الأمن المصري يضبط خلية لتصنيع «القنابل الحارقة» شرق العاصمةhttps://aawsat.com/home/article/330496/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%B6%D8%A8%D8%B7-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D8%B9-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A9%C2%BB-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9
الأمن المصري يضبط خلية لتصنيع «القنابل الحارقة» شرق العاصمة
استهداف قسم في شمال سيناء بـ«آر بي جيه».. وإصابة شرطي في الإسكندرية
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
الأمن المصري يضبط خلية لتصنيع «القنابل الحارقة» شرق العاصمة
أعلنت مصادر شرطية مصرية أمس عن نجاح الأمن المصري في ضبط خلية إرهابية تخصصت في تصنيع القنابل الحارقة بغرض استخدامها في استهداف المواقع الشرطية والمنشآت الحيوية في البلاد، وبينما تتواصل الحملات الأمنية في سيناء لمواجهة عناصر الإرهاب، أصيب شرطي و3 مواطنين في واقعة إطلاق نار على دورية أمنية في مدينة الإسكندرية غرب مصر. وقال مصدر أمني لوكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس إن المعلومات والتحريات لدى قطاع الأمن الوطني بالإسماعيلية (شرق العاصمة) «أكدت أن 3 طلاب بجامعة قناة السويس، من المنتمين إلى تنظيم الإخوان الإرهابي، وهم المدعو علي ع.ر (20سنة) مقيم بالشيخ زويد بشمال سيناء، والمدعو محمد ص.ع (22سنة) مقيم بحي الجناين بالسويس، والمدعو السيد إ.ع (25سنة) مقيم بقرية الأبطال بالقنطرة شرق، كوّنوا خلية إرهابية يتزعمها الأخير، وقيامهم بتصنيع القنابل الناسفة الحارقة لاستهداف المواقع الشرطية والمنشآت الهامة والحيوية». وأوضح المصدر أنه «عقب تقنين الإجراءات الأمنية اللازمة، قامت مأمورية من ضباط قطاع الأمن الوطني، بالتنسيق مع مديرية أمن الإسماعيلية، وقطاع الأمن المركزي، باستهداف المذكورين، إذ أمكن ضبطهم وبحوزتهم كمية من القنابل بدائية الصنع بها مواد مفجرة تعمل على حرق وتشويه الموجودين في مكان تفجيرها. وكذلك ضبط معمل مصغر يستخدمونه في إعداد القنابل، وبداخله كمية كبيرة من هيدروكلوريد الصوديوم، ونترات البوتاسيوم، وقضبان النحاس والكربون، والبطاريات الكهربائية التي تستخدم في إعداد القنابل. بالإضافة إلى أوراق تنظيمية تتضمن مخططات لاستهداف عدد من المنشآت العامة والحيوية، ورجال القوات المسلحة والشرطة». وأكدت المصادر أنه بمواجهة المتهمين بما أسفر عنه الضبط والتفتيش «اعترفوا بعضويتهم في اللجان النوعية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وحيازتهم للمضبوطات بغرض صناعة العبوات الناسفة الحارقة، وزرعها في المواقع الشرطية والعامة، وتفجيرها عن بعد من خلال الريموت كونترول»، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين، وأحالتهم إلى النيابة العامة لتولي التحقيق، والتي أمرت بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات. وعلى صعيد متصل بمطاردة العناصر الإرهابية، تمكنت الحملة الأمنية جنوب الشيخ زويد ورفح بمحافظة شمال سيناء أمس من ضبط 7 أشخاص مشتبه بهم، وقتل 7 متشددين. وأعلنت المصادر الأمنية أن الحملة استهدفت مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح، إذ تم مداهمة عدد من البؤر الإرهابية، مما أدى إلى مقتل 7 متشددين، وإلقاء القبض على 7 أشخاص مشتبه بهم، مشيرة إلى أنه جارٍ فحصهم لبحث مدى تورطهم في الأحداث الأخيرة. وفي غضون ذلك، أطلقت عناصر مسلحة قذيفتي «آر بي جيه» على قسم شرطة الشيخ زويد بشمال سيناء، ولاذوا بالفرار بعد أن تصدت لهم قوات الأمن. وأوضحت المصادر أن الواقعة لم تسفر عن وقوع أية إصابات أو خسائر، وأنه جرى تمشيط المنطقة بحثا عن الجناة.
اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية
تطورات نوعية في ممارسات الجماعة الحوثية ضد السكان خلال العام الماضي (أ.ف.ب)
كجميع الأعوام السابقة منذ انقلاب الجماعة الحوثية وسيطرتها على العاصمة اليمنية، صنعاء، وغالبية مؤسسات الدولة ومناطق واسعة من البلاد، شهد العام الماضي انتهاكات واسعة ومتعددة لحقوق الإنسان في مختلف المناطق والمحافظات.
واتهم حقوقيون الجماعة الحوثية بالاستمرار في قمع السكان وإرهابهم وانتهاك حقوقهم، مع تصعيد ممارساتها العدائية بحق المدنيين تحت مختلف المبررات، وبوسائل متنوعة، وهو ما أدى إلى تسببها في مضاعفة المعاناة، ومفاقمة الأوضاع المعيشية المعقدة.
ويرى مطهر البذيجي المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف «رصد») أن العام الماضي شهد تصعيداً حوثياً لانتهاكات حقوق الإنسان تحت مبرِّر مناصرة الفلسطينيين في غزة ضد الحرب الإسرائيلية وأحداث جنوب لبنان؛ إذ استغلت الجماعة ذلك لتبييض جرائمها والتنصل من تقديم الخدمات للسكان وتحسين أوضاعهم المعيشية والتهرُّب من جهود السلام.
وقال البذيجي لـ«الشرق الأوسط» إن العام الماضي كان حافلاً بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، التي نجمت عن الهجمات الحوثية على طرق الملاحة الدولية في المياه المحيطة باليمن؛ ما أسفر عن تدخل غربي مباشر، إلى جانب مزاعم المواجهة مع إسرائيل التي تسببت في تعرُّض البلاد ومنشآتها الحيوية لغارات إسرائيلية فاقمت من معاناة السكان.
وأشار إلى استمرار الجماعة في تجنيد الأطفال، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين ومواجهة الغرب وإسرائيل، وقصف الأحياء السكنية وحصار المدن وزراعة الألغام والاعتقالات التعسفية، ومصادرة رواتب الموظفين العموميين، وتعمدها إهدار صحة اليمنيين وسلامتهم بتسببها في تدهور القطاع الطبي والخدمات الصحية، وتأثير أعمالها العدائية على وصول الغذاء لكل السكان، وتراجع المساعدات الإغاثية المقدَّمة لهم.
ولفت البذيجي إلى اقتحام الحوثيين مقر مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في خرق للقوانين والمعاهدات الدولية التي تحفظ أمن وسلامة المقرات والمنشآت الأممية، واختطاف عمال وموظفي منظمات الإغاثة والمنظمات الدولية والأممية، وتلفيق الاتهامات لهم بالتخابر.
13 ألف ضحية
كشف تقرير حقوقي رسمي حديث عن توثيق 2167 واقعة انتهاك حقوقي خلال العام الماضي، ما أسفر عن تضرر 12895 ضحية من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية، شملت استهداف مدنيين، وزراعة ألغام، واعتقالات تعسفية، وتهجيراً قسرياً، وتدمير ممتلكات عامة وخاصة.
وذكرت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية مستقلة) في تقرير لها مع بداية العام الحالي أن 657 مدنياً قُتِلوا أو جُرِحوا في 564 واقعة استهداف، وكان عدد القتلى 214 فرداً، بينهم 27 طفلاً و6 نساء، أما الجرحى فبلغ عددهم 443، منهم 74 طفلاً و52 امرأة.
وبحسب التقرير، سقط 196 ضحية نتيجة انفجار ألغام مضادة للأفراد والعبوات الناسفة، منهم 40 طفلاً و11 امرأة، بينما تعرَّضت 624 ضحية للاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، بالإضافة إلى تهجير أكثر من 10140 مدنياً قسرياً في 128 واقعة، وسقوط 81 ضحية في حوادث قتل خارج القانون، فضلاً عن تفجير 14 منزلاً.
ورصدت اللجنة وقائع استهداف 19 موقعاً ثقافياً ودينياً، وتدمير 506 ممتلكات، و16 حادثة اعتداء على منشآت تعليمية، إلى جانب 186 ضحية لتجنيد الأطفال دون سن الـ15، مؤكدة أنها نفَّذت 15 زيارة في إطار مهامها الميدانية، شملت محافظات مأرب وتعز والضالع ولحج وأبين وشبوة، للتحقيق في وقائع استهداف أحياء سكنية ومرافق خدمية ومعاينة آثار الانتهاكات.
وزارت اللجنة، بحسب تقريرها، السجون ومراكز الاحتجاز في المهرة وحضرموت وعدن؛ حيث قيَّمت أوضاع 3000 سجين ومحتجَز، بينهم نساء ومعتَقلون على خلفية النزاع المسلح، مذكّرةً بأن مجلس حقوق الإنسان أقرّ في دورته الـ57، أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مشروع قرار بشأن استمرار دعمها لتمكينها من القيام بعملها.
وطالبت اللجنة بتمكينها من تنفيذ وأداء مهامها، معبرةً عن التزامها بمواصلة التحقيق في جميع الانتهاكات، لتحقيق العدالة للضحايا وتخفيف معاناتهم.
انتهاك الحريات الإعلامية
في سياق الانتهاكات التي تعرَّض لها اليمنيون خلال العام الماضي، أعلن مرصد حقوقي عن تسجيل 98 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية، منها 15 حالة اعتقال، و6 حالات احتجاز مؤقت لصحافيين قبل الإفراج عنهم، و3 حالات اعتداء، و17 حالة تهديد، بالإضافة إلى 40 حالة استجواب ومحاكمات أمام جهات غير مختصة.
وعدّ «مرصد الحريات الإعلامية (مرصدك)» اعتراف تنظيم «القاعدة» بإعدام صحافي يمني، وإصدار محكمة حوثية حكماً بالإعدام على صاحب شركة للخدمات الإعلامية ومصادرة ممتلكاته دون سند قانوني، أبرز انتهاكات الحريات الإعلامية خلال العام الماضي.
وكان «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» أعلن أخيراً إعدام 11 يمنياً، بينهم الصحافي محمد المقري، الذي اختطفه التنظيم منذ 2015، خلال سيطرته على مدينة المكلا في حضرموت (شرق)، متهماً إياه بالعمل كجاسوس.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أصدرت ما تُسمَّى بالمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة التابعة للجماعة الحوثية في صنعاء، حكماً بإعدام طه المعمري مالك شركة «يمن ديجيتال ميديا» رمياً بالرصاص، ومصادرة ممتلكاته التي استولى عليها نافذون من الجماعة قبل ذلك بعدة أشهر.
وبيَّن التقرير أن 57 انتهاكاً وقعت في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية على يد أطراف متعددة، بينما ارتكبت الجماعة الحوثية 27 انتهاكاً، إلى جانب 3 انتهاكات تقف خلفها شخصيات نافذة، وانتهاك واحد اعترف به تنظيم «القاعدة»، وانتهاكين على يد تحالف الازدهار، و5 انتهاكات من أطراف أخرى، و3 نفذتها جهات مجهولة.
ويفسر مجيب ثابت، وهو اسم مستعار لمحامٍ يقيم في العاصمة صنعاء وينشط في الدفاع عن ضحايا الانتهاكات الحوثية، زيادة أعداد وقائع الانتهاكات التي تكشفها التقارير والمنظمات الحقوقية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية عن مثيلاتها في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بوجود مساحة لحرية الصحافة والإعلام في الأولى، وغيابها في الثانية تماماً.
وينوه في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية منعت الأنشطة الصحافية والإعلامية، ما لم تكن تابعة أو موالية لها، أو تخدم مشروعها بأي شكل من الأشكال، لافتاً إلى إغلاق إذاعة محلية والاستيلاء على كامل أجهزتها ومعداتها خلال العام قبل الماضي، رغم أنها لم تكن تبث سوى برامج ترفيهية، ثم الاعتداء على مالكها بعد رفضه تلك الإجراءات.
وأعاد ثابت، الذي فضّل إخفاء بياناته خوفاً على سلامته، التذكير بمئات المختطَفين على خلفية تعبيرهم عن آرائهم بالاحتفال بذكرى الثورة اليمنية ورفع علم الدولة، وبينهم كتاب وصحافيون لا تعلم عائلاتهم شيئاً عنهم حتى الآن، بعد مضي عدة أشهر على اختطافهم.