نادين نجيم... الأمومة تغلب نساءها

حاورتها منى الشاذلي في أثمان نجاحها

نادين نجيم خلال تسجيل الحلقة
نادين نجيم خلال تسجيل الحلقة
TT

نادين نجيم... الأمومة تغلب نساءها

نادين نجيم خلال تسجيل الحلقة
نادين نجيم خلال تسجيل الحلقة

تغلب الأم في نادين نجيم النساء الأخريات داخلها. تؤكد المؤكد في لقائها مع منى الشاذلي، بإعلاء صوت الأمومة على الأصوات الأخرى، تحديداً أصوات النشاز. المرأة الناجية من علاقة مسدودة، كبئر عميقة من الأسرار والظلمات، وحدها تقرر ما سيطفو من هذه الألغاز الشخصية. ترمي طعماً لتُسكت الأسماك الجائعة في أعماقها، الراغبة في البوح والتخلّص من الصمت الثقيل. تتعلّم لجمها للإبقاء على نموذج الأم المثالية في عيون ولديها، كنزيها.
تحرّك نادين الأم بيادقها على رقعة ملتهبة، لا مكان فيها للمرأة الخاسرة. تعبُر الأسوار الشاهقة ما بين الضعف والقوة، بظهر يعتاد على الطعنات وعلى الشفاء منها. المرأة القوية لا تكذب في مشاعرها، بل تُحسن ترتيبها ووضعها على الرفوف المناسبة. نادين نجيم قوية لحملها الكثير وتحمّلها إخراج القليل. فوسط الضجيج، تتخذ قرار اختيار الجوانب الهادئة؛ ووسط المعارك، تميل إلى استراحة المحارب. دائماً من أجلهما. تكرر اسميهما كدندنة أغنية: «هافن وجوفاني». من أجل ألا يقال: أمّكما أساءت إلى سمعة العائلة. الأمومة تضحيات باهظة.
اعترفت لمنى الشاذلي أنّ الطلاق كان قاسياً. وهي، خلال تصوير «خمسة ونص»، سكنها التخبّط النفسي وطاردتها الأسئلة الصعبة. لكنها بعد نيله، نبت لها جناحان فحلّقت. في «عشرين عشرين»، لمع ضوء الحرية؛ وفي «صالون زهرة» شعرت بزخم المشاعر. كأنها في خلّاط كهربائي يعمل بسرعة هائلة لإصدار الطاقة الإيجابية وإرادة الإقبال على الحياة. أحسّت بثقل يتساقط فيمنحها خفّة تنتظرها. كانت «زهرة» نقطة تحوّل في كيانها المهزوز - المتماسك. تخبر مُحاورتها أنها في يومياتها لا تكشف دائماً وجهها الميّال إلى الدعابة. فإذا بهذه الشخصية تخوّلها الإحساس بالارتفاع. أو الاسترخاء على موجة والبحر في لحظة صفاء مذهلة.
ترتاح النجمة اللبنانية في ضيافة أهل مصر. تتفهّم حلقة «معكم منى الشاذلي» على قناة «سي بي سي» رغبتها في الإبقاء على بعض أبوابها مقفلة، مقابل حاجة ملحّة أخرى هي الفضفضة المنضبطة. تحرص الضيفة على ألا يفلت منها ما تريد الاحتفاظ به لنفسها. تمرر العتب من تحت الأبواب الموصدة نفسها. وتقول للناس إنّ الحقيقة قد تخلط الأوراق لمصلحتها، لكن ما النفع؟ ماذا ستجني من «فضح» المستور سوى مزيد من الأصابع الموجّهة نحو ولديها؟ والمزيد من خدش الطفولة. ومن الأذية وانتهاك السلام الداخلي.
ظلّت تضحك طوال الحلقة، حتى في عزّ الكلام عن الآلام والمعارك. أرادت إطلالة تنتصر للفرح على الأسى، وترد الاعتبار للجراح غير الملتئمة. بتعاطف إنساني، تدير منى الشاذلي الحوار. وكلما سألت عن جانب مُعذّب، تلقّت جواباً يرفض الشفقة. فنادين نجيم لا تجيب فقط عن نفسها. تتحدث باسم ولديها وتجيب باسمهما أيضاً. عانيا من الانفصال والتنقّل بين الأم والأب، فلن تزيد إلى المعاناة تصريحات أم غير ناضجة. بجملة، ترسم طريقها: «أنا أقرر سعادتي ومستقبلي. سأعيش وولدَي سعداء رغماً عن الجميع».
تبكي في الليالي ولا يلمح أحد دمعها. تملك شجاعة الاعتراف بقسوة الأيام على صبيّة دخلت باكراً عالماً يفوق عمرها، منذ انتخابها ملكة جمال لبنان عام 2004. إلى درب التمثيل بنوره وعتمته. تجعل النجاح قراراً شخصياً لا يرتبط بالآخرين ولا يتّكئ على سند. 17 عاماً مرّت على حدث تتويجها على عرش الجمال اللبناني، فكم تغيّرت هذه الصبية، بشيء من شكلها وبكثير من شدّ عودها!
بلطفها الرقيق، توجّه منى الشاذلي تحية من مصر إلى لبنان، مع حسرتنا جميعاً: «تستحق الأفضل»، على عفوية المصريين في تأنيث هذا البلد المفتّت. تُعامل نجمته بنبل مَن يصفّق لنجاحات الآخرين كدليل قوة وثقة. تسألها عن التقليل من حجم وجعها، كأن يقال: ماذا ينقصها؟ لديها المال والجمال والشهرة والنجاح ونعمة الأمومة؟ «أنا كتومة»، تجيبها: «فلو تكلّمتُ عن آلامي، لملأتُ كتاباً بأكمله، لكنني لا أفضّل الكتب المفتوحة».
تربّت على أنّ المنازل أسرار، ونشر الغسيل لا يليق بقيم العائلة. مرّت نجاحاتها أمامها بريبورتاج يختصر السنوات، بالأدوار والشخصيات والنضج من دور إلى شخصية. وتجلّى حسّها الفكاهي في الإضحاك والتقليد الكوميدي. كانت كل الضحك النازف دفعة واحدة.
ليت ذلك اليوم لم يغيّرنا إلى الأبد. تصيب الصدمة منى الشاذلي، وضيفتها تخبرها أنّ 400 قطبة قد غرزت جسدها بعد الانفجار، والجراحة استمرت لسبع ساعات، خرجت منها برجاء ألا تفقد بصرها. تتدمّر المنازل وتحلّ الخسائر المادية، لكنها تُعوّض. ندوب النفس لا تتزحزح بسهولة من أماكنها. يتجاوب وجه نادين نجيم بإزعاج مع صوت الزلزال الذي عصف ببيروت مساء الرابع من أغسطس (آب)، والبرنامج يستعيد بعض صوره المقززة وصعقة لحظاته الأولى. تشاء ألا تتذكر، برغم رحمة الله التي مسحت ذاكرتها حين فقدت وعيها، فجنّبتها «تروما» المشهديات المرعبة.
خشيت أن يخاف ولداها منها. لكنهما يبصران أماً تحبّهما بروحها وقلبها. تصبح الأشكال عابرة، حين يتعلق الأمر بالحب الصادق. وهو نادر، لا تجيده سوى قلة. غناؤها «آه لو لعبت يا زهر» في ختام الحلقة، تحية للمرأة الراقصة على جراحها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.