مازن معضم: لا أدير ظهري للدراما اللبنانية

يصور «عازفة الكمان» ويكشف كواليسه لـ «الشرق الأوسط»

النجم اللبناني مازن معضم
النجم اللبناني مازن معضم
TT

مازن معضم: لا أدير ظهري للدراما اللبنانية

النجم اللبناني مازن معضم
النجم اللبناني مازن معضم

يصور مازن معضم مسلسل «عازفة الكمان» في الإمارات. في تغريدة لها، نشرت أمل عرفة صورة تجمعهما من الكواليس، ووصفته بالأخ والصديق. هي البطلة وهو مشارك في البطولة، «لكن بدور رائع وأحداث لن تخطر على بال»، يقول لـ«الشرق الأوسط». النجم اللبناني من النوع المتوكل على الله، يسلمه نفسه وشؤون مهنته وأقدار أولاده. نسأله عن المسلسل والفرص التي ينالها والتي تفلت منه. يظهر الرجل القنوع، وفي آن، الطامح إلى المزيد. ليس من درب الآخرين ولا بسحب البساط من تحت أقدامهم، بل بنصيبه وقسمته.
نبدأ من المسلسل المقرر عرضه في رمضان المقبل، الذي يصور حالياً في أبوظبي، مع نجوم منهم أمل عرفة ووائل شرف. اسم شخصيته «أنس»، فماذا في التفاصيل، وأي أوراق قوة يمتلكها السيناريو؟ يحمسه الحديث عن النص ويقول إنه أكثر ما شده. يصف القصة بـ«الجميلة والدسمة»، والأحداث بـ«المشوقة. المفاجآت ستتوالى ولن يترقب المشاهد ما سيحدث».
حين بدأ بقراءة المسلسل، لم يستطع الإشاحة بنظره عنه حتى السطر الأخير: «الورق مهم، هو ما يرفع حماستي. كما أن الإخراج بالغ الأهمية أيضاً. عملي مع عاطف كيوان يعني لي على المستوى الشخصي. عملنا معاً في (قيامة البنادق)، ونتفق على تقديم الأفضل».
و«أنس»؟ «هو شخص يرمي الدعابات ويضحك من حوله. لكنه زير نساء، علاقاته متشعبة. تربطه صداقة قديمة بـ(كرم) الذي يؤدي دوره النجم السوري وائل شرف. طرف خيط يغير مسار القصة، حين تظهر جريمة قتل تقلب الطاولة. أمل عرفة تؤدي شخصية (ديالا). سيدور البحث حول ارتكاب الجريمة، فتتطور الأحداث بشكل مفاجئ، حتى لنا، نحن الممثلين». يشعر في الإمارات كأنه في بلده: «العامل النفسي يساعد على أجمل العطاءات. هذا العمل يجعلني سعيداً».
لا يتطلع مازن معضم إلى ما ليس له. يعلم أننا بشر، والطبيعة الإنسانية تميل نحو صغائر كالغيرة والحسد. لربما خالجه تساؤل يتعلق بالسبب خلف عدم طرح اسمه لبطولات ضخمة. لا يرى في المعادلة استبعاداً، بل تقسيم أرزاق: «نصيبي اليوم في هذا العمل وغداً قد يكون في عمل آخر. ما لي لن يذهب لسواي، وما لسواي لن يكون لي. ترافقني نعمة الله في يومياتي، والفرص تأتي في وقتها المناسب. يغوي الانتشار كل فنان، وبالنسبة إلي، أطمح للوصول إلى أوروبا وأميركا، لكن من دون تغليب الحسد والشعور الوضيع».
أي مشاريع يدونها على أجندته وتتنزه الآن في خياله؟ يتأسف لفيلمين ضربهما «الكوفيد» عرض الحائط، ولمشاريع تبخرت بلا عودة. ثم يتطلع إلى المستقبل: «أحضر لمسلسل لبناني قريباً مع (مروى غروب) بعنوان (الزوجة الأولى)، أجواؤه تدور حول الحب والحكايات الاجتماعية. القصة مشوقة، آمل أن ترضي الجمهور».
نعود إلى أولوياته: هل هي جودة النص أم العرض المادي، في حال تعذر الجمع بين النعمتين؟ لا يخفي مازن معضم أهمية المقابل المادي، «خصوصاً في هذه الأيام، فالوضع المعيشي في لبنان كارثي، والممثل عليه الاستمرار». لكن ذلك لا يعني تقديم تنازلات تتعلق بمستوى النص، فيتابع: «المكتوب على الورق هو أول ما أتوقف عنده، ولا يهم إن كنت البطل المطلق أو مشاركاً في البطولة. يعني لي دوري وماذا سأضيف. الشخصيات تكمل بعضها البعض، تماماً كالبناء، فلكل مبنى ركائزه، وإن لم تتجانس، أنهار كل شيء».
مازن معضم خريج «استوديو الفن»، تنقل بين التمثيل والإنتاج، إلى أن ثبت قدميه في الدراما اللبنانية التي فتحت له نوافذ عربية. يرفض التخلي عنها وإنكار فضلها: «تساعد الدراما العربية على الانتشار وتداول اسم الممثل بشكل أوسع بين شركات الإنتاج. تبقى للدراما اللبنانية مكانة خاصةً، ولا أدير ظهري لها».
يسمع تعليقات تربط بين وسامته وأدواره، خصوصاً لبداياته في عالم الأزياء، فيدحض الربط، باعتبار أنه أدى شخصيات عدة لا ترتكز على الوسامة، كدوره في مسلسل «من الآخر» مثلاً، بشخصية عازف البيانو المقعد: «اهتمامي بالدور يتعدى الشكل، إلى إثبات النفس في الشخصيات المركبة والصعبة. يهمني أن أؤكد حضوري كممثل مجتهد، يترك وقعاً بين الناس. أطور نفسي، كأنني أمام كتاب تنبغي الإضافة إلى صفحاته».
إلى جانب الممثل، مازن معضم أب يخاف على عائلته. لديه أربعة أولاد، يقلق على هوية مستقبلهم، في بلد الأمان فيه معدوم. لا يفكر حالياً في الهجرة، ففي رأيه، مر أهلنا بظروف أصعب ولم يتركوا هذه الأرض: «كنا أطفالاً حين دمرت الحرب المنازل فأمضينا ليالي في الملاجئ». أقصى ما قد يفعله هو إرسال أولاده لإكمال دراستهم في الخارج. يساوي بين حاله وحال الملايين، مع القناعة والرضا: «الحمد لله».
ويستوقفه حبه لوالدته. تنقل بين بيروت وصيدا، مسقطه حيث يقيم اليوم، قبل قراره النهائي بعد الزواج بالاستقرار فيها. يذكر أيام الكشافة وجمعة الأصدقاء القديمة، ومشاويره مع والده إلى بيروت، ثم سفره إلى السعودية وعودته لها. دعاؤه هو دعاء الجميع: «أيام أفضل، ومسؤولون يحبون وطنهم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.