كيف سيضر التغير المناخي بشرتك؟ وكيف تحميها؟

كيف سيضر التغير المناخي بشرتك؟ وكيف تحميها؟
TT

كيف سيضر التغير المناخي بشرتك؟ وكيف تحميها؟

كيف سيضر التغير المناخي بشرتك؟ وكيف تحميها؟

تعتبر البشرة هي خط الدفاع الأول للجسم ضد العالم الخارجي، وبحسب شبكة «إيه بي سي» نيوز الأميركية، يلاحظ بعض أطباء الأمراض الجلدية ارتفاعاً طفيفاً في بعض الأمراض الجلدية المرتبطة بأزمة المناخ.
ويتفق الخبراء على أن تغير المناخ يلحق خسائر فادحة بصحة الإنسان منها زيادة معدلات الربو وضربة الشمس إلى الاكتئاب والقلق ولكن أطباء الجلد يقولون إن تغير المناخ يمكن أن يؤثر أيضاً على البشرة.
وتقول الدكتورة سارة كوتس، اختصاصية الأمراض الجلدية للأطفال والأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن قدرة بشرتنا على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة لها حدود».
وتوضح الدكتورة ميشا روزنباخ، الأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية بجامعة بنسلفانيا: «هناك الكثير من الطرق التي يتفاعل بها الجلد مع البيئة».
وتضيف أنه تم ربط العديد من الأمراض الجلدية الشائعة بتغير المناخ، وأحد تلك الأمراض الإكزيما، الذي يمكن أن يحدث في أي عمر وغالباً ما ينطوي على طفح جلدي مزعج ومثير للحكة يمكن أن يؤثر سلبا على النوم والحياة بشكل عام.
ويمكن الإصابة بالأكزيما نتيجة لأسباب متعددة، منها ملوثات الهواء، وقالت روزنباخ: «اتضح أن الإكزيما يمكن أن تتفاقم بسبب دخان حرائق الغابات».
وكانت دراسة نشرت في الدورية العلمية JAMA Dermatology أظهرت وجود صلة بين زيادة الإصابات بالأكزيما في كاليفورنيا خلال الحرائق في عام 2018.
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن تلوث الهواء قد يتسبب في الإصابة بالصدفية والذئبة اللتان يمكن أن تسببا في حدوث طفح جلدي.
ويقول بعض أطباء الأمراض الجلدية إن تلوث الهواء قد يزيد من صعوبة علاج هذه الحالات المزمنة بالفعل.
ويذكر الخبراء أيضاً أن سرطان الجلد يتأثر بالتغيرات في المناخ ويمكن أن تزداد الإصابات به في المستقبل بسببه.
وأوضحت روزنباخ أن «الجو سيكون أكثر دفئاً، وسيرتدي الناس ملابس أقل معظم العام، وبهذا سيكونون أكثر تعرضاً لأشعة الشمس».
وبحسب الخبراء، يمكن أن يؤدي تغير المناخ أيضاً إلى الإصابة بالأمراض المعدية، حيث تظهر البيانات أن تغير المناخ ساهم في زيادة الإصابات التي تصيب الجلد، والتي يقول الخبراء إنها يمكن أن تتفاقم مع تغير البيئة، وهذا ناتج عن عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية التي تؤثر على النواقل التي تنقل الأمراض إلى الإنسان، مثل البعوض والقراد.
ويقول الخبراء إن بعض الأمراض الجلدية المعدية حدثت في أوقات غير مناسبة في الولايات المتحدة.
وبالنسبة للأمراض الجلدية المعدية، يقول الخبراء إنه لا تزال هناك إجراءات إضافية يمكنك اتخاذها.
وقالت كوتس: «من المهم، عندما تتنزه في الخارج، أن ترتدي أكماماً طويلة وأن تحمي نفسك من العوامل الجوية، بما في ذلك البعوض والقراد»، وأضافت أنه من الجيد البقاء في الداخل عندما يكون الجو حاراً بالخارج.
وأكدت روزنباخ: «نحن نعلم الآن ما يتعين علينا القيام به ولكن الأمر لا يتعلق فقط بفعله، بل يتعلق بمدى سرعة قيامنا بذلك».


مقالات ذات صلة

هل تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن؟ العلم يقول إنها نادراً ما تنجح

صحتك إقبال على الصالات الرياضية بغية التخلص من الوزن الزائد (أ.ف.ب)

هل تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن؟ العلم يقول إنها نادراً ما تنجح

نسمع كثيراً عن انخفاض قدرة الجسم على خفض السعرات الحرارية مع التقدم في العمر، لكن أحد الباحثين في عمليات الأيض بدد هذه الفكرة تماماً!

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

من بينها تجنُّب الخلافات الزوجية... 7 طرق لمكافحة تدهور الذاكرة

تشير الأدلة والأبحاث إلى أن أكثر من 40 في المائة من حالات الخرف وفقدان الذاكرة يمكن الوقاية منها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طفل يعاني من مرض التوحد في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

الإنفلونزا خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الجنين بالتوحد

كشفت دراسة حديثة عن أن إصابة الحوامل بالإنفلونزا قد تؤدي إلى إصابة الأجنة بالتوحد الذي يستمر مدى الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أشخاص يمارسون رياضة اليوغا (رويترز)

اكتشاف ثوري بالدماغ قد يساعد في تطوير دواء يحمل فوائد «اليوغا»

توصّل عدد من الباحثين إلى دائرة بالدماغ مسؤولة عن التنفس الطوعي والتنظيم العاطفي، في اكتشاف قد يؤدي إلى علاجات جديدة لاضطرابات القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يُعرف ألم الدورة الشهرية بعسر الطمث والذي يحدث في الحوض أو البطن لمدة تصل إلى ثلاثة أيام عادةً بمجرد بدء النزيف (أ.ب)

دراسة تربط بين الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية

أشارت دراسة جديدة إلى أن الاكتئاب قد يكون سبباً لألم الدورة الشهرية عند النساء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
TT

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه «برنامج جدة التاريخية»، التابع لوزارة الثقافة السعودية، بوابةً تربط بين الماضي والحاضر من خلال موقعه المميز الذي عكس تصميمه ووظائفه هذه الثنائية الزمنية ليمثل معلماً حضارياً كبيراً كإحدى الوجهات الثقافية المهمة بالمدينة الساحلية جدة (غرب السعودية).

ويأتي المشروع في إطار جهود إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وتعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبما يوفر تجارب ثقافية وفنية ثرية متنوعة، تعزز من تجربة الزوار، وتسهم في جعل المنطقة وجهةً سياحيةً عالميةً، وذلك تماشياً مع «رؤية المملكة 2030».

يعد متحف «تيم لاب» الأول من نوعه ويقام وبشكل دائم في منطقة الشرق الأوسط (واس)

ويقع «ميدان الثقافة» الذي يضم مركز الفنون المسرحية (مسرح وسينما)، ومتحف الفنون الرقمية «تيم لاب بلا حدود» (حاصل على جائزة مكة للتميز في فرع التميز الثقافي)، على ضفاف بحيرة الأربعين، ويطل على منطقة جدة التاريخية.

ويقدم مركز الفنون المسرحية فعاليات ثقافية متنوعة تشمل عروضاً مسرحيةً، ومهرجانات عالمية، ودور سينما، وجلسات تجسد أجواء «المركاز»، إلى جانب مطاعم ومقاهٍ تمثل نقاط تجمع وحوار، أما متحف «تيم لاب بلا حدود» فيُبرز الطابع الحديث للثقافة، الذي يجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا. وفي قلب هذا المشهد الثقافي، يبرز «بيت أمير البحر» التاريخي متوسطاً مركز الفنون المسرحية ومتحف «تيم لاب بلا حدود»، ومطلاً على «شارع حمزة شحاتة» (الشاعر السعودي الراحل)، ليعكس الثراء الثقافي المتأصل في الموقع. وقد قام البرنامج وفي إطار جهوده للحفاظ على تراث المنطقة المعماري والثقافي بترميم «البيت» وإعادة تأهيله. ويتميز «بيت أمير البحر» بتصميمه المعماري الفريد، إذ يأتي على شكل هندسي ثماني، ويتكون من دور واحد، وهو محاط بنوافذ كبيرة على شكل أقواس، وقد استُخدم في الماضي مناراً لإرشاد السفن.

مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» جعل المنطقة مقصداً للزوار من مختلف أنحاء العالم (واس)

ويجسد مشروع «ميدان الثقافة» الهندسة المعمارية التي تعكس القيم الجوهرية لجدة التاريخية، مع رؤية تجديدية دمجت بين الماضي والمستقبل في تناغم فريد، إذ مزج التصميم بين التراث المعماري الغني والنسيج الحضري المترابط، في استمرارية لهوية المنطقة وثقافتها. وفي الوقت ذاته تماشى التصميم مع فلسفة متحف «تيم لاب» التي تقوم على الانسجام بين الزائر والأعمال الفنية، وهو ما يظهر بوضوح في سطح المبنى المائل نحو المسطحات المحيطة، مما يعزز من فكرة الاندماج والانسجام.

ويشتمل «ميدان الثقافة» على مبنيين رئيسيين، بإجمالي مساحة بناء تبلغ حوالي 26 ألف متر مربع ويمتد مركز الفنون المسرحية والسينما على مساحة 16 ألف متر مربع، ويضم مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ويتكون من مدخل رئيسي (الردهة)، وقاعة مسرح رئيسية بسعة 868 مقعداً، بالإضافة إلى خمس قاعات سينما بسعة 564 مقعداً، وردهة داخلية (غرفة متعددة الأغراض)، وتسع قاعات للجلسات الحوارية، و«سينماتيك»، ومطعم وثلاثة مقاهٍ.

الممثل ويل سميث يوثق زيارته للمنطقة التي تشهد إقبالاً من الزوار على مدار العام (جدة التاريخية)

فيما تبلغ مساحة متحف «تيم لاب بلا حدود» 10 آلاف متر مربع، ويضم قرابة 80 عملاً مستقلاً ومترابطاً، تُجسِد عالماً واحداً بلا حدود. ويجمع المتحف بين الفنون والتكنولوجيا والطبيعة في مساحة إبداعية مبتكرة، ويُشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة.

وكان الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز الاستدامة البيئية من الأهداف المهمة التي سعى إليها برنامج جدة التاريخية في تصميم وتنفيذ مشروع «ميدان الثقافة»، إذ تم استخدام وحدات تكييف عالية الجودة، مُجهزة بتقنية تُنقي الهواء بنسبة 100 في المائة، بالإضافة إلى تركيب مصاعد تعمل بدون لمس، وسلالم كهربائية مُزودة بتقنية تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وذلك للحد من انتقال الفيروسات والجراثيم المسببة للأمراض.

ديفيد فيا نجم الكرة الإسباني خلال زيارة سابقة للمنطقة (برنامج جدة التاريخية)

كما اهتم البرنامج بالحفاظ على الموارد المائية من خلال استخدام نظام يعيد تدوير مياه التكثيف الناتجة عن وحدات التبريد لتلبية احتياجات الري، وهو ما يعزز من كفاءة استهلاك الموارد ويساهم في الحفاظ على البيئة.

وجاء مشروع «ميدان الثقافة» ضمن جهود برنامج جدة التاريخية في إعادة إحياء المنطقة، والحفاظ على تراثها المادي وغير المادي، وإثراء تجربة الزوار، ويعد الميدان معلماً حضارياً وبصرياً متميزاً في جدة، بتصميمه الذي راعى الحفاظ على النسيج الحضري في المنطقة، وجمع بين استخدام الهندسة المعمارية المعاصرة في بنائه، والحفاظ على الطابع المعماري التراثي الذي يستلهم من المباني التاريخية في المنطقة، ويأتي ضمن استثمار تاريخ المنطقة وعناصرها الثقافية المميزة وتحويلها إلى روافد اقتصادية، وجعل المنطقة وجهة مميزة على خريطة السياحة العالمية.