إجلاء أكثر من 200 أجنبي من اليمن بالتنسيق مع «عاصفة الحزم»

الجيش الفرنسي يجلي 44 أجنبيًا وإنقاذ 12 باكستانيًا عالقين على الحدود مع عمان

حاملة الطائرات الفرنسية خلال عملية الإجلاء من اليمن أمس (أ.ف.ب)، وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي تطمئن على 110 إندونيسيين لدى وصولهم إلى مطار جاكارتا أمس بعد إجلائهم من اليمن (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الفرنسية خلال عملية الإجلاء من اليمن أمس (أ.ف.ب)، وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي تطمئن على 110 إندونيسيين لدى وصولهم إلى مطار جاكارتا أمس بعد إجلائهم من اليمن (أ.ف.ب)
TT

إجلاء أكثر من 200 أجنبي من اليمن بالتنسيق مع «عاصفة الحزم»

حاملة الطائرات الفرنسية خلال عملية الإجلاء من اليمن أمس (أ.ف.ب)، وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي تطمئن على 110 إندونيسيين لدى وصولهم إلى مطار جاكارتا أمس بعد إجلائهم من اليمن (أ.ف.ب)
حاملة الطائرات الفرنسية خلال عملية الإجلاء من اليمن أمس (أ.ف.ب)، وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي تطمئن على 110 إندونيسيين لدى وصولهم إلى مطار جاكارتا أمس بعد إجلائهم من اليمن (أ.ف.ب)

تواصلت أمس عملية إجلاء الرعايا الأجانب من العاصمة اليمنية صنعاء بسبب تردي الأوضاع الأمنية في البلاد. وبالتنسيق مع قيادة عملية «عاصفة الحزم» يتم تنسيق عمليات الإجلاء، وأكد مصدر في مطار صنعاء، طلب عدم كشف اسمه، لوكالة الأنباء ألمانية، أن «طائرتين هنديتين وطائرة تركية وأخرى باكستانية وصلت إلى مطار صنعاء الدولي (أمس) وقامت بإجلاء أكثر من 200 شخص يحملون جنسيات مختلفة». وأوضح المصدر أن «الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء متوقفة بسبب قصف المطار، إلا أنه يسمح للطائرات التي تقوم بإجلاء الرعايا الأجانب بالهبوط والمغادرة». وتمكن الكثير من رعايا دول المغرب العربي وفلسطينيون أول من أمس من مغادرة اليمن على متن طائرة جزائرية.
وأجلت الجزائر مساء أول من أمس 160 من رعاياها من اليمن بسبب تدهور الوضع الأمني في هذا البلد الذي يشهد منذ 10 أيام غارات جوية يشنها تحالف تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين، كما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية رمطان لعمامرة قوله إن عملية الإجلاء تمت بناء على أوامر من رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة الذي «تابع خلال الأيام الماضية مسار عملية إعادة الجزائريين العالقين في اليمن». وأوضحت الوكالة أن عملية الإجلاء «شملت 160 جزائريا و40 تونسيا و15 موريتانيا و8 ليبيين و3 مغربيين وفلسطينيا واحدا». وأضافت أن عملية الإجلاء جرت بواسطة طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية انطلقت من صنعاء إلى القاهرة ثم إلى الجزائر العاصمة.
وذكر تقرير باكستاني أمس أن «طائرة غادرت مطار باكستان الدولي صباح الأحد في طريقها لليمن لإجلاء بقية الرعايا الباكستانيين العالقين هناك». وأعلنت قناة «جيو» الباكستانية أنه من المتوقع أن «تعود الطائرة وعلى متنها 180 باكستانيا من صنعاء».
وقد تمكنت البعثة الدبلوماسية الباكستانية من إنقاذ 12 باكستانيا كانوا عالقين على الحدود بين اليمن وسلطنة عمان. وقالت الخارجية الباكستانية إنه تم إجلاء 850 باكستانيا حتى الآن من اليمن. ومن ناحية أخرى، غادرت سفينة تابعة للبحرية الباكستانية اليمن أول من أمس، ومن المتوقع أن تصل إلى باكستان اليوم، وتقل هذه السفينة 148 باكستانيا و35 أجنبيا.
ومن جانبه، نشر الجيش الفرنسي لقطات مصورة أول من أمس لعملية إجلاء 44 أجنبيا من اليمن. وصعد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، بينهم فرنسيون، على متن السفينة الحربية الفرنسية «ديكسمود» التي توجهت بهم إلى جيبوتي قبل نقلهم إلى بلادهم.
والدول ليست بمفردها في إجلاء رعاياها، إذ أعلنت شركة «توتال» النفطية الفرنسية الأسبوع الماضي أنها «أجلت جميع العاملين الأجانب بها من صنعاء ومن حقل خرير في اليمن».
وبدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أول من أمس على موقع «تويتر» الإلكتروني إن «فرقاطة تابعة للبحرية التركية أجلت الجمعة 55 مواطنا تركيا من مدينة عدن اليمنية».
ويذكر أن الحكومة الصينية أعلنت أنها «ساعدت 10 دول على إجلاء 225 من رعاياها وسط الصراع الدائر في اليمن بعد أن أجلت 571 مواطنا صينيا» يوم الخميس الماضي. وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بيانا صحافيا لوزارة الخارجية الصينية جاء فيه أن «الفرقاطة الصينية (لينيي) أبحرت من ميناء عدن بجنوب اليمن في الساعة الرابعة و5 وعشرين دقيقة مساء أمس في طريقها إلى جيبوتي وعلى متنها 225 مواطنا أجنبيا». وأضاف البيان أن «الرعايا الأجانب كانوا من باكستان وإثيوبيا وسنغافورة وإيطاليا وألمانيا وبولندا وآيرلندا وبريطانيا وكندا واليمن. وعملية الإجلاء تمت بناء على طلب هذه الدول وتندرج طبيعتها في إطار المساعدات الإنسانية».
دعا عضو الهيئة السياسية والأمين العام الأسبق للائتلاف الوطني السوري، بدر جاموس، الدول الصديقة للشعب السوري لإنقاذ حياة السوريين المقيمين حاليا في اليمن، وتأمين خروجهم بشكل آمن إلى الدول التي تقبلهم لديها.
وأوضح جاموس أن هناك نحو خمسة آلاف سوري معارض لنظام الأسد عالقين في اليمن، وتقطعت بهم السبل، وحياتهم معرضة للخطر نتيجة الحرب والانفلات الأمني الذي سببته ميليشيا الحوثيين المرتبطة بالنظام الإيراني.
وجدد جاموس تأكيده على تأييد ودعم الائتلاف للعملية العسكرية «عاصفة الحزم»، التي جاءت استجابة لمطالب حماية اليمن وشعبه من العدوان الذي تمارسه الميليشيات الحوثية المرتبطة بالنظام الإيراني، وهو ما يمثل خطوة صائبة ورادعة، ويمهد لتشكيل جبهة تتصدى لمخططات النظام الإيراني التي تستهدف المنطقة العربية برمتها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.