إليسا والشاب خالد يشعلان ليل موسم الرياض

تصفيق جماهيري حار طوال الأمسية الرائعة

إليسا خلال الحفل
إليسا خلال الحفل
TT

إليسا والشاب خالد يشعلان ليل موسم الرياض

إليسا خلال الحفل
إليسا خلال الحفل

كانت ليلة من العمر لإليسا بين جمهورها السعودي المصفق لها بحرارة. أرادت أن تسمع الرياض كلها صوتها، وتتخطى الأغنية جدران مسرح «محمد عبده أرينا» في عاصمة المملكة، حيث الحضور كثيف في حفل نفدت تذاكره. كررت الشكر: «يا للسهرة الرائعة!»، فلم يخذلها جمهور موسم الرياض الذي هتف لها كأنها بين أهلها في بيروت. سمعت من «السوشيال ميديا» عن هذا الحدث الفني الضخم وتخيلت آفاق الإبداع. لكن ما شهدته يفوق الخيال: «إبهار غير عادي»، تقول على وَقْع الهيصات.
تنظم «روتانا» الحفل وتشرف عليه، برعاية «الهيئة العامة للترفيه»، فتشكر إليسا سالم الهندي وتركي آل الشيخ. ليلة استثنائية فنية لها وللشاب خالد الذي غنى بسعادة. تزين صورة لمحمد عبده الشاشة العملاقة في المسرح، بانتظار دخول «ملكة الإحساس». بأي افتتاح تُطلق السهرة؟ بالشوق والتوق إلى الناس: «وحشتوني وحشتوني»، مُرحبة بـ«أعز الحبايب». «أهلاً» مُكررة أربع مرات، «ورجعتلكم، هِنا بينكم، أغني لكم». صرخة المشتاق ثانية: «وحشتوني».
تصوير بشير صالح
تصوير: بشير صالح
تعِد الحاضرين بأوقات جميلة تأتي إلى الرياض من أجلها. والجمال أخذٌ وعطاء. تمنح الجمهور ما يرتد لها: الاهتمام والحب، وهما «مرض» إليسا وقلقها الوجودي، تنالهما بقدر ما تمنحهما، وتمنحهما حتى النهاية من دون توقعات أحياناً. الرياض لم تبخل عليها بالعطاءات، فكان لها جمهور عظيم بحجم القلب المُتسع.
تمر ذكريات معركتها الشجاعة مع السرطان وهي تغني «إلى كل لبحبوني»، يغمر الزهري روح الأغنية، فيمنحها خصوصية دافئة. تُخبط الحياة إليسا، فتثبت لها صلابة تُدرس. ثمة نوعٌ من الألم يُفرخ براعم خضراء من رائحة النزيف. عادة ما يترافق مع تربة باكية وولادة عسيرة للأمل، لكنه في النهاية يولد بفخر، كفخر الأشجار الصامدة في العواصف العاتية، والشامخة بعد الهبوب تحت شعاع الشمس. «يلا يلا، نغني ونسهر يلا»، لم تعد أغنية العودة من المرض والانتصار على المعاناة، تصبح نداء ورسالة حياة.
كل الغناء الساعي إلى تعويض ما يفوت، تغنيه إليسا بعاطفة خاصة. تذوب في الكلمات ذوبان العطر في الوردة: «دي الثانية لتعدي والله، دي تروح ما تجيش»، كأنها تدق النواقيس: العمر عابر، لا تدعوا القطار يمر. فحتى الأوراق المتساقطة تخوض كباشاً مع الزمن، تارة تتجدد وتارة لا يعيش المرء ليشهد على تجددها.
تنقل «روتانا موسيقى» و«إل بي سي» وتطبيق «فن بوكس» الحفل. تسأل إليسا الحضور مساعدتها في اختيار أغنية تحب الأكثرية سماعها، فتتعالى الصرخات. بعض الجمهور يرفع الحفلات إلى أعلى مستويات. جمهور إليسا في موسم الرياض من هذا الصنف. تمده بالفرح فيمدها بمزيد من الحماسة: «يلا»، رافعة اليدين إلى أقصى ما تبلغان. الهواتف تصور، و«يلا نسمع الرياض كلها». لا تسمح للتصفيق بالاستراحة، حين تهدأ بعض الكفوف، تُحرك حرارتها: «مش عم أسمع»، قاصدة التهييص والتصفيق والحناجر المتحولة إلى كورال.
تمر على مسرح موسم الرياض أجمل الأغنيات بصوت قوته في رومانسيته. تنال «اكرهني» تفاعلاً هائلاً، هذه أغنية رفض الاستسلام النسائي لقهر النهايات: «ضلك حبني عن بُعد وتخيل إننا مع بعض». تصبح إليسا «أسعد واحدة» بين أحبتها: «الفرحة اللي أنا فيها دي كلها ترجع ليك»، مشيرة بالإصبع إلى الحضور، فتصبح «ليك»، «ليكم». هم فرحتها في ليلة تألقها، وجدوى وجودها الإنساني.

تصوير: بشير صالح
«يا عالفرحة اللي أنا فيها»، ليست كلمات في أغنية، بل حقيقة تتجسد في الرياض. تُكمل توزيع الباقة: «بدي دوب»، «عيشالك»، «حالة حب»، «كرمالك»، «سلملي عليه»، «سهرنا يا ليل»، حيث رجاء المشاعر السعيدة: «وأمانة عليك يا ليل طول، ويا ريت لو ترجع من الأول».
من حدائق الآخرين، تختار «كل القصايد» بدفء مروان خوري، و«لولا الملامة» بسحر وردة و«لو فيي أنا لو فيي» بحسرات عايدة شلهوب، إلا أنها حين تغني «يا مرايتي» تكون إليسا أخرى. فالمرأة الواقفة أمام المرآة بعد فداحة الخسارة، ستعتب وتندم وتتذكر وتتألم، لكنها حتماً ستعود أقوى. ستخاطب الندم بجرأة. ستعترف بأنياب الزمن المكدسة في روحها: «يا مرايتي من كم سنة لليوم، أديش تغيرت. يا مرايتي من كم سنة لليوم أنا كم مرة خسرت». من الخسائر، تحلو العبرة: «حنغني كمان وكمان وحنرقص عالأحزان»، أغنية الحجر الكوفيدي و«البيجاما» ولقاءات الفيديو مع الأحبة المستوحشين في المسافات. «حنعيش لسا ياما ونشوف، حنعيش تحت أي ظروف»، كإليسا في العواصف والنسائم.
الساعة ما بعد منتصف الليل، والشاب خالد يملأ المسرح حماسة. فنان من الجزائر يتخطى الستين، يرقص ويتحرك بروح الشباب العصية على السنوات. يغني ما يحب الجمهور سماعه: «يا شابة يا شابة يا شابة بنت بلادي»، ويغني «عبد القادر»، «دي دي واه» وأغنية كل السهرات العربية: «C’est la vie» «لا لا لا لا».
التقط السيلفي بكاميرات الناس وأفرحهم. ومر في الغناء على حب السعودية. قد لا تفهم لهجة الغناء بحسب موقعك من دول المغرب العربي، لكن الموسيقى تعبُر الجغرافيا إلى الروح البشرية. الشاب خالد قدمها من القلب.


مقالات ذات صلة

محمد عبده يعود بحفل غنائي في الرياض نهاية يناير

يوميات الشرق «فنان العرب» محمد عبده يلتقي جمهوره في الرياض مجدداً نهاية يناير (هيئة الترفيه)

محمد عبده يعود بحفل غنائي في الرياض نهاية يناير

بعد توقف استمر 13 شهراً بسبب المرض، يعود «فنان العرب» محمد عبده مجدداً لتقديم حفلاته الغنائية ضمن «موسم الرياض»، بأمسية استثنائية نهاية يناير الحالي.

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق يضم «سيتي هب» مناطق متنوعة تلبي جميع الأذواق والفئات العمرية (هيئة الترفيه)

«سيتي هب» يُعزز المشهد الترفيهي في 7 مدن سعودية

أطلق المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، مشروع «سيتي هب» في 7 مدن؛ لتعزيز جودة الحياة عبر توزيع الأنشطة جغرافياً بمختلف مناطق البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سالم الدوسري تسلّم جائزة الرياضي المفضل (موسم الرياض)

«جوي اوورد»: سالم و وهتان يتوّجان بجائزة «الرياضي المفضّل»

أقيم اليوم السبت في العاصمة السعودية الرياض بـ «بوليفارد رياض سيتي» حفل توزيع جوائز «جوي اوورد» لعام 2025 وسط حضور نخبوي من الفن والثقافة والرياضة.

لولوة العنقري (الرياض)
يوميات الشرق الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

بحضورٍ لافت لشخصيات بارزة ومرموقة في عالم الفن والموسيقى والرياضة والترفيه، شهدت الرياض تتويج الفائزين بالنسخة الخامسة لجوائز «جوي أووردز» 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان العالمي أنتوني هوبكنز استهلّ الحفل بالحديث عن مسيرته الفنية (هيئة الترفيه)

الفنان العالمي أنتوني هوبكنز يخاطب العالم بالموسيقى من الرياض

في حفل استثنائي، ضمن فعاليات «موسم الرياض» بعنوان «الحياة حلم»، وجَّه الفنان العالمي أنتوني هوبكنز رسائل موسيقية إنسانية عميقة عكست فلسفته في الحياة والفن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».