«كاوست» تستضيف مؤتمر الأكاديمية العالمية للعلوم في البلدان النامية

تحت شعار «أهمية البحث العلمي لرفاهية الإنسان»

رئيس كاوست البروفيسور توني تشان
رئيس كاوست البروفيسور توني تشان
TT

«كاوست» تستضيف مؤتمر الأكاديمية العالمية للعلوم في البلدان النامية

رئيس كاوست البروفيسور توني تشان
رئيس كاوست البروفيسور توني تشان

عقدت الأكاديمية العالمية للعلوم في البلدان النامية التابعة لليونيسكو (TWAS) مؤتمرها العام الخامس عشر، عبر الإنترنت خلال الفتترة الماضية من 1 - 4 نوفمبر (تشرين الثاني) برعاية وتنظيم من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) والبنك الإسلامي للتنمية.
ويُعد مؤتمر الأكاديمية العالمية للعلوم في البلدان النامية منصة لعرض التميّز العلمي في المناطق النامية والمتقدمة في العالم، وكان موضوع هذا العام موجهاً نحو «أهمية البحث العلمي لرفاهية الإنسان»، واستقطب الحدث جمهوراً دولياً من الباحثين وخبراء السياسة البارزين من جميع أرجاء العالم.
وتحدث رئيس كاوست البروفيسور توني تشان في كلمته الختامية عن جودة فعاليات المؤتمر لهذا العام، وقال: «تميز مؤتمر هذا العام بمشاركة نخبة فريدة من المتحدثين والخبراء، فضلاً عن التفاعل الكبير للحضور وبقية المشاركين، وهو ما زادني يقيناً بأن الدعوات لبدء العمل التي طُرحت في هذا المؤتمر ستجد صداها وبقوة بين المشاركين في جميع أنحاء العالم».
انطلقت فعاليات المؤتمر في 1 نوفمبر باجتماع عام لمدة ساعتين لزملاء الأكاديمية العالمية والعلماء الشباب المنتسبين لها لمناقشة مجموعة من الأمور الأكاديمية. وبعد ذلك عُقد المؤتمر العام، الذي شهد احتفالات توزيع الجوائز، وعروضا تقديمية مختلفة.
وعقدت يوم الثلاثاء، 2 نوفمبر، جلسة وزارية تناولت موضوع «تمويل أقصى ما انتهت إليه العلوم والتقنية والابتكارات لأهداف التنمية المستدامة» صاحبها كلمات رئيسية من شخصيات بارزة في سياسة العلوم، والحكومة، وصنع السياسات الدولية، بما في ذلك كلمة المدير العام المساعد لقطاع العلوم في اليونسكو، الدكتور شاميلا نير بدولي.
وتلا الجلسة الوزارية عروض تقديمية وعدة ندوات عالمية مختلفة، كانت أبرزها ندوة «الربط الشمولي الرقمي: التحديات والفرص لربط غير المتصلين في حقبة ما بعد جائحة كورونا»، برئاسة البروفيسور محمد العلويني، وضمت أربع شخصيات متحدثة هم: فاضل دغام، من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر، وجونيس كورت، من قسم الهندسة الكهربائية في معهد الهندسة «بوليتكنيك مونتريال» في كندا، وسيلفيا بول آرينز، من إدارة الشبكات الرقمية والمجتمع في الاتحاد الدولي للاتصالات في سويسرا، والدكتور فينتون غراي سيرف، الرائد الأميركي في مجال الإنترنت في شركة غوغل.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.