شيّعت بعد ظهر أمس في القاهرة جنازة الفنان المصري أحمد خليل الذي توفي عن عمر ناهز 80 عاماً متأثراً بفيروس «كورونا» الذي أصيب به خلال الأيام الأخيرة من تصوير حلقات «حكايتي مع الزمان»، حيث دخل في البداية المستشفى ليومين وشعر بتحسن نسبي فغادره، وسرعان ما عاد إليه قبل وفاته بساعات إثر تفاقم حالته الصحية.
وقالت الفنانة نهال عنبر مسؤولة اللجنة الصحية بنقابة الممثلين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لم تتدهور صحته سوى في الساعات الأخيرة قبيل وفاته، فقد تحدثت معه أول من أمس وكان بالمنزل وشعرت بأن صوته ضعيف، فعرضت عليه الذهاب للمستشفى، لكنه أكد لي أنه يلتزم بالعلاج ولا يرغب في الذهاب، ثمّ تدهورت حالته رحمه الله».
ونعت د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الفنان الراحل ووصفته بأنه «من أيقونات الفن المصري الذي نجح في تجسيد العديد من القضايا الاجتماعية خلال رحلته الفنية الطويلة».
وسادت حالة من الحزن بالوسط الفني مع تكرار حالات الوفاة بين الفنانين إثر إصابتهم بكورونا، خلال الشهور الأخيرة، وقالت الفنانة يسرا عبر صفحتها على «فيسبوك» فقدنا اليوم رمزاً كبيراً من أغلى وأحب الناس لقلبي، حبيبي الفنان القدير أحمد خليل، تغمده الله بواسع رحمته»، وكتب الفنان محمود قابيل: «باشا هوانم جاردن سيتي في رحاب الله».
وبينما تعرض قناة «دي إم سي» حلقات «حكايتي مع الزمان» ضمن مسلسل «إلا أنا» التي يلعب بطولتها الفنان الراحل أمام النجمة ميرفت أمين ويجسد من خلالها شخصية رجل أعمال ورب أسرة يتفاجأ بطلب زوجته للطلاق بعد زواج دام ثلاثين عاماً، وأكد أحمد خليل أثناء تصويره أنّ هذا العمل يرد إليه الاعتبار بدور رئيسي مهم، وليس كضيف شرف، ويلاقي العمل منذ عرضه نجاحاً لافتاً.
وحسب الناقدة ماجدة موريس فإنّ «أحمد خليل كان يتمتع بكاريزما وحضور مميز على الشاشة سواء في أدوار صغيرة أو كبيرة كما في مسلسلات (رجل لهذا الزمان، والجماعة، وبوابة الحلواني، وحديث الصباح والمساء) التي برز فيها بشكل مميز وسط كوكبة من الممثلين، كما جسد تقريباً نماذج عديدة لأدوار الأب، ومنها دوره في مسلسل (قصة الأمس)، الذي قدمه بشكل عقلاني ملائم للشخصية، وفي مسلسله الأخير (حكايتي مع الزمان)، ورغم إمساكه جيداً بالشخصية فإنه بدا متعباً».
وأبدت موريس قلقها من ظروف تصوير الأعمال الفنية مؤكدة: «بالتأكيد هناك إجراءات أقوى لا بد من مراعاتها أثناء تصوير الأعمال الفنية مع تزايد عدد الفنانين الذين فقدناهم بسبب كورونا».
وينتمي الفنان أحمد خليل (15 يناير «كانون الثاني» 1941 - 9 نوفمبر «تشرين الثاني» 2021) إلى مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية (وسط الدلتا) التي ولد بها، وظهرت موهبته مبكراً حيث اتجه لدراسة التمثيل بأكاديمية الفنون، من دون علم والده، ليحقق تفوقاً ملحوظاً ويلفت أنظار أساتذته بالمعهد، وبدأ مسيرته عقب تخرجه في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة عام 1965، من خلال فرقة مسرح الجيب التي أسسها الفنان كرم مطاوع، واتجه للعمل في فترة السبعينات في مسلسلات عديدة صُوّرت في الخليج، وجسد عبر كثير من أعماله الدرامية شخصية «رجل المبادئ» الذي يتمسك بها في مواجهة الأزمات، كما في مسلسلات «قصة الأمس، وامرأة من زمن الحب، وحديث الصباح والمساء، وهوانم جاردن سيتي، وقاسم أمين، وأيام الغربة»، كما شارك في عدد من الأفلام السينمائية من أبرزها «المومياء» لشادي عبد السلام، و«ضد الحكومة»، و«كتيبة الإعدام»، للمخرج عاطف الطيب.
وعانى خليل من ضعف الأدوار التي تعرض عليه، لدرجة أنّه ظهر في عدد من الأعمال أخيراً ضيف شرف، كما في مسلسل «لحم غزال»، وقال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» إنه يخشى أن يُغيّب مثل الفنانين الكبار الذين غُيّبوا عن الساحة الفنية، رغم كل تاريخهم، ومنهم المؤلف محمد جلال عبد القوي والمخرجة إنعام محمد علي، لكنه عاد للتألق عبر «حكايتي مع الزمان».
وتجاوزت أعمال الفنان الراحل نحو 300 عمل فني بين المسرح والسينما والتلفزيون، وكان خليل مثل شخصيات أبطاله التي جسدها، متمسكاً بمبادئه رافضاً أن يشارك في أعمال فنية لا تحمل قيم المجتمع من منطلق إيمانه بدوره كممثل، وتأثير ما يقدمه على الجمهور، معبراً عن اعتزازه بما قدمه قائلاً: «في حياتي كلها لم أقدم دوراً أخجل منه، وجميعها أدوار محترمة تليق بالمجتمع، والتربية والقيم التي نشأت عليها».
تزوج خليل من الفنانة سهير البابلي لكن زواجهما لم يستمر طويلاً، وكانت قد سبقته إلى الشهرة، من ثمّ تزوج من ألمانية وأكد أنّها كانت متفهمة لعمله، ولم تشعره بأي مشكلة في ظل انشغاله بتصوير أعماله.
أحمد خليل يُسدل الستار على «حكايتي مع الزمان»
رحل عن 80 عاماً متأثراً بـ«كورونا»
أحمد خليل يُسدل الستار على «حكايتي مع الزمان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة