أميركا متمسكة بـ«قناة الاتصال» مع روسيا شمال شرقي سوريا

مسؤول في التحالف الدولي يزور قاعدة التنف

جندي أميركي يراقب الوضع في منطقة بشمال شرقي سوريا قرب معبر سيمالكا الحدودي مع العراق (أ.ف.ب)
جندي أميركي يراقب الوضع في منطقة بشمال شرقي سوريا قرب معبر سيمالكا الحدودي مع العراق (أ.ف.ب)
TT

أميركا متمسكة بـ«قناة الاتصال» مع روسيا شمال شرقي سوريا

جندي أميركي يراقب الوضع في منطقة بشمال شرقي سوريا قرب معبر سيمالكا الحدودي مع العراق (أ.ف.ب)
جندي أميركي يراقب الوضع في منطقة بشمال شرقي سوريا قرب معبر سيمالكا الحدودي مع العراق (أ.ف.ب)

أكد المتحدث باسم «وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي، مساء الاثنين، أن واشنطن تحرص على إبقاء «قنوات الاتصال» مفتوحة مع موسكو في سوريا.
ورفض كيربي التعليق على نشر موسكو طائرات لها في شرق سوريا قرب القوات الأميركية. وأوضح أن الولايات المتحدة لديها قنوات اتصال مع الجانب الروسي لمنع نشوب مشاحنات و«التأكد من عدم وجود سوء تقدير وعواقب غير مقصودة».
جاءت تعليقات كيربي رداً على تقارير حول نشر موسكو طائرات مقاتلة من نوع «سوخوي35» في مدينة القامشلي، شرق سوريا، بالقرب من القوات الأميركية.
وكانت القوات الروسية قد واصلت مناوراتها بمشاركة طيرانها الحربي بالقرب من قواعد الجيش الأميركي والقوات التركية المنتشرة في شمال شرقي سوريا، وحلّقت الطائرات الحربية الروسية في أجواء ريف تل أبيض الجنوبية التابعة لمدينة الرقة، وأجرت مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من نقاط التماس مع القوات التركية وفصائل سورية موالية لها في منطقة «نبع السلام».
وهذه المناطق خاضعة عسكرياً ومدنياً لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».
وأتت المناورات بعد يوم واحد من مناورات مماثلة للقوات الروسية مع القوات النظامية في بلدة تل تمر بريف محافظة الحسكة الشمالي. ونشرت موسكو 8 طائرات روسية من طراز «سوخوي35» في مطار بلدة الطبقة الواقع في ريف محافظة الرقة الغربي، بهدف إجراء تدريبات ومناورات عسكرية لطيارين تابعين للقوات النظامية على استخدامها وتطوير مهاراتهم على قيادتها.
وهذه المرة الأولى التي ينشر فيها سلاح الجوي الروسي طائرات مقاتلة من نوع «سوخوي» في هذه المنطقة. وكان يقتصر على عدد من الحوامات من طرازي «مي17» و«مي25»، ومنظومة الدفاع الجوي بمطار القامشلي.
غير أن المجال الجوي لهذه المناطق بات مزدحماً ومتداخلاً بين 3 جهات دولية، حيث يمثل مجالاً لنفوذ طيران التحالف الدولي والقوات الأميركية المنتشرة في قواعد بريف الحسكة الشمالي، والطيران الروسي المتمركز في قاعدة عسكرية ضخمة بالقرب من مطار القامشلي وقاعدة ثانية في بلدة الطبقة، إلى جانب الطيران التركي المسيّر.
وشهدت أجواء بلدة تل تمر، أول من أمس، تحليقاً لطيران التحالف الدولي بعد تنفيذ الطائرات الروسية مناورات عسكرية مع القوات النظامية، وألقت بالونات حرارية تحذيرية للطيران الروسي لمنع الاحتكاك والاقتراب من المجال الجوي الخاضع لنفوذها، والتي تحمي سماء قاعدتي الجيش الأميركي والتحالف الدولي في قريتي «القصرك» و«تل بيدر» بريف الحسكة الشمالي.
وأفاد شهود عيان بدخول أول قافلة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أراضي سيطرة «الوحدات» الكردية في سوريا بعد اللقاء الأخير بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان، والأميركي جو بايدن.
وتشمل القافلة، التي دخلت إلى مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا من خلال معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، 50 شاحنة محملة بمواد لوجيستية.
ويمثل الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد إحدى كبرى نقاط خلاف بين الولايات المتحدة وتركيا، التي تعدّ «وحدات حماية الشعب» تنظيمياً إرهابياً وجزءاً من «حزب العمال الكردستاني» الذي يحاربه الجيش التركي داخل البلاد وخارجها منذ أكثر من 3 عقود.
وأعلن إردوغان، عقب اللقاء مع بايدن في روما الأحد، أن عملية دعم الولايات المتحدة المسلحين الأكراد في سوريا «لن تستمر على النحو الذي جرت به حتى الآن».
إلى ذلك؛ أفاد فصيل «مغاوير الثورة» المعارض، بحدوث لقاء بين قادته والعميد البريطاني ريتشارد بيل، نائب القائد العام لـ«قوة المهام المشتركة» في التحالف الدولي ضد «داعش»، في قاعدة التنف، لـ«مناقشة التطورات في المنطقة، والتزامنا بمساعدة تمكين العمليات ضد (داعش)».
وكان مسؤولون أميركيون اتهموا إيران بالهجوم بمسيّرات على التنف الواقعة على الحدود السورية - العراقية - الأردنية. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن رداً على سؤال في جولته الأوروبية الأخيرة إن واشنطن «سترد» على الهجوم.



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.