رئيس قمة المناخ يطالب المفاوضين بدفعة إضافية خلال 24 ساعة

TT

رئيس قمة المناخ يطالب المفاوضين بدفعة إضافية خلال 24 ساعة

طالب ألوك شارما رئيس قمة المناخ التي تستضيفها المملكة المتحدة في غلاسكو باسكوتلندا من جميع المفاوضين إعطاء دفعة إضافية للمحادثات خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لضمان إحراز تقدم كافٍ يسمح بالخروج بنتيجة مثمرة الأسبوع المقبل، فيما توجه آلاف الناشطين الشباب إلى المدينة أمس الجمعة للاحتجاج على ما يعتبرونه تقاعساً خطيراً لقادة العالم عن اتخاذ خطوات ملموسة للحد من تغير المناخ في قمة «كوب 26».
وتجتمع وفود من نحو 200 دولة في غلاسكو بحثاً عن طريقة يمكن من خلالها بلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة بحصر ارتفاع درجات الحرارة بما بين 1.5 و2 مئويتين.
وقالت الناشطة الفيليبينية المدافعة عن المناخ ميتزي جويل تان: «في قمة الأمم المتحدة للمناخ هذه، نرى مجدداً كلمات كبيرة ووعوداً كبيرة من قادة العالم».
وقال شارما في مذكرة نشرتها الأمم المتحدة: «لا يمكن أن يستمر وجود عدد كبير من القضايا العالقة حتى الأسبوع الثاني». وأضاف «في هذا السياق، أطالب الرؤساء والمنظمات وجميع الوفود على تسريع وتيرة المناقشات خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة، مع تركيز الجهود على مجموعة متوازنة من القضايا التي تعتبر ذات أهمية بالغة لما يتعين تحقيقه هنا في جلاسكو».
وخرجت مظاهرات في أنحاء المدينة الاسكوتلندية للتأكيد على الهوة بين الخفض البطيء للانبعاثات وحالة الطوارئ المناخية التي تجتاح دولاً حول العالم. وأفاد منظمو حراك «فرايديز فور فيوتشر» العالمي بأنهم يتوقعون مشاركة حشود ضخمة في المظاهرة التي ستستمر ثلاث ساعات في «يوم الشباب» المقرر الجمعة وفق جدول أعمال «كوب 26»، والتي تحضرها الناشطتان البارزتان غريتا تونبرغ وفانيسا ناكاتي.
وأضافت ميتزي جويل تان «نحتاج إلى خفض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعويضات من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها لاستخدامها من أجل التأقلم والتعامل مع الخسائر والأضرار، كما علينا وضع حد لقطاع الوقود الأحفوري».
وتتطلب العملية التي تقودها الأمم المتحدة من الدول الالتزام بخفض الانبعاثات التي تزداد وتحض الدول الأغنى والتي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات على مساعدة الدول النامية في تمويل انتقالها إلى الطاقة النظيفة والتعامل مع التداعيات المناخية. وأصدرت الدول تعهدين إضافيين الخميس بخفض استهلاكها للوقود الأحفوري. وتعهدت 20 دولة بينها الولايات المتحدة وكندا - بين أبرز الدول الممولة للقطاع - بوقف تمويل المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري في الخارج بحلول أواخر عام 2022، والتزمت أكثر من 40 دولة بالتخلي تدريجياً عن الفحم، أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثاً، رغم أن تفاصيل التعهدات اتسمت بالغموض فيما لم يتم تقديم جدول زمني لذلك.
وبدت تونبرغ غير راضية عن الخطوات وقالت على تويتر: «لم يعد هذا مؤتمراً للمناخ. إنه مهرجان التمويه الأخضر لشمال الكرة الأرضية».
يشير خبراء إلى أنه سيكون لتعهد أعلنت عنه أكثر من مائة دولة خلال قمة للقادة عالية المستوى عقدت في مستهل «كوب 26» بخفض انبعاثات الميثان بـ30 في المائة على الأقل هذا العقد تأثير حقيقي على الأمد القصير على الاحترار العالمي، لكن المجموعات المدافعة عن البيئة أشارت إلى أن الحكومات، وخصوصاً تلك الغنية والأكثر تلويثاً، عادة ما تخفق في الإيفاء بتعهداتها المناخية. وقالت الناشطة الكينية إليزابيث واثوتي التي ألقت خطاباً في الجلسة التحضيرية للمؤتمر: «وقفت يوم الاثنين أمام قادة العالم في غلاسكو وطلبت منهم فتح قلوبهم للأشخاص الذين يقفون في الصفوف الأمامية في أزمة المناخ». وتابعت، كما جاء في تقرير رويترز: «طلبت منهم تحمل مسؤوليتهم التاريخية بجدية والتحرك بشكل جدي هنا. لم يقوموا بذلك حتى الآن».
وتفيد الأمم المتحدة بأن دولاً قدمت إلى «كوب 26» مع خطط مناخية على الصعيد الوطني ستؤدي بشكل مشترك إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ2.7 درجة مئوية خلال القرن الحالي.
وأدى ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.1 درجة مئوية فقط حتى الآن إلى ازدياد الحرائق وموجات الجفاف فيما اضطرت مجتمعات للنزوح كما نجمت عنه صعوبات اقتصادية. وقال الناشط الكيني كيفن متاي: «تعبنا من مكافحة الوضع العادي الحالي الذي نعيشه، غير قابل للاستمرار وغير مستدام وغير كافٍ. نحتاج إلى التغيير».


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.