«أنا وديور» فيلم وثائقي يدخل دهاليز الموضة ويكشف المستور

كاميرا تتبع راف سيمونز وهو يصمم أول تشكيلة للدار

«ذي نيو لوك» كما ترجمه راف سيمونز  في أول عرض «هوت كوتير» لـ«ديور»
«ذي نيو لوك» كما ترجمه راف سيمونز في أول عرض «هوت كوتير» لـ«ديور»
TT

«أنا وديور» فيلم وثائقي يدخل دهاليز الموضة ويكشف المستور

«ذي نيو لوك» كما ترجمه راف سيمونز  في أول عرض «هوت كوتير» لـ«ديور»
«ذي نيو لوك» كما ترجمه راف سيمونز في أول عرض «هوت كوتير» لـ«ديور»

في عام 2012 تسلم المصمم البلجيكي الأصل، راف سيمونز، مقاليد دار «ديور» الفرنسية، بعد عام تقريبا من طرد جون غاليانو. كان من أولوياته أن يعيد الثقة إلى 5.200 شخص يعملون في الدار بعد الزلزال الذي خلفه خروج غاليانو بالطريقة التي خرج بها، وأن يجهز، خلال 8 أسابيع فقط، تشكيلة «هوت كوتير» تعزز مكانة «ديور» كواحد من أهم بيوت الأزياء العالمية المتخصصة في هذا المجال من جهة، واستحقاقه للوظيفة من جهة ثانية.
لم تكن المهمة سهلة، لأن راف سيمونز لم يعمل في مجال الـ«هوت كوتير» من قبل. ما زاد من حجم التحدي أن فكرة الفشل لم تكن واردة، لا بالنسبة للدار التي راهنت عليه، ولا بالنسبة له بعد محاولاته المستميتة للحصول على الوظيفة التي كان يحلم بها أي مصمم شاب. وكأن هذه الظروف المحفوفة بالمطبات، والمسؤوليات الملقاة على كتفه، لم تكن كافية، كان مقررا أن يتتبع فريق سينمائي، بإشراف المخرج فريدريك تشانغ، كل خطوة يقوم بها المصمم، ويحولها إلى تاريخ مسجل في فيلم وثائقي بعنوان «ديور وأنا» (Dior and I) صدر في صالات السينما مؤخرا.
العنوان مأخوذ من كتاب نشرته الدار، وحاولت فيه التفريق بين ديور الرجل المؤسس، وديور كدار أزياء تحقق أرباحا تقدر بـ21 مليار جنيه إسترليني، إضافة إلى إنجازاتها في مجال الموضة عموما والـ«هوت كوتير» تحديدا. ففي عام 1949 وبعد عامين فقط من تأسيسها وإطلاقها، أصبحت واحدة من بين أهم المؤسسات الفرنسية، حيث تشكل 75 في المائة من صادرات الموضة و5 في المائة من كل الصادرات الفرنسية.
ما تعرفه الدار جيدا أن نجاحها التجاري لا يتحقق من دون نجاحها الفني والإبداعي. وهنا تكمن أهمية الفيلم في تعزيز صورتها كمؤسسة فرنسية قوية، يحركها بشر لهم عواطف وأحاسيس لا مجرد أشخاص ينصب اهتمامهم على تحقيق الربح بأي ثمن.
من هذا المنطلق يمكن القول إنه من أفلام الموضة التي تستحق المشاهدة، لأنه يشرح الكثير عن كيف يجري العمل في مجال الـ«هوت كوتير» النخبوي، كما يكشف شخصية مصمم خجول إلى حد الانطواء على النفس، وعازف عن الأضواء، وجد نفسه فجأة في بؤرة الضوء. فكل حركة يقوم بها تحت المجهر، بما في ذلك انخراطه في البكاء تحت الضغط قبيل تقديم تشكيلته الأولى. ما يُحسب له أنه لم يمنع تسجيل لحظة الضعف هذه، رغم أنه لم يكن سعيدا بتتبع الكاميرا له، وهو يصمم واحدة من أهم التشكيلات التي سيقدمها في مشواره المهني.
كل من يعرف راف سيمونز استغرب كيف وافق على الأمر من الأساس، لأنه خجول أولا، ولأن مخرج الفيلم في فرنسا له الكلمة الأخيرة في المونتاج وما سيعرضه، الأمر الذي قد لا يخدم صورة أي أحد، عدا أن المخرج فريدريك تشانغ حصل على وعد من الدار بعدم تدخلها في النتيجة النهائية. والجواب أن بذور الفكرة كانت مزروعة قبل اختيار راف سيمونز لوظيفة مصمم فني، وهذا يعني أنه لم يكن له رأي في الأمر. المخرج اعترف بأنه لكي يُقنعه، أو بالأحرى يطمئنه، طلب منه أن يشاهد فيلم «ذي آي هاز تو ترافيل» (The Eye Has to Travel) الذي تناول قصة دايانا فريلاند، وشارك في إخراجه في عام 2011. لحسن الحظ أن سيمونز أعجب به وبطريقة تناوله. في البداية تشعر بالتوتر بين المصمم والمخرج، لكن بعد رحلة قاما بها من باريس إلى أنتويرب، مسقط رأس راف سيمونز، ذاب الجليد بينهما، وتغيرت ديناميكية الفيلم.
التوتر الأولي التقطه المخرج بطريقة شاعرية، كما التقط لحظات الانفعال عندما يدخل المصمم إلى «أتيلييه» الدار ليتعامل لأول مرة مع الخياطات والأيادي الناعمة المسؤولة عن تنفيذ التفاصيل التي تجعل فستانا بمثابة تحفة فنية تقدر بمئات الآلاف من الدولارات. كان المصمم يلقي بتعليماته وهو ينتقل من الفرنسية إلى الإنجليزية في صراع تستشف منه صراعا بين التقاليد التي تمثلها الخياطات، والحداثة التي يتميز بها المصمم، ومن المفترض أن يصب بعضا منها في جينات الدار العريقة. في هذه اللقطات ينتابك الإحساس بأن راف سيمونز ليس البطل الوحيد في الفيلم، فالأنامل الناعمة اللاتي ورثهن عن أسلافه جزء لا يتجزأ من عالم «ديور» والـ«هوت كوتير» على حد سواء. تلمس بإعجاب ولاءهن شبه الأعمى تجاه الاثنين، «ديور» والـ«هوت كوتير». يتعاملن مع كل قطعة وكأنها طفل يجب أن يقدمنه للعالم في أجمل حلة وحالة، في علاقة عاطفية مدهشة، ويتحدثن عن المسيو كريستيان ديور كما لو كان بينهن حيا يُرزق. وهذا ما أثار انتباه المخرج وركز عليه في بداية الفيلم. فقد افتتحه بلقطة أرشيفية للمؤسس كريستيان ديور تشير إلى أن روحه لا تزال تحوم حول الدار ولا تفارقها.
يقول المخرج تشانغ «لا شك أن كل المصممين الذين توالوا على المنصب شعروا في لحظة من اللحظات بأنهم مثل الزوجة الثانية»، ملمحا لفيلم «ريبيكا» الشهير للمخرج ألفريد هيتشكوك، والمقتبس من رواية دافني دي مورييه. وهو فيلم يدور حول زوجة شابة تشعر بأن الزوجة الأولى المتوفاة لا تزال سيدة البيت، لأن كل شيء في جوانبه يذكر بها، كما أن الخدم لا يتوقفون عن الاستشهاد والتذكير بها. طبعا في نهاية الفيلم تنجح في فرض نفسها وسلطتها، وهو ما نجح فيه راف سيمونز بعد عدة مواسم.
ما لا يختلف عليه اثنان أنه من الصعب إنجاز فيلم عن الموضة ينجح على المستويين الجماهيري والفني، لأن موضوع الموضة نفسه إما يثير الكثير من الولاء والحب لدى البعض، أو الكثير من الاستهجان والرفض من قبل البعض الآخر. بالنسبة للشريحة الأولى فهي تفهمها وتقدر فنيتها والساعات الطويلة والمضنية التي تستغرقها قطعة «هوت كوتير»، بينما لا تفهم الشريحة الثانية الاهتمام الذي تثيره أو ما يبرر أسعارها النارية. هذا الفيلم يشرح لهم ما خفي عنهم، وما تثيره الموضة من مشاعر قد تجعل خياطة تبكي تأثرا بجمال قطعة أشرفت على تنفيذها وهي تتابعها على منصة العرض أو مصمما يبكي خوفا أو تأثرا.
وهذا ما يميزه عن أفلام أخرى تناولت الموضة كموضوع مثل «الشيطان يلبس برادا» أو «بريت أبورتيه» للمخرج روبرت ألتمان. فهذه الأفلام تعتمد على بهارات من الإبهار وجرعات من الخيال للزيادة من عنصر من التشويق وشد الأنفاس وتحقيق النجاح التجاري باستقطاب جماهير لا تعرف بالضرورة ما يجري خلف الكواليس لكن تريد أن تُرفه عن نفسها. في المقابل، يدخل فيلم «أنا وديور» ضمن الأفلام الوثائقية.
هل سينجح الفيلم جماهيريا؟ ربما لا، لأنه يتوجه إلى المتخصصين والمهتمين من أوساط الموضة، وكل من يتابعها أو يعشقها. فعندما يقول راف سيمونز في لحظة من اللحظات إنه أنجز «كوتير جديدا» أو مفهوما جديدا لـ«الكوتير» في دار «ديور»، فإنه يتكلم بلغة متخصصة لا يفهمها الشخص العادي، الذي لا يعرف ما هو المفهوم القديم لـ«الكوتير» حتى يفهم الجديد فيه. كما أن المتخصص والمتابع وحده قد يربط بين ما قاله سيمونز وما حققه المؤسس في عام 1947 عندما أطلق تشكيلة جديدة بكل المقاييس أطلقت عليها أوساط الموضة «ذي نيو لوك». لكن ما نجح فيه الفيلم أنه يجيب عن بعض الأسئلة التي كانت تثير الفضول، بكشفه المستور وما كانت تغلفه بيوت الأزياء بالكثير من السرية. فلا أحد لحد الآن يعرف سعر فستان بالتحديد، ولا اسم الزبونة التي اشترته، بل لا أحد يعرف من هن زبونات هذا الجانب أساسا، بحكم أنهن يجلسن في مقاعد بعيدا عن وسائل الإعلام، أو تنظم لهن عروض خاصة بعيدا عن عيون الفضوليين.
كما نجح في تغيير صورة مصمم الأزياء النمطية، من خلال شخصية راف سيمونز وطريقته في العمل، لأنك تخرج وأنت متأكدا أنه ليس كل من يعملون في مجال الموضة طاووسا يحبون الأضواء والاستعراض، وأن منهم من يريد أن يعمل بجد في الظل وبتواضع للإبقاء على هذه الصناعة كفن، وفي الوقت نفسه ضرورة تسويقها لزبونة مقتدرة تشتريها وتلبسها في أرض الواقع. هذه كانت مهمة راف سيمونز، ويبدو أنه حقق المعادلة الصعبة رغم المطبات التي واجهته في البداية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».