ريش منتوف
■ أخطأت لجنة التحكيم في نهاية الدورة الأخيرة من «أيام قرطاج السينمائي» بمنح فيلم «ريش» أربع جوائز بينها التانيت الذهبي. أخطأت في المرور على ضعف التمثيل وضعف التنفيذ والركون إلى غرابة الفكرة وموضوع عذاب المرأة التي تحوّل زوجها إلى دجاجة. قوّة المضمون (إذا كان هذا المضمون قويّاً) لا يعني أن الفيلم بأسره يستحق الجائزة الأولى.
لجانب أن الفيلم المصري، الذي أخرجه عمر الزهيري، خرج بالجائزة الأولى، فازت بطلته داميانة نصّار بجائزة أفضل ممثلة وفاز السيناريو الذي كتبه الزهيري بجائزة أفضل سيناريو كما حصل على جائزة التانيت الذهبي للعمل الأول. هناك تناقض في كل هذا. كيف ينال فيلم واحد جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل فيلم أول في وقت واحد؟ ثم أليس شرط أن يفوز فيلم ما بجائزة أولى أن تكون كل عناصره الفنية (من كتابة وتمثيل وإخراج وتصوير.. إلخ متوفرة فيه؟ فإذا كانت هذه العناصر متوفرة بالفعل لماذا إعادة منح الممثلة جائزة أفضل تمثيل نسائي ومنح السيناريو جائزة الكتابة؟ ألم يكن في وسع لجنة التحكيم التوسع قليلاً لضم أفلام وفنانين آخرين؟ طبعاً قد يفوز ممثل أو ممثلة ما عن فيلم فاز بالجائزة الأولى، لكن مهرجان قرطاج كان حافلاً بفرص أخرى لتنويع الجوائز. ثم إن الفرق بين تقدير شخصية في فيلم وبين تقييم الممثل الذي يقوم بتلك الشخصية أمران مختلفان.
رحيل دون ستوكوَل
■ دين ستوكوَل، الذي توفي يوم الأحد الماضي عن 85 سنة، كان من نوع الممثلين الموهوبين الذين يسقطون من الحسابات رغم نجاحات مشهودة. يكفيه فوزه بجائزة أفضل ممثل مرّتين في مهرجان «كان» سنة 1959. المرّة الأولى عن دوره في «إكراه» (Compulsion) لريتشارد فلايشر، والثانية عن «رحلة يوم طويل داخل الليل» (Long Day’s Journey Into Night) لسيدني لوميت سنة 1962. ثم دوره الذي لا يُنسى في فيلم ديفيد لينش «بلو فلفت» (1986). على ذلك، هو وجه معروف أكثر منه اسماً شهيراً.
ولد في هوليوود ودخل التمثيل صبياً في السادسة من عمره لكنه اختار الابتعاد عنه شاباً لحياة توزّعت حيناً في الدراسة وحيناً في الانتقال في ربوع كاليفورنيا بلا عمل ثابت. حدث هذا من بعد فيلم «رحلة يوم طويل داخل الليل» وقبل عودته إلى التمثيل في فيلم رتشارد رَش Psych - Out سنة 1968. بعده ظهر مع دنيس هوبر (المولود سنة 1936 كشأن ستوكوَل) في «آخر فيلم» (The Last Movie) الذي حققه هوبر نفسه. ثم ظهر معه في فيلم ديفيد لينش المشاهد إليه.
علاقته مع هوليوود مثيرة من حيث إنه انفصم عنها مرتين لاحقتين وفي كل مرّة كان يعود لكي يندمج معها من جديد. لم ينسه أحد ولو أن الابتعاد والعودة لم يكن بتلك السهولة التي كان يتمناها. إلى أن انتخبه لينش لبطولة فيلمه ذاك حيث أبدى تلقائية محسوبة وبارعة رشّحته للأوسكار حينها وإن لم يفز به.
تلقائية ستوكووَل منعت المخرجين من توجيهه حسب رغباتهم. في معظم أدواره (89 فيلماً و107 دوراً في أفلام وحلقات تلفزيونية) هو حر في صياغة شخصيته. لا تعرف ما تتوقعه منه والمشهد الذي يظهر فيه يرفع من قيمة الفيلم إما إذا كان في دور البطولة فالفيلم مدين له بالكثير.
أفلام مؤجلة
■ قررت شركة باراماونت تأجيل عرض فيلمين كبيرين لها على نحو يصيب الجمهور المنتظر بإحباط جديد.
الفيلم الأول هو «ستار ترك» (Star Trek) الذي هو جزء جديد آخر من مسلسل فضائي - خيال علمي قديم انتقل من التلفزيون إلى الشاشة الكبيرة أكثر من مرّة وبنتائج متباينة. في أفضل حالاته هو مناوئ لسلسلة «ستار وورز»، وفي أسوأها هو جهد يضيع بين الكواكب البعيدة كحال حبكات أفلامه.
الفيلم الجديد كان منتظراً له عرضاً تجارياً في التاسع من يونيو (حزيران) في عام 2023 لكنه الآن سيحتل الأسبوع الرابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) بعد عامين من الآن.
الفيلم الآخر هو «ترانسفورمرز» كان مفترضاً به مقالة جمهوره في الرابع والعشرين من يونيو لكنه الآن سينتظر سنة كاملة قبل أن يجهز للعرض.
في الوقت ذاته يتساءل كثيرون ما الذي حدث لفيلم «أفاتار 2» الذي انطلق المخرج جيمس كاميرون لتصويره منذ عامين ولا يزال العمل عليه جارياً.