مجلس الأمن يحث على وقف العنف في ميانمار وعودة آمنة للروهينغا

TT

مجلس الأمن يحث على وقف العنف في ميانمار وعودة آمنة للروهينغا

أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق بشأن تصعيد للعنف في أنحاء ميانمار، ودعا في بيان نادر وافقت عليه الدول الأعضاء الخمس عشرة إلى وقف فوري للقتال، وأن يتحلى الجيش بأقصى درجات ضبط النفس. ودعا المجلس، الأربعاء، في بيان، إلى إنهاء العنف «فوراً» في ميانمار، إزاء الاشتباكات التي دارت أخيراً في البلد الغارق في الفوضى منذ أنهى انقلاب عسكري فترة وجيزة من الحكم الديمقراطي استمرت عقداً من الزمن.
يأتي البيان وسط تقارير عن حشد أسلحة ثقيلة وقوات في ولاية تشين، ما يشير إلى هجوم وشيك للجيش لطرد جماعات من الميليشيات تشكلت بعد الإطاحة بحكومة أونج سان سو تشي المنتخبة في انقلاب عسكري في الأول من فبراير (شباط).
وقال البيان الذي صاغته بريطانيا: «عبّر أعضاء مجلس الأمن مجدداً... عن قلقهم العميق إزاء التطورات في ميانمار في أعقاب إعلان حالة الطوارئ التي فُرضت في الأول من فبراير، وكرّروا دعوتهم للجيش لممارسة أقصى درجات ضبط النفس». كما دعا المجلس إلى إتاحة وصول كامل وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين إليها وحماية وسلامة وأمن العاملين في المجالين الإنساني والطبي.
وقال المجلس، في بيان رئاسي، إنّ «أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم العميق بعد وقوع أعمال عنف جديدة مؤخراً في أنحاء ميانمار». وأضاف أنّ أعضاء المجلس دعوا إلى «إنهاء فوري للعنف وضمان سلامة المدنيين». كما كرّر الأعضاء الـ15 في بيانهم «التعبير عن قلقهم من أن تشكّل الأحداث الأخيرة تحدّيات خطرة بشكل خاص على العودة الطوعية والآمنة والكريمة والدائمة للاجئين الروهينغا وللمهجرين في الداخل».
وللمرة الأولى منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية في الأول من فبراير، اندلعت اشتباكات في ولاية راخين في غرب بورما بين الجيش ومتمرّدين إثنيين. الأمر الذي أثار مخاوف من عودة العنف في منطقة لطالما كانت بمثابة برميل بارود في البلاد. وقال متحدّث باسم متمرّدي «جيش أراكان» لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الجنود دخلوا الثلاثاء منطقة نسيطر عليها (...) ودارت اشتباكات». ولم يأتِ المتحدّث على ذكر أي حصيلة لهذه الاشتباكات.
وفي بيانه، شدّد مجلس الأمن أيضاً على ضرورة «تحسين الوضع الإنساني والصحّي في ميانمار، بما في ذلك تسهيل إيصال وتوزيع اللّقاحات ضدّ (كوفيد 19) بشكل عادل وآمن وبدون عوائق». ومنذ الانقلاب العسكري، يقمع الجيش بالحديد والنار معارضيه، في حملة أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 مدني واعتقال أكثر من 7 آلاف شخص، بحسب منظمة غير حكومية محلية، تؤكد كذلك حصول عمليات تعذيب واغتصاب وإعدامات خارج إطار القانون.
ولم يصدر الحكام العسكريون في ميانمار تعليقاً على الوضع في تشين، وهي منطقة حدودية مضطربة أصبحت في صدارة مقاومة الحكم العسكري. وأصيبت ميانمار بالشلل جراء الاحتجاجات والعنف منذ الانقلاب، إذ يواجه المجلس العسكري صعوبات في حكم البلاد، إضافة إلى مقاومة مسلحة من ميليشيات ومتمردين من الأقليات العرقية متحالفين مع حكومة ظلّ، يصفها بالإرهابية.


مقالات ذات صلة

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

العالم فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق…

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
أوروبا مبنى الأمم المتحدة في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

روسيا تطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن حول سوريا الاثنين

أعلنت روسيا، اليوم الأحد، أنها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الاثنين؛ لبحث الوضع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي قافلة تابعة للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» تعبر منطقة مرجعيون في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

مجلس الأمن لمتابعة تنفيذ الهدنة والقرار 1701 لبنانياً وإسرائيلياً

عرض مجلس الأمن لاتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، واستطلع حاجات كل من الجيش اللبناني والقوة المؤقتة للأمم المتحدة «اليونيفيل» لتنفيذ القرار 1701.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا وفد ليبي خلال مباحثات مع رئيس وزراء غينيا بشأن الاستثمارات الليبية هناك (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

الأموال الليبية بالخارج... «نزيف متواصل» بسبب «التجميد» والاضطرابات السياسية

أرجع مسؤولون ليبيون سابقون أسباب تفاقم نزيف الخسائر التي تتكبدها الاستثمارات الليبية بالخارج إلى قرار تجميدها من مجلس الأمن، بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من آخر اجتماع لمنتدى السلم والأمن الأفريقي في ديسمبر 2023 (الشرق الأوسط)

تبون ينتقد «انتقائية أممية» و«تجاوزاً صارخاً للشرعية الدولية»

العالم «يعيش اليوم على وقع تحولات عميقة وتوترات متزايدة تدفع المنظومة الدولية نحو مفترق طرق حاسم»

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».