ميقاتي يبحث مع عون وبري إمكانية عقد جلسة للحكومة

الرئيس اللبناني شدد على ضرورة «قيام أفضل العلاقات مع السعودية»

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث في مؤتمر المناخ بغلاسكو أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث في مؤتمر المناخ بغلاسكو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ميقاتي يبحث مع عون وبري إمكانية عقد جلسة للحكومة

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث في مؤتمر المناخ بغلاسكو أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث في مؤتمر المناخ بغلاسكو أول من أمس (أ.ف.ب)

تتجه الأنظار في لبنان إلى نتائج المباحثات بشأن الأزمة مع الخليج، مع عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بيروت يوم أمس من غلاسكو باسكتلندا، حيث شارك في قمة المناخ، والتقى عدداً من مسؤولي الدول، في وقت حاول فيه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب حصر مسؤولية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بشخصه، وبأنها لا تمثل الدولة اللبنانية، بالقول بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون: «لا يجوز تأثر العلاقات بأي مواقف فردية، ووجهة نظر الدولة اللبنانية محددة فيما يصدر عن أركانها، وفي البيان الوزاري للحكومة».
وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء سيُعقد صباح اليوم بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل أن يجتمع الأخير برئيس البرلمان نبيه بري، حيث ستكون الأزمة مع الخليج المحور الأساس ضمن جهود لإيجاد حل لها. وأوضحت المصادر أنّه «لا شيء عملياً حتى الساعة سوى متابعة الاتصالات بانتظار عودة ميقاتي ولقائه عون، للبحث في الصيغة المناسبة وما إذا كانت هناك إمكانية لعقد جلسة للحكومة وتوفر ظروف عقدها بعد درس الأمر من كل النواحي، في ظل المخاوف والخشية من انفجار الخلاف داخلها».
وأمس، نقل وزير الخارجية عن الرئيس عون تأكيده «أن موقف لبنان واحد حيال ضرورة قيام أفضل العلاقات مع السعودية وسائر دول الخليج والدول العربية»، مؤكداً أنه «لا يجوز تأثر العلاقات بأي مواقف فردية، وأن وجهة نظر الدولة اللبنانية محددة فيما يصدر عن أركانها وفي البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه».
وشدد على أن «لبنان يعتبر أن أي إشكالية تقع مهما كان حجمها بين دولتين شقيقتين، مثل لبنان والسعودية، لا بد أن تحل من خلال الحوار والتنسيق وفق المبادئ المحددة في ميثاق جامعة الدول العربية، فكيف إذا كانت هذه الإشكالية غير صادرة عن شخص أو عن جهة في موقع المسؤولية؟!». وتابع أن «لبنان يتطلع إلى أشقائه العرب كي يكونوا إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة».
وتابع رئيس الجمهورية، أمس، الاتصالات الجارية لمعالجة الأوضاع التي نشأت عن قرار عدد من دول الخليج سحب سفرائها من لبنان، والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها مغادرة أراضيها، ورصد ردود الفعل الغربية والدولية، ودرس السبل الآيلة لمعالجة الوضع المستجد، لا سيما في ضوء اللقاءات التي عقدها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع عدد من القادة العرب والأجانب على هامش «مؤتمر المناخ» في غلاسكو، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.