تونس: لا مرشحين في انتخابات بلدية جزئية

صورة لمدخل النفق الذي عثرت عليه السلطات قرب مقر إقامة السفير الفرنسي أمس (أ.ب)
صورة لمدخل النفق الذي عثرت عليه السلطات قرب مقر إقامة السفير الفرنسي أمس (أ.ب)
TT

تونس: لا مرشحين في انتخابات بلدية جزئية

صورة لمدخل النفق الذي عثرت عليه السلطات قرب مقر إقامة السفير الفرنسي أمس (أ.ب)
صورة لمدخل النفق الذي عثرت عليه السلطات قرب مقر إقامة السفير الفرنسي أمس (أ.ب)

أعلنت الهيئة الفرعية للانتخابات بولاية (محافظة) جندوبة التونسية، أمس، عدم تلقيها أي طلب للترشح للانتخابات الجزئية لبلدية طبرقة، وذلك حتى مساء الاثنين، الذي كان آخر يوم لتقديم الترشحات، وهو ما خلف تساؤلات كثيرة حول سبب الإحجام عن الترشح؛ وما إذا كان ذلك حدث بتوافق بين جميع مكونات المشهد السياسي في المنطقة.
وقالت «هيئة الانتخابات» إنها لم تتوصل لأي قائمة انتخابية حزبية كانت أم ائتلافية أم مستقلة، وهو أمر لم يحدث منذ انطلاق العمليات الانتخابية المتتالية بعد ثورة 2011، وكذلك خلال أول انتخابات بلدية جرت سنة 2018، حيث كانت المنافسة على أشدها بين الأحزاب السياسية الكبرى، وكذلك بين القائمات المستقلة، التي استحوذت على عدد كبير من المقاعد البلدية في تلك الانتخابات.
ويرى مراقبون أن هذا الإحجام عن المشاركة في العمل البلدي، المرتبط أساساً بالعمل السياسي، قد يندرج ضمن ردود فعل الأحزاب التي أقصيت من المشاورات كافة التي أجراها الرئيس قيس سعيد، إثر إقراره التدابير الاستثنائية في 25 يوليو (تموز) الماضي، ونية الرئيس تغييب الأحزاب والمنظمات عن الحوار الوطني المرتقب.
يذكر أن هيئة الانتخابات فتحت باب الترشح للانتخابات البلدية في طبرقة منذ يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أن يتواصل إلى 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وعرفت بلدية طبرقة بداية سبتمبر (أيلول) الماضي استقالة أغلب أعضاء المجلس البلدي، البالغ عددهم 13 عضواً من مجموع 24 عضواً يشكلون هذا المجلس.
في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية عن أن الرئيس قيس سعيد طلب من رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، تعديل مشروع قانون المالية لسنة 2022 الذي سُرّبت نسخة منه إلى وسائل الإعلام المحلية، وطالبها باستشارته في صياغة الإجراءات الاجتماعية في مشروع هذا القانون، وعرضه عليه قبل إصداره.
من جهة ثانية، أكدت وزارة الداخلية أمس اكتشاف نفق في منطقة المرسى (الضاحية الشمالية للعاصمة)، قرب مقر إقامة سفير فرنسا لدى تونس، وكشفت في بلاغ رسمي عن مداهمة أحد المنازل، بناء على معلومات وردت إلى المصالح الأمنيّة بخصوص وجود نشاط مشبوه داخل منزل يقع على مسافة قريبة من منزل السفير الفرنسي.
وقالت وزارة الداخلية إنها اعتقلت 3 يشتبه في أنهم متطرفون متشددون، بعد ضبط أسلحة في منزل بمحافظة نابل جنوب العاصمة، عبارة عن بندقية رشاش و4 مسدسات نارية، وبندقية قنص، و35 طلقة بندقية رشاش، و272 طلقة مسدس مختلفة الأعيرة، مضيفة أن النيابة العمومية أمرت باعتقال صاحب المنزل، وأنه «على علاقة بعنصرين تكفيريين»، هو وزوجته وشقيقه، وفتحت تحقيقاً بتهمة حيازة أسلحة نارية وذخيرة حربية دون رخصة.
كما أكدت «الداخلية» أن من بين الأشخاص المتردّدين على المنزل المذكور شخصاً معروفاً بالتطرّف، وهو ما قد يوجه التحريات الأمنية نحو مخطط لاستهداف السفير الفرنسي، وفق عدد من المحللين السياسيين.
وعلى أثر اكتشاف هذا النفق، توجهت رئيسة الحكومة إلى مقر إقامة السفير الفرنسي، وكثفت وزارة الداخلية من تعزيزاتها الأمنية في محيط مقر إقامته، وفتحت تحقيقات مكثفة في الموضوع.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.