واشنطن تطالب بالإفراج عن 25 موظفاً محلياً بسفارتها في صنعاء

TT

واشنطن تطالب بالإفراج عن 25 موظفاً محلياً بسفارتها في صنعاء

طالبت الإدارة الأميركية بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين من العاملين في سفارتها بالعاصمة صنعاء، الذين تم اعتقالهم على أيدي جماعة الحوثي المتمردة، حيث يقدر عددهم بـ25 شخصاً، والعمل أيضاً مع بعض الشركاء الدوليين في التوسط لذلك.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن إدارة بايدن تدعو إلى الإفراج الفوري عن الموظفين اليمنيين في السفارة الأميركية بصنعاء، الذين يحتجزهم الحوثيون المدعومون من إيران، الذين يسيطرون على المدينة.
ورغم الإفراج عن بعض المعتقلين، إلا أن المتحدث أكد لعدد من وسائل الإعلام، أن الحوثيين يواصلون احتجاز الموظفين اليمنيين بالسفارة دون إبداء أسباب، مضيفاً: «تشعر الولايات المتحدة بالقلق من اختراق الحوثيين لمجمع السفارة الأميركية في صنعاء، الذي تم إغلاقه عندما انتقلت عملياتها الرسمية إلى الرياض منذ عام 2015».
ووجه المتحدث دعوته إلى الحوثيين بالإخلاء الفوري وإعادة جميع الممتلكات المصادرة من السفارة، مؤكداً أن الحكومة الأميركية ستواصل «جهودها الدبلوماسية» لتأمين الإفراج عن موظفيها «وإخلاء مجمعنا، والعمل خلال ذلك عبر شركائنا الدوليين».
كانت «بلومبرغ» نشرت أن الحوثيين احتجزوا ما لا يقل عن 25 موظفاً يمنياً موظفاً محلياً في السفارة الأميركية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وسبق أن قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء الماضي، إن وزارة الخارجية الأميركية «لم تتوقف في جهودها الدبلوماسية وراء الكواليس لتأمين» إطلاق سراح الموظفين اليمنيين المحليين المحتجزين في صنعاء.
وأشار برايس إلى أن إدارة الرئيس بايدن ملتزمة «بضمان سلامة أولئك الذين يخدمون الحكومة الأميركية في الخارج، ولهذا السبب نشارك بنشاط في هذا الأمر، بما في ذلك من خلال شركائنا الدوليين»، لافتاً إلى استمرار الولايات المتحدة في دعم الشعب اليمني «وهذه القضية الحاسمة».
وزار المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، والقائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن كاثي ويستلي، عدن، يوم الاثنين الماضي، والتقيا رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، ووزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ومسؤولين حكوميين كباراً آخرين، وممثلين عن المجتمع المدني اليمني.
ويعد مراقبون مشكلة اليمن تكمن في مناورة الحوثيين سياسياً للحصول على الوقت، بينما يراهنون على التصعيد العسكري لتحقيق موقف تفاوضي، كما يعتقد آخرون أن الجماعة ليس لديها «حافز كبير» للجلوس على طاولة المفاوضات.
وفي تغريدة لنائب الكونغرس من ولاية فلوريدا الجمهوري مايك والتر، انتقد الإدارة الأميركية في تعاملها مع الأزمة اليمنية، ومطالباً بعمل أكبر لمساعدة الحلفاء والشركاء لأميركا، ومساعدة المعتقلين في صنعاء من العاملين مع السفارة الأميركية.
وأبان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه بعد فترة وجيزة من تولي بايدن الرئاسة، أزال الحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب، مضيفاً: «الآن هاجموا سفارتنا في اليمن وأخذوا رهائن. لماذا؟ لأنهم يعرفون أنه يمكنهم الإفلات من العقاب».
ولا يزال اليمن يعاني من ويلات الحرب التي جرت البلاد سبعة أعوام حتى الآن، وذلك بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء بالقوة والانقلاب على الحكومة الشرعية في سبتمبر (أيلول) 2014، إلى جانب الاستيلاء على الموارد اليمنية بالتحكم على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية قبل أن تستعيد الحكومة 85 في المائة بدعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.