سلطان بن سلمان: حملة «الله يعطيك خيرها» خفضت الحوادث المرورية بنسبة 10%

سلم جوائز مسابقة «السياقة الآمنة» * رعى حفل توقيع اتفاقية مشروع عملاء «شركة الاتصالات السعودية» الاستثماري الخيري

الأمير سلطان بن سلمان والمقيرن ومنسوبي الحملة في لقطة جماعية مع الفائزين (واس)
الأمير سلطان بن سلمان والمقيرن ومنسوبي الحملة في لقطة جماعية مع الفائزين (واس)
TT

سلطان بن سلمان: حملة «الله يعطيك خيرها» خفضت الحوادث المرورية بنسبة 10%

الأمير سلطان بن سلمان والمقيرن ومنسوبي الحملة في لقطة جماعية مع الفائزين (واس)
الأمير سلطان بن سلمان والمقيرن ومنسوبي الحملة في لقطة جماعية مع الفائزين (واس)

أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، أن ما حققته حملة «الله يعطيك خيرها» من نتائج ملموسة على أرض الواقع، ومساهمتها في رفد الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة العامة للمرور وتعزيز الجانب التوعوي في هذا الجانب ساهم في خفض الحوادث المرورية بنسبة 10 في المائة تقريبا خلال العام الماضي.
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «وهذا يضع على عاتقنا المزيد من المسؤوليات ويدفعنا للمضي قدما وبذل المزيد من الجهد لتخفيف المآسي والحوادث التي نراها في شوارع مملكتنا الحبيبة كل يوم، وما تخلفه هذه من خسائر مجتمعية واقتصادية، وما تتركه من آثار على شبابنا عندما تحولهم إلى معوقين يقضون ما تبقى من عمرهم على كراسي متحركة، يجعل تصميمنا وعزائمنا أكبر لحمايتهم وتوعيتهم بأهمية الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية التي تضمن لهم السلامة بإذن الله»، متمنيا أن تنخفض نسب الحوادث في السعودية إلى أدنى مستوياتها وتصبح في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
وسلم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الجوائز للفائزين، خلال الحفل الذي أقامته الجمعية في مقرها بمدينة الرياض، بحضور عوض بن عبد الله الغامدي الأمين العام، وأحمد بن عبد العزيز المقيرن نائب الرئيس التنفيذي لشركة توكيلات الجزيرة، وأعضاء اللجنة التنفيذية للمبادرة وعدد كبير من الإعلاميين. ووجه الأمير سلطان بن سلمان خلال تسليمه ثلاث سيارات فورد فيوجن للفائزين نايف العنزي، وبندر بن جدوع والحميدي الخنفري، الشكر للرعاة والداعمين، ومنهم شركة توكيلات الجزيرة على ما قدموه للمبادرة، الذين كان لهم دور بارز في نجاحها وانتشارها بالشكل المأمول.
وثمن أحمد بن عبد العزيز المقيرن الرعاية الكريمة لرئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين لحفل توزيع الجوائز، لافتًا إلى أن هذا الاهتمام من «عراب المبادرة» يعكس أهمية هذه القضية الإنسانية المجتمعية، وتأثيراتها على المجتمع من الجوانب كافة.
جدير بالذكر أن المسابقة واكبت البرنامج التلفزيوني «الله يعطيك خيرها» الذي أنهى موسمه الأول أخيرا وقدمه الإعلامي صلاح الغيدان على التلفزيون السعودي، واستضاف خلاله عددا من المسؤولين والمتخصصين من القطاعات كافة.
وعلى صعيد آخر، أكد الأمير سلطان بن سلمان أن العمل الخيري في السعودية يحمل فكرا مؤسسيا ناضجا، تسهم فيه الدولة وكثير من القطاعات إلى جانب المواطنين، الأمر الذي يعطي المملكة ميزة استثنائية. وأوضح أن الاستقرار الذي تعيشه المملكة وفّر بيئة داعمة ومحفزة للعمل الخيري تكاملت بتفاعل ووعي الجميع. وقال لدى رعايته أمس حفل توقيع اتفاقية إنشاء مشروع عملاء شركة الاتصالات السعودية الاستثماري الخيري لصالح جمعية الأطفال المعوقين، الذي تتجاوز تكاليف إنشائه 60 مليون ريال: «إن الجمعية تعتز بشراكاتها مع كثير من الجهات الحكومية والتجارية والبنوك ووسائل الإعلام، الأمر الذي مكنها من مواصلة رسالتها الخيرية والتوسع في خدماتها وتطوير برامجها»، مشيرا إلى أن «مظلة مراكز الجمعية تضم الآن 10 مراكز عاملة و3 مراكز تحت الإنشاء».
وأوضح الأمير سلطان أن الشراكات الاستراتيجية القائمة بين الجمعية وكثير من المؤسسات أمر يعكس الثقة المتبادلة، والإيمان المشترك بأهمية تكامل الجهود لخدمة المجتمع، مشيرا إلى أن جمعية الأطفال المعوقين عرفت على مدى 30 عاما بمصداقيتها وشفافية أدائها المالي وتطبيقها لأعلى درجات الرقابة المحاسبية.
وثمن مبادرة شركة الاتصالات السعودية بتبني المشروع الخيري الاستثماري في مكة المكرمة وتخصيص دخله لدعم ميزانية تشغيل مراكز الجمعية، معربا عن شكره للرئيس التنفيذي للشركة الدكتور خالد بن حسين بياري وأعضاء مجلس إدارتها على تفعيل دور الشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية.
جدير بالذكر أن مشروع عملاء شركة الاتصالات السعودية الاستثماري الخيري الذي أعلن عنه أمس هو عبارة عن برج سكني تجاري بارتفاع 12 طابقا، ويقام على مساحة 2500 متر مربع بمكة المكرمة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».