بروكسل ترد على مينسك: لن نرفع العقوبات... وسنشددها أكثر

لوكاشينكو: بيلاروسيا تعمل على إعادة المهاجرين إلى بلدانهم ولا ترغب في «نزاع»

أعلن بوريل أن العقوبات الجديدة ستفرض «في الأيام القادمة» وستطال «عدداً كبيراً» من الأفراد والكيانات (أ.ف.ب)
أعلن بوريل أن العقوبات الجديدة ستفرض «في الأيام القادمة» وستطال «عدداً كبيراً» من الأفراد والكيانات (أ.ف.ب)
TT

بروكسل ترد على مينسك: لن نرفع العقوبات... وسنشددها أكثر

أعلن بوريل أن العقوبات الجديدة ستفرض «في الأيام القادمة» وستطال «عدداً كبيراً» من الأفراد والكيانات (أ.ف.ب)
أعلن بوريل أن العقوبات الجديدة ستفرض «في الأيام القادمة» وستطال «عدداً كبيراً» من الأفراد والكيانات (أ.ف.ب)

اتهم الاتحاد الأوروبي رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بتشجيع تدفق المهاجرين جواً إلى مينسك، ثم إرسالهم تحت الحراسة إلى حدود بلاده مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا رداً على العقوبات الأوروبية. وينفي لوكاشينكو الذي يتولى السلطة منذ نحو ثلاثة عقود هذه الاتهامات ويلقي باللوم على الغرب ويطالبه برفع العقوبات عن بلاده، مشيراً إلى أنه لا يرغب في «نزاع» مع الغرب.
ورد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على مطالب لوكاشينكو، برفع عقوبات الاتحاد الأوروبي عن بلاده. وقال ماس أمس الاثنين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «يطالب لوكاشينكو برفع جميع العقوبات. سنقدم ردنا اليوم: سنشدد العقوبات أكثر»، وأشار بشكل خاص إلى «مزيد من التشدد» بحق المتورطين في تهريب المهاجرين، مضيفاً أنه سيتعين أيضاً مناقشة فرض عقوبات اقتصادية صارمة. كما هدد ماس شركات الطيران الأجنبية التي تنقل مهاجرين إلى بيلاروسيا، مضيفاً أن الوضع مأساوي لدرجة أنه لم يعد بإمكانه استبعاد حرمان هذه الشركات من حقوق التحليق أو تصاريح الهبوط في أوروبا، مشيرا إلى أنه سيُجرى الاستمرار في طريق التشديد هذا، لأنه لم يعد هناك بديل معقول له، وقال: «لا نزال بعيدين عن نهاية دوامة العقوبات».
وتتقطع السبل الآن بآلاف المهاجرين على تلك الحدود - التي تمثل أيضاً الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي - بعد أن عززت السلطات المحلية للدول الثلاثة الرقابة في المنطقة الحدودية لمنع تسلل المهاجرين. وأضاف ماس: «سنواصل نهج التشديد هذا لأنه لا يوجد بديل معقول».
ويرى الكرملين أنه «من الخطأ» تحميل رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو المسؤولية الكاملة عن أزمة الهجرة عند الحدود مع بولندا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «لوكاشينكو ليس المتسبب بالوضع الحاصل عند الحدود... من الخطأ تماما تحميل لوكاشينكو كامل المسؤولية».
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي التقى الأحد وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، في أول اتصال رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي ومينسك منذ بداية هذه الأزمة: «فيما يتعلق بتدفق اللاجئين، عادت الأمور تحت السيطرة». وأضاف: «سنقر حزمة جديدة من العقوبات ضد البيلاروسيين المسؤولين عما يحدث. وسنوسع نطاق هذه العقوبات لتشمل أشخاصاً آخرين وشركات طيران ومكاتب سفر وجميع المتورطين في نقل المهاجرين غير القانونيين إلى حدودنا».
وأعلن بوريل الاثنين أن التكتّل سيفرض «في الأيام القادمة» عقوبات على بيلاروس على خلفية أزمة المهاجرين، بعد أن أيد وزراء خارجية الدول الأعضاء الخطوة. وقال بوريل بعد لقائه الوزراء إن العقوبات الجديدة ستطال «عددا كبيرا» من الأفراد والكيانات لدورهم في «تسهيل العبور غير القانوني لحدود الاتحاد الأوروبي». وأضاف المسؤول الأوروبي: «من خلال توسيع نطاق العقوبات سنتمكن من استهداف المسؤولين عن استغلال المهاجرين». وأفاد دبلوماسيون أنه من المتوقع أن تشمل العقوبات الجديدة نحو 30 مسؤولا بيلاروسيا وشركة الطيران الحكومية ووكالات سفر متهمين بالمساعدة في إيصال المهاجرين إلى الحدود. وضغطت بروكسل على محطات العبور الرئيسية مثل تركيا ودبي لتعليق الرحلات الجوية إلى مينسك من أجل وقف تدفق المهاجرين إلى البلاد. كما يحثّ الاتحاد الأوروبي الأمم المتحدة على التدخل لتقديم المساعدة للرجال والنساء والأطفال على الجانب البيلاروسي من الحدود. وسبق أن أدرج الاتحاد الأوروبي 166 شخصا مرتبطاً بالنظام، بينهم لوكاشينكو وأبناؤه، على قائمة سوداء بسبب حملة قمع للمعارضة منذ الانتخابات المطعون فيها العام الماضي.
وأكد لوكاشينكو الاثنين أن بلاده تعمل على إعادة آلاف المهاجرين العالقين عند الحدود مع بولندا، علما بأن معظمهم من دول الشرق الأوسط، ولا ترغب بأن تتطور الأزمة إلى «نزاع». ونقلت وكالة «بيلتا» الرسمية عنه قوله: «العمل جارٍ بشكل نشط في هذه المنطقة لإقناع الناس... لكن أحدا لا يرغب بالعودة».
قال لوكاشينكو لوكالة أنباء بيلاروسيا «بيلتا» إن الخطوط الجوية البيلاروسية على استعداد لنقل المهاجرين من الحدود البولندية إلى ميونيخ «إذا كان الأمر ضرورياً»، و«ذلك في حال رفضت بولندا توفير ممر إنساني». ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن لوكاشينكو القول إن شركة الخطوط الجوية في بيلاروسيا على استعداد لإعادة المهاجرين إلى أوطانهم، ولكنهم لا يريدون ذلك. وأضاف أن بلاده لا ترغب بأن تتصاعد أزمة المهاجرين إلى «نزاع»، مؤكداً أن ذلك سيكون «أمراً ضاراً للغاية بالنسبة إلينا».
ويحاول مئات المهاجرين العبور من بيلاروسيا إلى بولندا منذ أشهر، لكن التوتر ازداد الأسبوع الماضي بعدما صد حرس الحدود في بولندا محاولة منسقة للقيام بذلك. وجاءت هذه العقوبات للرد على حملة أمنية استهدفت المعارضة غداة انتخابات العام الماضي الرئاسية وقرار لوكاشينكو تحويل مسار رحلة لشركة «راين اير» إلى مينسك لاعتقال ناشط كان على متنها. وأعلنت شركة «بيلافيا» الأحد منع المسافرين السوريين والعراقيين واليمنيين والأفغان من الصعود على متن رحلاتها القادمة من الإمارات بطلب من الأخيرة. وفي بيان موجّه لمواطني الدول الأربع نشرته «بيلافيا» على موقعها الأحد، قالت إنه لن يُسمح لهم بالصعود على متن الرحلات المتوجهة من دبي إلى بيلاروسيا «تماشياً مع قرار السلطات المعنية في الإمارات العربية المتحدة» وجاءت الخطوة بعدما حظرت «بيلافيا» الجمعة السوريين والعراقيين واليمنيين من الصعود على متن الرحلات القادمة من تركيا بطلب من أنقرة.
وقال نائب وزير الخارجية البولندي باويل جابلونسكى في حوار مع تلفزيون بولسات نيوز إن بولندا تجري مباحثات موسعة بشأن بدء فوري للرحلات الجوية لإعادة المهاجرين الذين عبروا الحدود من بيلاروسيا إلى أوطانهم في الشرق الأوسط. وأوضح أن بولندا تسعى لتعزيز الضغط وفرض مزيد من العقوبات على بيلاروسيا لبدء مثل هذه الرحلات الجوية من مينسك. قال وزير الداخلية البولندي ماريوز كامينسكي إن بلاده تخطط للبدء في بناء حاجز دائم على الحدود مع بيلاروسيا. وكتب كامينسكي على موقع «تويتر» أن البناء، بمجرد البدء فيه، سيتركز في البداية على أربعة أقسام، حيث سيتم البناء على مدار الساعة. وقد أقامت بولندا بالفعل سياجاً مؤقتاً بطول الحدود لمنع المهاجرين من الدخول بشكل غير قانوني إلى البلاد. وتمت إقامة السياج من أسلاك شائكة بارتفاع يبلغ 5.‏2 متر. وسيتم استبدال هذا السياج المؤقت بجدار دائم يبلغ ارتفاعه 5.‏5 متر وسيتم تزويده بأجهزة استشعار لرصد التحركات وبكاميرات. وتبلغ ميزانية المشروع 366 مليون يورو (418 مليون دولار). وتسمي الحكومة البولندية هذا التدعيم للحدود «حاجزاً» أو «سياجاً»، حيث تجنبت بشكل تسميته «جداراً».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.