مصادر الشرطة تؤكد مقتل زعيم «أجناد مصر» في تبادل لإطلاق النار

قتيل ومصابان في انفجار بالقاهرة.. وإحالة 187 من أنصار الإخوان للمحاكمة العسكرية

مصريون يتجمعون قرب موقع انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة ارتكاز أمني فوق كوبري 15 مايو بوسط القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مصريون يتجمعون قرب موقع انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة ارتكاز أمني فوق كوبري 15 مايو بوسط القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

مصادر الشرطة تؤكد مقتل زعيم «أجناد مصر» في تبادل لإطلاق النار

مصريون يتجمعون قرب موقع انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة ارتكاز أمني فوق كوبري 15 مايو بوسط القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مصريون يتجمعون قرب موقع انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة ارتكاز أمني فوق كوبري 15 مايو بوسط القاهرة أمس (أ.ف.ب)

أكدت مصادر شرطية مصرية أمس مقتل زعيم تنظيم «أجناد مصر» المتشدد خلال عملية تبادل إطلاق نار مع قوات أمنية فجر الأحد غرب العاصمة المصرية، فيما أشارت وزارة الصحة إلى وفاة شرطي وإصابة شخصين آخرين في تفجير بوسط القاهرة أمس.
وأفادت المصادر الأمنية بأن قوات الشرطة داهمت منزل مسجل خطر يدعى همام محمد أحمد، في منطقة الطوابق بحي فيصل في محافظة الجيزة، عقب التأكد من إقامته هناك وورود معلومات بقيامه بتصنيع قنابل بدائية. وخلال المداهمة، تبادل المتهم إطلاق النيران مع القوات، مما أسفر عن مقتله، وضبط في محل الواقعة 18 قنبلة بدائية الصنع إلى جانب عدد من الأسلحة الآلية.
وأكد مصدر بالأمن الوطني لـ«الشرق الأوسط» أن «همام هو زعيم ما يسمى بتنظيم أجناد مصر الإرهابي، الذي يستهدف القوات الأمنية والعسكرية في مصر، وتبنى عمليات خلال الشهور الماضية على غرار تفجير في محيط جامعة القاهرة ومحاولات لزرع عبوات ناسفة بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي»، مشيرا إلى «تتبع المتهم منذ عدة أشهر حتى تم تحديد محل إقامته ومداهمته صباح أمس، إلا أنه قاوم السلطات وبادر بإطلاق النيران، مما دعا القوات إلى مبادلته إطلاق النار وقتله».
وأوضح المصدر أن همام (33 عاما)، كان محور بحث الأجهزة الأمنية منذ أكثر من عام، وأنه العقل المخطط لكل عمليات «أجناد مصر»، وكان يقوم بتصنيع العبوات الناسفة بمعاونة مهندسين اثنين، أحدهما خبير في إعداد الدوائر الإلكترونية، والآخر خبير بمجال الاتصالات ومسؤول عن إعداد التفجير عن بُعد، مشيرا إلى أن همام كان مقيما في ضاحية المرج شمال القاهرة، لكنه اختفى عن الأنظار منذ عدة أشهر، تنقل خلالها في عدد من أحياء العاصمة، حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد موقع وجوده مؤخرا.
وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها، وأمرت بتشريح جثمان القتيل. ويستهدف تنظيم «أجناد مصر» القوات الأمنية في العاصمة ومحافظات الدلتا عبر زرع عبوات ناسفة وتفجيرها عن بعد، ويحاكم حاليا 20 من أعضاء التنظيم أمام القضاء بتهمة القيام بأعمال إرهابية أسفرت عن مقتل ضباط وجنود ومواطنين، والشروع في قتل أكثر من مائة ضابط.
وعلى صعيد متصل، انفجرت أمس عبوة ناسفة استهدفت نقطة ارتكاز أمني فوق كوبري 15 مايو بوسط القاهرة، مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة آخرين. وأفاد مصدر أمني بأن «العبوة بدائية الصنع، واستهدفت نقطة ارتكاز أمني أعلى كوبري 15 مايو بضاحية الزمالك»، موضحا أن الأجهزة الأمنية فحصت منطقة الحادث ومشطت المنطقة لتحديد نوعية المواد المتفجرة، ولم يتم العثور على عبوات أخرى.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، أن الانفجار أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين. موضحا أنه تم نقل الجثة والمصابين إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وأشار إلى أن المصابين من المدنيين، فيما كانت حالة الوفاة بين صفوف قوات الأمن.
من جانبها، أكدت الحماية المدنية أن الانفجار ناتج عن زرع عبوة بدائية الصنع برصيف الكوبري، فيما بدأت مديرية الأمن والنيابة العامة التحقيق لكشف ملابسات الحادث والمسؤولين عنه.
وفي غضون ذلك، أحالت النيابة العامة المصرية أمس 187 شخصا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين إلى المحكمة العسكرية، بعد اتهامهم بقتل ضباط في الشرطة خلال هجوم عام 2013 على مركز للشرطة.
وأوضحت النيابة العامة أن المتهمين قاموا باقتحام مركز شرطة مغاغة في محافظة المنيا في جنوب البلاد في أغسطس (آب) عام 2013، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، موجهة إليهم تهما بالقتل والشروع في قتل عناصر في الشرطة وحيازة الأسلحة والانضمام إلى جماعة محظورة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.