا كنت تشعر بالخمول وتبحث عن تعزيز أقوى للطاقة، فعليك الوصول إلى القهوة التي تحمل علامة «التحميص الخفيف». يشرح قائلاً: «كلما تحمصت القهوة أكثر، زاد احتراق الكافيين».
من المهم أيضاً الانتباه إلى أنواع القهوة في الموسم للحصول على أفضل نكهة ومحتوى كافيين. تحصد البلدان في جميع أنحاء العالم قهوتها في أوقات مختلفة، ولكن مع اقتراب عشاق القهوة في الولايات المتحدة من فصل الشتاء، يقول بالديراما إنه يجب توقع رؤية قهوة طازجة من بابوا غينيا الجديدة وكينيا وكولومبيا وغواتيمالا.
لكن فنجان القهوة المثالي، وفقاً للخبير، يعتمد بشكل أقل على الحبوب التي تستخدمها وأكثر على مكون مختلف: الماء. يقول: «أكثر من 98 في المائة من فنجان القهوة المقطرة عبارة عن ماء. لذا؛ فإذا كان لديك ماء فاسد، فستتناول قهوة سيئة». وسواء أكنت تحضر مشروباً بارداً أم القهوة الساخنة، فقد أشار إلى أنه يجب عليك دائماً استخدام المياه المفلترة.

* تجربة الـ«ناب - وتشينو»

تعدّ كل من القهوة و«القيلولة (ناب)» رائعة بمفردها، لكنهما معاً قد يشكلان أداة قوية لزيادة اليقظة. أظهرت الدراسات في إنجلترا واليابان أنه إذا كنت تشرب القهوة مباشرة قبل القيلولة وتنام لمدة 20 دقيقة أو أقل، فإنه يمكنك التركيز على العمل بشكل أفضل مما لو كنت تأخذ قيلولة منتظمة أو تشرب القهوة فقط.
العلم وراء قيلولة - القهوة بسيط: النوم يقلل كمية الأدينوزين؛ المادة الكيماوية التي تجعلك تشعر بالتعب، في عقلك وجسمك. الكافيين، الذي يستغرق نحو 20 دقيقة ليبدأ مفعوله، يساعد على منع الأدينوزين. من خلال القيلولة لمدة 20 دقيقة، فإنك تقلل من كمية الأدينوزين في نظامك وتعطي الكافيين كمية أقل من المادة الكيماوية للتعامل معها، مما يجعل قهوتك أكثر فاعلية.


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

صحتك شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء (إ.ب.أ)

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ويعزز نمو البكتيريا المفيد بها، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب في صحتنا ككل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القهوة غنية بمضادات الأكسدة (أ.ف.ب)

فوائد تناول البروتين مع القهوة في الصباح

يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.

صحتك لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول رشفة من الكافيين؟

يرصد التقرير كيف يؤثر الكافيين علينا ويسبب تغيراً بيولوجياً في أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب أمير منطقة جازان يدشن المركز وإلى جانبه نائب الرئيس للشؤون العامة في «أرامكو» خالد الزامل (أرامكو)

«أرامكو» تدشّن مركز تطوير البن السعودي في منطقة جازان

دشّنت «أرامكو السعودية» مركز تطوير البن السعودي في جازان ضمن مبادرات المواطنة التي تقدمها لدعم زراعة وإنتاج البن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ومن البُنِّ ما قتل... مشاهير أدمنوا القهوة فشربوا 50 فنجاناً في اليوم

وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟

كريستين حبيب (بيروت)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.