عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد الله بن ناصر البصيري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر، استقبله وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري يوسف بلمهدي، بمقر الوزارة في العاصمة الجزائرية، في زيارة مجاملة وتعارف بعد اعتماد البصيري أخيراً سفيراً بالجزائر. وجرى خلال اللقاء استعراض التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزه، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وكذا مناقشة بعض المواضيع المطروحة على الساحة الدولية بخصوص الشأن الديني.
> مزيد بن محمد الهويشان، القنصل العام للمملكة العربية السعودية في الإسكندرية، قام أول من أمس، بزيارة لمديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، حيث استقبله الدكتور سعيد السقعان، مدير المديرية، وتناول الطرفان الوضع الصحي في المحافظة، خصوصاً الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، واتفق الطرفان على تنظيم حملة لقاح معتمد من الجهات الصحية في المملكة للمواطنين السعوديين المقيمين في الإسكندرية ومنسوبي القنصلية العامة. وعبّر القنصل العام عن تقديره لهذه المبادرة التي تعكس عمق العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين.
> هلال بن مرهون بن سالم المعمري، سفير سلطنة عُمان لدى المملكة الأردنية، التقى بلجنة الأخوة الأردنية العُمانية في مجلس الأعيان، لبحث علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، لا سيما البرلمانية منها، وقال رئيس اللجنة العين جمال الخريشا، خلال اللقاء، إن العلاقات التي تجمع الأردن بسلطنة عُمان أخوية تاريخية، رسختها قيادتا البلدين الشقيقين لتمثل بطبيعتها نموذجاً يحتذى به في العلاقات بين الأشقاء، مؤكداً أهمية البناء عليها بما فيه مصلحة الشعبين.
> وليد بن محمد العمادي، قدم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً لدولة قطر لدى الجمهورية اليونانية، إلى إيكاترينا ساكيلاروبولو، رئيسة الجمهورية اليونانية، ونقل السفير تحيات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، إلى رئيسة الجمهورية اليونانية وتمنياته لها بموفور الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب الجمهورية اليونانية بدوام التقدم والازدهار. من جانبها، حملت «ساكيلاروبولو» السفير تحياتها إلى أمير البلاد، متمنية له موفور الصحة والسعادة، ولدولة قطر استمرار التقدم والتنمية.
> محمد ناشر، سفير اليمن لدى جمهورية كوبا، التقى أول من أمس، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الكوبية السفير هيكتور إيغارسا، وخلال اللقاء أطلع السفير المسؤول الكوبي على آخر المستجدات السياسية في اليمن، لافتاً إلى تدهور الوضع الإنساني للنازحين والمهجرين في محافظة مأرب. بدوره، جدد المسؤول الكوبي موقف بلاده الدائم والثابت من اليمن، مؤكداً على أهمية وقف الحرب وإحلال السلام الدائم لليمن.
> لي بيغن، سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، بمحافظ البنك المركزي الموريتاني الشيخ الكبير مولاي الطاهر، وتطرقت المباحثات بين الطرفين لعلاقات التعاون المثمر بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات النقدية والمالية، كما بحث المحافظ مع السفير السبل التي من شأنها تعزيز هذه العلاقات، خاصة فيما يتعلق بالتعاون بين البنك المركزي الموريتاني وبنك الشعب الصيني.
> سعود بن عبد الله السبيعي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية اتحاد ميانمار، التقى أول من أمس، بالمستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، بمقر المركز في الرياض، وجرى خلال اللقاء بحث الشؤون الإنسانية والإغاثية ومستجدات المشاريع التي ينفذها المركز في ميانمار، وعبّر السفير عن إعجابه بمسيرة المركز المشرّفة في ميدان العمل الإنساني ودعمه المتضررين.
> مطر حامد النيادي، سفير دولة الإمارات لدى الكويت، التقى أول من أمس، بوزير الداخلية الكويتي ثامر علي صباح السالم الصباح، لبحث عدد من الموضوعات التي تعزز التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين في مجالات تبادل المعلومات والخبرات والتدريبات الأمنية المشتركة بين البلدين، وأشاد السفير بما تم بحثه من موضوعات مشتركة، مثمناً ما تقدمه الكويت من جهود حثيثة في تأمين الأمن والاستقرار في المنطقة.
> هونغ غين ووك، سفير جمهورية كوريا لدى مصر، أقام أول من أمس، عشاءً ودياً في مقر إقامته، دعا إليه أصدقاء كوريا من الجانب المصري، احتفالاً باليوم الوطني الكوري لعام 2021 الذي يوافق أيضاً الذكرى الـ26 للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا ومصر، وأكد السفير هونغ، أن التعاون الحكومي بين البلدين الذي يتم الآن هو الأفضل على الإطلاق منذ بدايته، والذي امتد مؤخراً ليشمل الصحة والحكومة الإلكترونية وصناعة الدفاع وإلى ما هو أبعد من التجارة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)