«مهرجان السينما الأوروبية» صندوق الفرجة في «نوافذ»

يعرض افتراضياً نحو 40 فيلماً بين قصير وطويل

فيلم «أصداء» لجوليان قبرصلي يعرض في المهرجان  - يكرم المهرجان الممثلين الراحلين جان بول بلموندو وأنا كارينا ضمن «المرأة هي مرأة»
فيلم «أصداء» لجوليان قبرصلي يعرض في المهرجان - يكرم المهرجان الممثلين الراحلين جان بول بلموندو وأنا كارينا ضمن «المرأة هي مرأة»
TT

«مهرجان السينما الأوروبية» صندوق الفرجة في «نوافذ»

فيلم «أصداء» لجوليان قبرصلي يعرض في المهرجان  - يكرم المهرجان الممثلين الراحلين جان بول بلموندو وأنا كارينا ضمن «المرأة هي مرأة»
فيلم «أصداء» لجوليان قبرصلي يعرض في المهرجان - يكرم المهرجان الممثلين الراحلين جان بول بلموندو وأنا كارينا ضمن «المرأة هي مرأة»

كان من المتوقع أن يشهد عام 2020 النسخة السادسة والعشرين من «مهرجان السينما الأوروبية» في لبنان، إلا أن تطورات محلية وعالمية وفي مقدمها الجائحة حالت دون ذلك.
اليوم قرر القيمون على المهرجان إطلاق النسخة من جديد عبر لبنان، ولكن هذه المرة افتراضياً. المهرجان الذي انطلق من 1 نوفمبر (تشرين الثاني) ويستمر لغاية 7 منه يتضمن مجموعة من الأفلام الأوروبية، بالإضافة إلى أفلام قصيرة لمخرجين لبنانيين. وهو من تنظيم بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بالشراكة مع سينما «متروبوليس»، بالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتتألف العروض السينمائية الافتراضية من 12 فيلماً طويلاً من أوروبا، تسمح للجمهور بمشاهدة أشرطة حصدت جوائز، وعرضت في مهرجانات سينمائية دولية. كما تتاح للمتفرج رؤية أفلام لبنانية قصيرة تحت عنوان «نوافذ». وقد اختير أصحابها من مخرجين صاعدين وقدمت لهم منحة مالية رمزية لتصويرها وتنفيذها. وفي المقابل يتنافس 12 فيلماً قصيراً لمخرجين لبنانيين صاعدين للفوز بجوائز تقدمها الدول الأعضاء. وبفضل «معهد غوته» و«المعهد الفرنسي» في لبنان وسفارتي السويد وبولندا في بيروت، سيتيح المهرجان للفائزين فرصة المشاركة في مهرجان دولي رائد للأفلام أو سوق الأفلام في أوروبا في عام 2022.
ومن ناحية أخرى، يعرض المهرجان أفلاماً قصيرة من جولة الأفلام القصيرة لأكاديمية السينما الأوروبية، بما في ذلك الفيلم الفائز بجائزة الأفلام القصيرة الأوروبية لعام 2020. وفي إطار الأفلام الطويلة سيُعرض فيلم «المرأة هي امرأة» للمخرج جان لوك غودار، تكريماً للممثلة الدانماركية الفرنسية آنا كارينا والممثل الفرنسي جان بول بلموندو، اللذين توفيا في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2019 وسبتمبر (أيلول) من عام 2021.
ويجري على هامش المهرجان مناقشة افتراضية تضم شركاء المهرجان الإقليميين وتتناول موضوع إدارة الأنشطة والمساحات الثقافية في الأزمات.
وفي قسم «نوافذ» يعالج المخرجون الصاعدون من لبنان، موضوعات استوحوها من الواقع. وصوروها لتكون بمثابة شبابيك يطلون منها على حكايات وقصص وتجارب مختلفة. ومن المشاركين فيها روان خليل في فيلم من نوع أنيميشن بعنوان «الهرة والنافذة» ويارا الضهر التي تشارك من خلال فيلمها «تنهد»، وإيلي سلامة مع فيلم «يوم صيفي آخر» وآدم جمال في فيلم «نيفرلاند»، وسابينا بطرس ضمن شريط قصير أيضاً بعنوان «العمود الفقري» وغيرهم.
وتقول ليلى بسمة، التي تشارك في مجموعة عروض «نوافذ» من خلال فيلمها «أشياء لا تقال»: «أهدي فيلمي القصير هذا إلى المرأة اللبنانية بشكل عام. وقد صورته داخل سيارة ونطل منه على مشاهد من بيروت وبينها المنارة». وتتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الأحاديث التي تدور بيني وبين صديقتي نادراً ما يتطرق إليها البعض. فسلطت الضوء عليها كي أبرز معاناة النساء عامة وكيف أنهن يدارونها ويفضلون عدم التحدث عنها».
في رأي ليلى بسمة إنّ الرجال يتمتعون بمساحات أكبر للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم في مجتمعاتهم. بينما النساء لا تؤمن لهن هذه المساحة. كما تشير في الفيلم الذي لا يتعدى عرضه الـ5 دقائق كيف ينظر الناس إلى الجنس اللطيف انطلاقاً من الشكل الخارجي. وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «حتى وسائل الميديا على أنواعها عادة ما تتناول المرأة من هذه الناحية وتستخدمها في إعلانات تجارية وفي برامج تلفزيونية وغيرها مركزة على جمالها الخارجي وكأنها مجرد أداة. كل ذلك تناولته في هذا الفيلم الذي ركزت فيه على الحياة الشخصية عند المرأة وما يمكن أن تبوح به».
وترتكز غالبية أفلام مجموعة «نوافذ» على فعل المراقبة، انطلاقاً من هذه الفتحات فنتفرج على المارة وعلى مناظر طبيعية وعلى مشاهد من بيروت وغيرها. وتختم ليلى بسمة: «الفيلم واقعي شبيه إلى حد كبير بالوثائقي، ويمكن التعريف عنه ضمن خانة الفن التجريبي (Experimental)».
ومن اللبنانيين المشاركين في هذه المجموعة أيضاً جوليان قبرصلي وذلك من خلال شريط قصير بعنوان «أصداء». ويطل من خلال إطار نافذة على تاريخ جيلين مختلفين. فتتفاعل الأسرتين بأسلوب مألوف جداً، مما يدفع المرء إلى التساؤل عما إذا سيعيدون التاريخ نفسه. ويشرح قبرصلي لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلم من النوع الصامت، والأصوات التي تتخلله تعود إلى خلفيات أحياء وزحمة سير وانفجارات وغيرها من الأصوات التي نصادفها في حياتنا. وهو يطل على حقبات تاريخية مرّ بها لبنان منذ أحداث 1958 ولغاية (ثورة 17 تشرين) في عام 2019. ونرى خلاله كيف أنّ عائلة لبنانية أمضت فترة الحرب وصولاً إلى مرحلة التهجير. ومن ثم عاد ابنها إلى بيروت وهو متزوج من ممرضة وقد رزق بطفلتين ليعيشا أحداث انفجار بيروت. فهنا نشعر بأنّ التاريخ يعيد نفسه، سيما وأن هذه العائلة تدمر منزلها واضطرت إلى مغادرته وعيش تجربة التهجير بشكل جديد».
يشارك أصدقاء جوليان قبرصلي في تمثيل الفيلم وهم طلاب في الجامعة اللبنانية. الحوارات تغيب تماماً عن هذا الشريط ليستبدلها المخرج بأصوات حية ينبض بها الشارع. ويعلق قبرصلي: «كنت أنتظر فرصة مناسبة لأطل من خلالها بعمل تصويري خاص بي. وجاء الاتحاد الأوروبي ليحقق لي هذه الأمنية، سيما أنّنا كشباب لبنانيين نحتاج الدعم في مجالات عدة».
ومن الأفلام الطويلة التي يعرضها مهرجان السينما الأوروبية «أختي الصغيرة» لستيفاني شوا وفيرونيك ريمون. وكذلك فيلم «سويت» من إنتاج عام 2020 للهولندي ماغنوس فورهوم، إضافة إلى شرائط سينمائية أخرى بينها «الأبطال» و«مارتن إيدن» و«جولة أخرى» وغيرها.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».