كيف تحصل على أفضل صفقات «الجمعة السوداء»؟

متسوقون في أحد أيام «الجمعة السوداء» (أرشيفية - أ.ف.ب)
متسوقون في أحد أيام «الجمعة السوداء» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

كيف تحصل على أفضل صفقات «الجمعة السوداء»؟

متسوقون في أحد أيام «الجمعة السوداء» (أرشيفية - أ.ف.ب)
متسوقون في أحد أيام «الجمعة السوداء» (أرشيفية - أ.ف.ب)

يأتى يوم ما يعرف بـ«الجمعة السوداء» أو (Black Friday) هذا العام وسط أزمة اقتصادية بسبب وجود مخزون محدود من السلع في المتاجر وزيادة زمن شحن البضائع بسبب أزمتي سلاسل التوريد العالمية والعمالة وهذا ما يجعل المستهلكين أكثر تحفزا لبدء التسوق في أقرب وقت ممكن.
وقدمت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية نصائح للحصول على أفضل الصفقات في هذا اليوم المهم.
في البداية توضح الشبكة أن بعض الشركات الكبري بدأت مبكرا في طرح تخفضيات بنسبة تصل إلى 50 في المائة، و هناك العديد من الطرق لضمان الحصول على أفضل سعر منها تطبيقات تعقب الأسعار مثل Cently وPriceBlink، التي تحدد أرخص الأسعار لدي تجار التجزئة، وتساعد في معرفة الخصومات والأسعار، وفقا للخبير أندريا ووروش.
وتنصح الشبكة الأميركية بالتأكد من تكاليف الشحن ورسوم الخدمة وسياسات الإرجاع.
وكذلك قالت إنه يجب تجنب الوقوع تحت ضغوط مثل ندرة المعروض أو الضغط الاجتماعي عندما يخبرك الأصدقاء بما تشتريه، ونصحت بعدم الشراء دون البحث جيدا لدى المنافسين.
وذكرت أنه يجب إعداد خطة احتياطية في حالة عدم وجود الأشياء التى تريد شراءها خاصة أنها قد تكون غير متوفرة حاليا أو لن تصل في الوقت المناسب.
يذكر أن الجمعة السوداء هو اليوم الذي يلي الاحتفال بعيد الشكر في الولايات المتحدة الأميركية، ويصادف عادة في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.
وتعود التسمية إلى القرن الـ19، وترتبط بالأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة في عام 1896، ونتج عنها تكدس كبير في البضائع والسلع، فتوقفت حركة البيع والشراء، لتدخل البلاد في أزمة اقتصادية كبيرة.
ولتخفيف الخسائر اتُخذت إجراءات عدّة منها تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها واسترجاع القليل من المال عوضا عن كسادها وتكبّد خسائر فادحة.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا اليوم تقليداً تجري فيه المحال التجارية الكبرى تخفيضات كبيرة على منتجاتها تتخطى الـ70 في المائة، لتعود إلى سعرها الطبيعي بعد انقضاء اليوم أو الشهر الخاص في هذا اليوم.
وتعود تسمية هذا اليوم بالأسود، إلى عام 1960، حين أطلقت شرطة مدينة فيلادلفيا الاسم، بسبب الاختناقات المرورية والطوابير الطويلة المصطفّة أمام المحلات خلال هذا اليوم التسوقي، وذلك نسبة للفوضى والازدحامات في الحركة المرورية من مشاة وسيارات.


مقالات ذات صلة

مقتل وإصابة العشرات بمدفعية «الدعم» وطيران الجيش السوداني

شمال افريقيا طفلة سودانية أمام أحد مستشفيات «أطباء بلا حدود» بدارفور غرب السودان (رويترز)

مقتل وإصابة العشرات بمدفعية «الدعم» وطيران الجيش السوداني

لقي عشرات الأشخاص مصرعهم في قصف جوي من طيران الجيش السوداني على مدينة نيالا، بينما قصفت «قوات الدعم السريع» للمرة الثانية مستشفى «النو» بأم درمان.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
يوميات الشرق أكثر من نصف الفرنسيين يعتزمون شراء أغراض خلال «بلاك فرايداي» (أ.ب)

لترويج «الاستهلاك المفرط»... ماركات ومنصات في فرنسا تقاطع «بلاك فرايداي»

قاطعت ماركات ومنصات عدة في فرنسا مرة جديدة ما يُعرف بـ«بلاك فرايداي» (الجمعة الأسود)، لاعتبار أنه يروّج فكرة الاستهلاك المفرط، واستثنت بذلك نفسها من يوم يُعدّ من أكثر الأيام التي تدرّ أرباحاً على الشركات، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وللمرة الأولى، لن توفّر «إيباي» فرع فرنسا، أي حسوم على المنتجات الحديثة خلال «بلاك فرايداي»، رغم التوقعات التي تشير إلى نجاح كبير سيحققه هذا الحدث التجاري العالمي. وأفادت شركة «أريس إنترأكتيف» المتخصصة في دراسة الأسواق، مطلع الأسبوع، بأنّ أكثر من نصف الفرنسيين يعتزمون شراء أغراض خلال «بلاك فرايداي»، في حين يرفض ذلك 30 في المائة، ولم يتّخذ 15 في المائة من الفرن

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد متسوقون في متجر «ماسيز» بنيويورك (رويترز)

شبح التضخم يهدّد الأسواق الأميركية والأوروبية في يوم «الجمعة الأسود»

من الولايات المتحدة إلى أوروبا، يلوح شبح التضخم في يوم «الجمعة الأسود» (بلاك فرايداي) الذي يشهد حسومات كبيرة في المتاجر وعلى الانترنت غداة عيد الشكر، غير أن التجار لا يزالون يأملون في استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن. ومنذ أشهر، يواجه أكبر اقتصاد في العالم ارتفاعًا في الأسعار يهدّد الحركة التجارية في فترة عطلة أعياد نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم أميركا: مشاجرات بالأسلحة النارية تثير الذعر بين متسوقي «الجمعة السوداء» (فيديو)

أميركا: مشاجرات بالأسلحة النارية تثير الذعر بين متسوقي «الجمعة السوداء» (فيديو)

قالت الشرطة إن أعمال عنف بالأسلحة النارية وقعت في منافذ للبيع بالتجزئة مزدحمة بالمتسوقين بعد عطلة عيد الشكر في ولايتي نورث كارولاينا وواشنطن أمس (الجمعة)، مما دفع المارة في كلا الموقعين إلى الركض طلبا للحماية وإصابة سبعة أشخاص، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت باتريس أندروز قائدة شرطة مدينة دورهام بنورث كارولاينا إن تبادلا لإطلاق النار وقع في وقت متأخر بعد الظهر بين «مجموعتين تعرفان بعضهما البعض» في مركز تجاري بالمدينة مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بالنيران وثلاثة آخرين في الفوضى التي تلت ذلك. وكان أحد المصابين طفل عمره عشر سنوات لكن أندروز وصفت الجروح التي أصيب بها جميع الأشخاص الستة خلال المشاجر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الأخيرة خبير بريطاني يحذر من «مصيدة تخفيضات الجمعة البيضاء»

خبير بريطاني يحذر من «مصيدة تخفيضات الجمعة البيضاء»

إذا كنت من هواة الحسومات التجارية ومواسم التخفيضات، وتنوي الليلة التبضع في يوم «الجمعة البيضاء»، فيجب أن تقرأ تحذير غاريث هارفي، الباحث البريطاني في سلوكيات المستهلك، من تأثير صناعة السلع الاستهلاكية التي «تتحكم في اللاشعور لدى المستهلك، من خلال إرسال إشارات بعينها للمستهلك، مثل تشغيل الموسيقى، واستخدام ألوان وإضاءة محددة، إضافة إلى سمعة العلامات التجارية، التي تلعب دوراً حاسماً» حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وقال هارفي إن تجربة شارك في إجرائها، أثبتت أن حرص الإنسان على اقتناء سلع ذات علامة مشهورة يجعله يتسرع في اقتناء هذه السلع بسبب العلامة: «حتى وإن كان العقل يحاول منع قرار الشراء». وب

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيلم «في - آي: في الحركة» يفوز بجائزة «الشرق الوثائقية»

يرصد الفيلم الذي يأتي من إخراج جولييت بينوش قصة تعاون فني يجمع بين ممثلة مرموقة وراقص شهير (الشرق الأوسط)
يرصد الفيلم الذي يأتي من إخراج جولييت بينوش قصة تعاون فني يجمع بين ممثلة مرموقة وراقص شهير (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «في - آي: في الحركة» يفوز بجائزة «الشرق الوثائقية»

يرصد الفيلم الذي يأتي من إخراج جولييت بينوش قصة تعاون فني يجمع بين ممثلة مرموقة وراقص شهير (الشرق الأوسط)
يرصد الفيلم الذي يأتي من إخراج جولييت بينوش قصة تعاون فني يجمع بين ممثلة مرموقة وراقص شهير (الشرق الأوسط)

فاز فيلم «في - آي: في الحركة» بجائزة «الشرق الوثائقية» لأفضل فيلم وثائقي لعام 2025، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي». وتأتي الجائزة التي تمنحها «الشرق الوثائقية» للعام الثالث على التوالي، تأكيداً على التزامها بدعم السينما الوثائقية العالمية ذات الرؤى الإبداعية الجديدة.

ويرصد الفيلم، من إخراج جولييت بينوش، قصة تعاون فني يجمع بين ممثلة مرموقة وراقص شهير، إذ يخوضان تجربة مسرحية تجريبية خارج المألوف، تفتح أمامهما مساحات جديدة لاكتشاف الذات من خلال الحركة والأداء والتعبير الفنّي.

المدير العام لـ«الشرق الوثائقية» محمد اليوسي (الشرق الأوسط)

وفي هذا السياق، قال المدير العام لـ«الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري»، محمد اليوسي، إنّ الجائزة تعكس التزام «الشرق الوثائقية» بدعم الأعمال التي تتجاوز القوالب التقليدية، وتقدّم تجارب إنسانية صادقة ومؤثرة. وأضاف: «يُمثّل هذا الفيلم نموذجاً للسينما الوثائقية التي تُوازن بين الجرأة الفنية والعمق الإنساني، وهو ما نسعى إلى دعمه وإيصاله إلى جمهور أوسع».

وشهدت نسخة هذا العام منافسة بين 9 أفلام وثائقية على الجائزة، في تجسيد لتنوّع الأصوات والأساليب الإبداعية المشاركة، واستمراراً لدور «الشرق الوثائقية» في دعم صنّاع الأفلام في رحلتهم لإيصال قصصهم إلى جمهور عالمي.

وتأتي مشاركة «الشرق الوثائقية» في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في إطار سعيها المستمر للتواصل مع صنّاع الأفلام والمنتجين، واستكشاف فرص التعاون في مجالات التكليف والإنتاج المشترك، واقتناء الأعمال الوثائقية التي تعبّر عن قضايا إنسانية وثقافية معاصرة.

الفيلم من إخراج جولييت بينوش ويقدّم تجربة مسرحية تجريبية خارج المألوف (الشرق الأوسط)

وتُعد «الشرق الوثائقية» إحدى منصّات شبكة الشرق التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG)، وهي أكبر مجموعة إعلامية متكاملة في المنطقة، وتضم ضمن محفظتها أكثر من 30 علامة إعلامية رائدة.

وتدعم الجائزة التي أطلقتها قناة «الشرق الوثائقية» صنّاع الأفلام الوثائقية الموهوبين في المنطقة وتمكينهم، والاحتفاء بالأعمال غير الروائية التي تعكس الواقع وتتميّز بجودتها البصرية والجمالية.

وكانت الجائزة قد انطلقت ضمن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، إذ فاز فيلم «بنات ألفة» في نسخته الأولى، بمشاركة مجموعة من الأعمال الوثائقية العربية البارزة، في إطار مسعى مستمر لدعم صناعة السينما الوثائقية وإيصال القصص المحلّية إلى جمهور عالمي، إلى جانب تقديم محتوى أصلي وحصري عبر قدرات الإنتاج الداخلية للقناة، في وقت تُواصل فيه شبكة الشرق حصد التقدير الدولي، بما في ذلك جوائز «تيلي» لعام 2025 عن تميّزها في السرد الوثائقي.


قبل «الميغالودون»... وحش بحري حكم القروش العملاقة

وحش بحري حكم القروش العملاقة (أ.ب)
وحش بحري حكم القروش العملاقة (أ.ب)
TT

قبل «الميغالودون»... وحش بحري حكم القروش العملاقة

وحش بحري حكم القروش العملاقة (أ.ب)
وحش بحري حكم القروش العملاقة (أ.ب)

في عصر الديناصورات، وقبل ظهور الحيتان أو أسماك القرش البيضاء الضخمة، أو حتى قرش «الميغالودون» الذي يبلغ حجمه حجم حافلة، كان هناك قرش هائل يجوب المياه قبالة ما يُعرف اليوم بشمال أستراليا، بين وحوش البحار في العصر الطباشيري.

ووفق «أسوشييتد برس»، يقول باحثون يدرسون فقرات ضخمة عُثر عليها على شاطئ قرب مدينة داروين إنّ هذا الكائن يُعد الآن أقدم مفترس عملاق معروف ضمن سلالة أسماك القرش الحديثة، إذ عاش قبل 15 مليون سنة من ظهور أسماك القرش العملاقة التي عُرفت لاحقاً.

وكان هذا القرش ضخماً بالفعل، فقد قُدّر طول سلف القرش الأبيض العظيم المعاصر، الذي يبلغ طوله اليوم نحو 6 أمتار، بنحو 8 أمتار، وفق ما ذكر مؤلّفو ورقة بحثية نُشرت في مجلة «كوميونيكيشنز بيولوجي».

وقال كبير أمناء علم الحفريات الحيوية في المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، وأحد مؤلّفي الدراسة، بنجامين كير: «كانت الكاردابيو دونتيدات أسماك قرش قديمة ومفترسة ضخمة، وكانت شائعة جداً في الجزء المتأخر من العصر الطباشيري، قبل أكثر من 100 مليون سنة». وأضاف: «مع ذلك، يدفع هذا الاكتشاف الإطار الزمني إلى الوراء، إلى النقطة التي نتوقع فيها العثور على أضخم كاردابيو دونتيدات عملاقة على الإطلاق».

وتتمتّع أسماك القرش بتاريخ يمتد إلى 400 مليون سنة، وإنما أسماك «اللامنيفورم»، أسلاف القرش الأبيض العظيم الحالي، لا تظهر في السجل الأحفوري إلا منذ 135 مليون سنة. وفي ذلك الوقت كانت صغيرة الحجم، وربما لم يتجاوز طولها متراً واحداً، ممّا جعل اكتشاف أنها أصبحت عملاقة بالفعل قبل 115 مليون سنة أمراً مُفاجئاً للباحثين.

وقد عُثر على الفقرات على ساحل قرب داروين في أقصى شمال أستراليا، وهي منطقة كانت في الماضي طيناً في قاع محيط قديم امتد من «غوندوانا»، وهي أستراليا حالياً، إلى «لوراسيا»، وهي أوروبا اليوم.

وتُعد هذه المنطقة غنية بالأدلة الأحفورية للحياة البحرية في حقبة ما قبل التاريخ، إذ عُثر فيها حتى الآن على كائنات مثل «بليزوصورات» و«إكثيوصورات» طويلة العنق.

وأوضح كير أنّ الفقرات الخمس، التي دفعت إلى السعي لتقدير حجم أصحابها من أسماك القرش العملاقة، لم تكن اكتشافاً حديثاً، وإنما اكتشاف قديم جرى تجاهله إلى حد ما. فقد استُخرجت هذه الأحفوريات في أواخر ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته، وبلغ قياسها 12 سنتيمتراً عرضاً، وظلَّت مُخزّنة في أحد المتاحف لسنوات.

وعند دراسة أسماك القرش القديمة، تُعد الفقرات كنزاً لعلماء الحفريات، فهياكل أسماك القرش مكوَّنة من غضروف لا عظام، ولذلك يتألّف سجلها الأحفوري في الغالب من الأسنان التي تسقطها أسماك القرش طوال حياتها.

وقال كير: «تكمن أهمية الفقرات في أنها تعطينا مؤشرات عن الحجم. وإذا حاولت التقدير بالاعتماد على الأسنان وحدها، يصبح الأمر صعباً. هل الأسنان كبيرة والأجسام صغيرة؟ أم أنها أسنان كبيرة مع أجسام كبيرة؟».

وأضاف أنّ العلماء بات بإمكانهم الآن تمشيط بيئات مماثلة حول العالم بحثاً عن اكتشافات أخرى، قائلاً: «لا بد أنها كانت موجودة من قبل. فهذا الكائن كان له أسلاف».

وأشار كير إلى أنّ دراسة نُظم بيئية قديمة مثل هذه قد تساعد الباحثين على فهم كيفية استجابة الأنواع الحالية للتغيرات البيئية. وقال: «هنا يبدأ عالمنا الحديث. ومن خلال النظر إلى ما حدث خلال التحولات السابقة في المناخ والتنوّع البيولوجي، يمكننا أن نُكوّن تصوّراً أفضل عمّا قد يظهر لاحقاً».


أمير فخر الدين: «يونان» يسجل هواجس العزلة والاغتراب

أمير مع صناع الفيلم خلال عرضه في برلين (الشركة المنتجة)
أمير مع صناع الفيلم خلال عرضه في برلين (الشركة المنتجة)
TT

أمير فخر الدين: «يونان» يسجل هواجس العزلة والاغتراب

أمير مع صناع الفيلم خلال عرضه في برلين (الشركة المنتجة)
أمير مع صناع الفيلم خلال عرضه في برلين (الشركة المنتجة)

يستعيد المخرج السوري المقيم في ألمانيا أمير فخر الدين ملامح مشروعه السينمائي الجديد «يونان» بنبرة هادئة، وواثقة، كأنما يروي رحلة شخصية أكثر ما يروي عملاً فنياً، فقد جاء فيلمه الذي حصد جائزتي «أفضل ممثل» و«أفضل مخرج» في النسخة الخامسة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» ليشكّل المحطة الثانية في ثلاثية بدأها بفيلم «الغريب»، ويحاول من خلالها تفكيك العلاقة بين الإنسان والحنين، واستكشاف كيف يمكن للذاكرة، والخيال، والانتماء أن تصنع هوية الفرد، وحدوده الداخلية.

الفيلم الحاصل على دعم من صندوق وسوق «البحر الأحمر» يغوص في أعماق النفس البشرية، وتتواصل أحداثه على مدى 124 دقيقة، وهو من تأليف وإخراج ومونتاج أمير فخر الدين، وبطولة الممثل اللبناني جورج خباز، والممثلة الألمانية الكبيرة هانا شيغولا، والممثل الفلسطيني علي سليمان، والممثلة الألمانية من أصول تركية سيبل كيكيلي، والممثلة اللبنانية نضال الأشقر، والممثل الألماني توم بلاشيا، وعرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «برلين السينمائي» مطلع العام الجاري.

أمير فخر الدين (الشرق الأوسط)

يقول أمير لـ«الشرق الأوسط» إن «الفكرة لم تولد دفعة واحدة، بل جاءت نتيجة رحلة طويلة من التفكير في معنى الانتماء، وفي تلك المنطقة الرمادية التي تقف فيها النفس بين الماضي والمستقبل، بين المكان الذي نبقى فيه والمكان الذي نغادره»، وعن الاختلاف بين الفيلمين «الغريب» و«يونان» يوضح أن «الغريب» كان محاولة للاقتراب من شخصية يملك صاحبها حنيناً غير معتاد، حنيناً نحو مستقبل لا يعرفه، ورغبة في التّشبث بالبقاء رغم كل ما يدفع للهجرة، تلك كانت حكاية رجل رافض للمغادرة، يعيش في أرض محتلة، يشعر بثقل المكان، لكنه لا يستطيع فراقه.

أما «يونان»، فيسرد الوجه الآخر للحنين، شخص يعيش في الغرب، لكنه لا يستطيع العودة إلى بيته، فقد أرضه، وبقي أسيراً لذكرى تستيقظ ولا تكتمل، وواقع يُدركه من بعيد دون أن يلمسه. وبين هاتين الشخصيتين، يرى فخر الدين أنّ «الإنسان المقهور بالنوستالجيا غالباً ما يُقدَّم ضحية الظروف، والصدف، والتاريخ، لكنني في الفيلم الثالث سأحاول مقاربة شخصية تحررت من القيود، وبدأت تبحث عن قيد جديد، كأن الألم ذاته يصبح حاجة من حاجات الشعور بالانتماء».

اختيار جورج خبّاز لبطولة «يونان» لم يكن قراراً غريباً، فالمخرج الشاب تابع أعمال الممثل اللبناني بتمعّن، فلم يكن يبحث عن نجم بقدر ما كان يبحث عن «عيون عميقة»، وفق وصفه، تستطيع أن تحمل هدوء الشخصية، وقلقها في الوقت نفسه، وشاهد له مقابلات مطوّلة، لمح في بعضها لحظة عفوية أزال فيها خبّاز نظارته، فبدا كأن حزناً دفيناً يمر خلف العينين. ذلك الحزن، كما يقول فخر الدين، «لم يكن تعبيراً عن حالة واقعية بقدر ما كان دليلاً على قدرة الممثل على حمل ثقل الشخصية».

جورج خباز خلال تسلم جائزة أمير من المخرجة نادين لبكي في مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

«الفهم العميق للتراجيديا لا يتأتّى إلا لمن اختبر الإنسانية من الداخل»، هكذا يصف أمير بطل فيلمه، مضيفاً أنّ «تجربة خبّاز المسرحية وثقافته الواسعة منحتاه قدرة نادرة على التعبير بالصمت لا بالكلام، وعلى تقديم شخصية مهاجر مع أنه في حياته لم يغادر لبنان»، لكن فخر الدين كان واضحاً في القرار «السيرة الذاتية للممثل لا تهمني، ما يهمني هو قدرته على فهم طبقات الشخصية».

كذلك يشير المخرج إلى أنّ التعاون مع سعاد بوشناق في الموسيقى كان مساراً طويلاً، امتد لسنوات من الأخذ والردّ، لم يكن يريد «طلباً جاهزاً» يمنح اللحن شكله النهائي منذ البداية، بل أراد أن يرى كيف تقرأ الموسيقية الفيلم بذائقتها، ثم يبني معها طبقة بعد طبقة، وصولاً إلى المزج الذي يبحث عنه بين موسيقى الباروك الجنائزية وجماليات المشرق، فالموسيقى بالنسبة إليه «ليست مرافقة للصورة فقط، بل هي كشفٌ لطبقاتها الداخلية، وإضافة لعوالم لا تستطيع الكاميرا وحدها الوصول إليها، ومن هنا، صار الصوت امتداداً طبيعياً للّغة البصرية، وأصبح للّحن دور في بناء الذاكرة داخل الفيلم، وإبراز طقوس الحنين، والعزلة، والانهيار»، وفق تعبيره.

وعن مساحات الصمت في الفيلم، التي أثارت نقاشاً بين بعض المشاهدين، يرى فخر الدين أنّ «الصمت ليس فراغاً، بل معنى، وليس حيلة فنية، بل ضرورة درامية»، ويوضح أنه يقدّم شخصية مهاجر وحيد، يعيش لغة ليست لغته، ويواجه العالم بغربة لا تترجم بالكلمات، فالصمت ليس اقتصاراً، بل امتلاء، فهو مساحة يتشاركها المشاهد مع الشخصية.

وأضاف أن «الصمت يمنح الفيلم روحه، يجعل المشاهد طرفاً في القراءة، ويتيح لكل فرد أن يرى فيلماً مختلفاً، ولهذا يمكن لعشرة أشخاص أن يشاهدوا الفيلم نفسه، وتنتج عنها عشرة أفلام مختلفة، فالكلمات، في رأيه، قد تبعد الشخصيات عن بعضها أحياناً، بينما يمنحها الصمت قرباً غير مرئي.

أما عن مدة الفيلم التي علّق عليها بعض الجمهور، فيقول المخرج إن «قياس الأعمال الفنية بالدقائق معيار لا يعكس التجربة الحسية للعمل، فهناك أفلام تتجاوز الأربع ساعات ويتمنى ألا تنتهي، وأخرى قصيرة تجعل الزمن يبدو طويلاً، المهم بالنسبة لي هو الإيقاع الداخلي للشخصية، ومدى قدرة المشاهد على الاندماج مع العالم المعروض أمامه».

وفيما يتعلّق بتجربة التصوير، يصفها فخر الدين بأنها «واحدة من أكثر محطات العمل صعوبة، ليس فقط بسبب طبيعة الجزيرة التي صُوِّر فيها الفيلم، ولا الاعتماد على حالة الطقس في مشاهد تحتاج الريح، أو حركة الغيم، بل لأن فريق العمل جاء من خلفيات متعددة، وثقافات مختلفة، ومع ذلك نجح في بناء انسجام استثنائي في مكان ناءٍ».

وهنا يتذكر أمير مشهد وصول الممثلة هانا شغولا ذات الواحد وثمانين عاماً، والتي قطعت رحلة شاقة من باريس إلى الجزيرة رغم المرض والحمى، مصمّمة على خوض التجربة. كان ذلك بالنسبة إليه درساً في الانضباط، وفي معنى الالتزام بالفن، مؤكداً أن «حضورها، رغم التعب، علّمه أكثر مما علّمته الظروف القاسية. كذلك كان الأمر مع جورج خبّاز، وبقية الممثلين، والعاملين الذين جمعهم مشروع مشترك رغم اختلاف الجنسيات، والخبرات، فصاروا منسجمين داخل عزلة الجزيرة».

يبدو «يونان» بالنسبة لأمير فخر الدين ليس مجرد فيلم، بل إنه جزء من بحث طويل في معنى أن يكون الإنسان مقيماً ومغادراً في الوقت نفسه، قادراً على مواجهة حنينه أو أسيراً له، وأن يجد نفسه بين الصمت والكلام، بين الذاكرة والحركة، وبين المكان الذي يسكنه والمكان الذي يتركه. وبينما يتابع العمل على فيلمه الثالث، يشعر بأن رحلته لم تنتهِ بعد، وأن كل خطوة تقرّبه أكثر من فهم السؤال الذي طرحه في بداية مشروعه «ماذا يعني أن تنتمي؟».