قوات الأمن السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين

سودانيون يحتجون في الخرطوم على سيطرة الجيش على السلطة وإطاحة الحكومة المدنية (رويترز)
سودانيون يحتجون في الخرطوم على سيطرة الجيش على السلطة وإطاحة الحكومة المدنية (رويترز)
TT

قوات الأمن السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين

سودانيون يحتجون في الخرطوم على سيطرة الجيش على السلطة وإطاحة الحكومة المدنية (رويترز)
سودانيون يحتجون في الخرطوم على سيطرة الجيش على السلطة وإطاحة الحكومة المدنية (رويترز)

أطلقت قوات الأمن المنتشرة بكثافة السبت في الخرطوم وضواحيها قنابل الغاز المسيل للدموع على عشرات المتظاهرين المحتجين في الخرطوم وأم درمان، الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة السودانية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتجمع مؤيدو انتقال السلطة إلى المدنيين لرفض «الحكم العسكري» بعد يومين على تشكيل الفريق أول عبد الفتاح البرهان مجلس سيادة انتقاليا جديدا برئاسته.
https://twitter.com/shahadazim/status/1459500398260236288
وذكرت «رويترز» أن قوات الأمن طاردت المتحجين أيضا في الشوارع الجانبية في أم درمان حيث احتشدت مجموعات مؤيدة للديمقراطية للمشاركة في احتجاجات في أنحاء البلاد للتنديد بالانقلاب العسكري.
وانتشر منذ الصباح الباكر في شوارع الخرطوم وأم درمان جنود وقوات الدعم السريع بكثافة، وسدوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.
ودعا ناشطون عبر رسائل نصية ورسوم غرافيتي على الجدران السودانيين إلى التظاهر بكثافة لإعادة السلطة إلى المدنيين، وتجنيب البلاد الغارقة في ركود سياسي «ديكتاتورية عسكرية» جديدة.
وتوافد «عشرات المتظاهرين للانضمام إلى مواكب أخرى»، فيما كان التنقل بين حي وآخر في جنوب العاصمة السودانية شبه مستحيل، بحسب المتظاهر محي الدين حسن الذي تحدث مع وكالة الصحافة الفرنسية.

ونزل إلى شوارع أم درمان، شمال غربي الخرطوم، مئات المتظاهرين، بحسب شهود عيان.
وتواترت شعارات «لا للحكم العسكري» و«الردّة مستحيلة» و«يسقط المجلس العسكري الانقلابي»، وشعارات أخرى للاحتجاج الذي أسفر قمعه عن 15 قتيلاً، وأكثر من 300 جريح، منذ انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب الأطباء.
https://twitter.com/taharhani/status/1459491360004788225
وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أعلن في 25 أكتوبر (تشرين الأول) حال الطوارئ في البلاد، وحل مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أوقف لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله، حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية. كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.
ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد، خصوصاً العاصمة، موجة من المظاهرات.

وشكل البرهان، الخميس، مجلس سيادة انتقالياً جديداً، استبعد منه 4 ممثلين لقوى الحرية والتغيير، التحالف المدني المنبثق من الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019.
واحتفظ البرهان بمنصبه رئيساً للمجلس، كما احتفظ الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوة الدعم السريع المتهم بارتكاب تجاوزات إبان الحرب في دارفور، وفي أثناء الانتفاضة ضد البشير، بموقعه نائباً لرئيس المجلس. وتعهدا بأن يُجريا «انتخابات حرة شفافة» في صيف عام 2023.
ولم تُرضِ الوعود المعارضة التي قوضتها مئات الاعتقالات التي استمرت السبت، بحسب ما أكدته النقابات ومنظمات مؤيدة للديمقراطية.
وخلال الانقلاب الذي أدانه المجتمع الدولي، علق البرهان مواد عدة من الإعلان الدستوري من المفترض أن تؤطر الانتقال إلى انتخابات حرة. وأعاد إدخالها الخميس، لكن بعد إزالة كل الإشارات إلى «قوى الحرية والتغيير».
وعدّ موفد الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرثيس، أن «التسمية الأحادية الجانب لمجلس السيادة من قبل الفريق أول البرهان يجعل العودة إلى الالتزامات الدستورية» لعام 2019 أكثر صعوبة.
وكتب، في تغريدة، أن الأولوية السبت هي «أن تتحلى قوات الأمن بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس، وتحترم حرية التجمع والتعبير».

ولا يزال رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية. وأطلق الجيش سراح 4 وزراء فقط، على الرغم من دعوات شبه يومية من المجتمع الدولي للعودة إلى حكومة ما قبل 25 أكتوبر (تشرين الأول) الانتقالية.
وأعلن البرهان منذ أيام عن تشكيل «وشيك» لحكومة جديدة، بدلاً من حكومة حمدوك، إلا أنه لا شيء ملموساً حتى الآن، علماً بأن أعضاء مجلس السيادة الجديد لا يمثلون جبهة موحدة.
 



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.