تراجع إيرادات السينما المصرية رغم طرح أفلام جديدة

«فرق خبرة» و«عروستي» الأبرز

تراجع إيرادات السينما المصرية رغم طرح أفلام جديدة
TT

تراجع إيرادات السينما المصرية رغم طرح أفلام جديدة

تراجع إيرادات السينما المصرية رغم طرح أفلام جديدة

تراجعت إيرادات صالات السينما في مصر بشكل لافت في الآونة الأخيرة، تحديداً منذ بداية العام الدراسي في مصر الشهر الماضي، رغم طرح فيلمين جديدين بهدف إنعاش دور العرض وإنقاذها من الركود في ظل استمرار عرض أفلام موسم الصيف لنجوم الشباك منذ عدة أشهر.
ومن أبرز الأفلام التي طُرحت أخيراً، «فرق خبرة» بطولة محمد الشرنوبي وهدى المفتي والفنانة الراحلة دلال عبد العزيز (آخر أعمالها السينمائية)، لكنه لم ينجح في تجاوز حاجز المليون ونصف المليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) بعد أسبوعين من طرحه، كما طُرح فيلم «عروستي» بطولة جميلة عوض وأحمد حاتم وصابرين، الذي حقق إيرادات اقتربت من حاجز 10 ملايين جنيه على مدار 8 أسابيع.
واعتبر الموزع والمنتج السينمائي هشام عبد الخالق، الهبوط الملحوظ في الإيرادات السينمائية منطقياً في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، لأنهما يعدّان بمثابة مرحلة انتقالية في المواسم السينمائية بمصر، ويشهدان دائماً انخفاضاً في مستوى الإيرادات كل سنة، ورغم ذلك فإن الهبوط في هذا العام يعد لافتاً.
ووفق تصريحات عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» فإنّ «تراجع الإيرادات يعود إلى أسباب عدة من بينها، عدم طرح أفلام جديدة لافتة وجذّابة لنجوم كبار خلال الفترة الحالية». مشيراً إلى أنّ «فيلم (الإنس والنمس) بطولة محمد هنيدي، شهد فترة خمول كبيرة، لكنه عاد الآن للارتفاع النسبي مجدداً في أرقام إيراداته، وهذا يعني أنّ الجمهور يريد دخول فيلم لنجم معروف حتى وإن كان مطروحاً منذ فترة».
وتتنافس حتى الآن أفلام «موسم الصيف» في دور العرض السينمائي، ومن أبرزها فيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» بطولة كريم عبد العزيز ودينا الشربيني، محققاً على مدار 17 أسبوعاً نحو 41 مليون جنيه، وفيلم «الإنس والنمس» بطولة محمد هنيدي، الذي حصد نحو 57 مليون جنيه في 14 أسبوعاً، وفيلم «200 جنيه» بـ8 ملايين جنيه في 11 أسبوعاً.
بدوره، أكد أحمد كامل، مدير عام المجمع السينمائي في (كايرو مول) بحي الهرم التابع لمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنّ نسبة الإشغال الراهنة في دور العرض المصرية لا تزيد على 7% فقط، واصفاً هذه النسبة بـ«الهبوط الحاد للغاية»، قائلاً: «للأسف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الشريحة الأغلب من الجمهور تعد سبباً مباشراً وراء تراجع الإقبال على دور العرض السينمائي في الوقت الراهن، وبالتالي ضعف الإيرادات بشكل حاد وملحوظ، ومع الأسف السينمات لم تعد تغطي حتى تكاليفها بالنظر إلى ارتفاع أسعار بعض الفواتير مثل الكهرباء».
وأوضح كامل أنّه «بالمقارنة مع آخر موسم حقق إيرادات هذا العام، وهو موسم عيد الأضحى، فإنّ نسبة الانخفاض الحالية في حجم الإيرادات بلغت أكثر من 70%، فالجمهور أغلبه يعاني من ظروف اقتصادية طاحنة بسبب دخول المدارس وبالتالي لا يلتفت كثيرون لعنصر الترفيه، أما (كورونا) فقد تكيف أغلب الناس معها، ولم تعد هي السبب المباشر في ضعف الإقبال على دور العرض السينمائي».
ومن بين الأفلام التي يستمر عرضها حتى الآن في دور العرض المصرية، «موسى» بطولة كريم محمود عبد العزيز، الذي حصد على مدار 13 أسبوعاً مبلغ 17 مليون جنيه، وفيلم «العارف» بطولة أحمد عز وكارمن بصيبص بإيرادات بلغت 62 مليون جنيه على مدار 17 أسبوعاً، وفيلم «مش أنا» بطولة تامر حسني وحلا شيحا الذي حصد 46 مليون جنيه على مدار 20 أسبوعاً، بالإضافة إلى فيلم «ماكو» بطولة بسمة ونيقولا معوض الذي حصد 16 مليون جنيه في 10 أسابيع.
ويعوّل صناع السينما على موسم «رأس السنة السينمائي» لطرح أفلام جديدة لنجوم الصف الأول، لإعادة الجمهور إلى الصالات وتنشيط نسب الإيرادات مجدداً.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.