ورقة الـ10 آلاف ليرة السورية تطل مجدداً بين تسريبات ونفي

عامل في محطة وقود بدمشق يعد المبلغ  بالليرة السورية العام الماضي (إ.ب.أ)
عامل في محطة وقود بدمشق يعد المبلغ بالليرة السورية العام الماضي (إ.ب.أ)
TT

ورقة الـ10 آلاف ليرة السورية تطل مجدداً بين تسريبات ونفي

عامل في محطة وقود بدمشق يعد المبلغ  بالليرة السورية العام الماضي (إ.ب.أ)
عامل في محطة وقود بدمشق يعد المبلغ بالليرة السورية العام الماضي (إ.ب.أ)

لم يمنع نفي مصرف سوريا المركزي عزمه إصدار فئة جديدة من العملة الورقية بقيمة عشرة آلاف ليرة، (3$ تقريباً)، تواصل الإشاعات التي تؤكد طرح ثاني أكبر فئة نقدية، وسط تزايد التحذيرات من هذه الخطوة التي اعتبرتها مصادر اقتصادية في دمشق أحد الحلول المطروحة بقوة للبحث على طاولة الحكومة بدمشق.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لدى الحكومة بدمشق خيارات كثيرة لتأمين الإيرادات المقدرة في الموازنة بنحو 9.2 تريليون ليرة (2.6 مليار دولار)، مع فقدان الثقة بسندات الخزينة صعوبة التحصيل الضريبي وتهريب الأموال والفساد، كما أن الحاجة لفئة العشرة آلاف باتت ضرورة ملحة في الأسواق، نتيجة التضخم وفقدان العملة السورية نسبة كبيرة من قدرتها الشرائية».
ويعاني السوريون من صعوبات في حمل الأموال «والدفع الكاش»، فقد يستلزم التسوق حمل الأموال في كيس خاص، ما جعل فكرة إصدار فئة جديدة كبيرة حلاً مطلوباً، سيما وأن هناك طبعتين قديمة كبيرة وجديدة صغيرة لفئات الـ500 ليرة والـ1000 ليرة، ناهيك عن اهتراء فئتي الـ50 ليرة والـ200 ليرة.
إلا أن حاكم المصرف عصام هزيمة، أكد في منشور على صفحته على الـ«فيسبوك»، أمس «عدم وجود ضرورة لطباعة فئات نقدية جديدة»، مستنداً إلى أن «منظومة الدفع الإلكتروني الجاري العمل على تطبيقها ستخفف بشكل كبير من تداول النقود الورقية»، مؤكداً «استمرار العمل للمحافظة على استقرار أسعار الصرف وكبح التضخم»، وذلك بعد نفيه المطلق ما يتم تداوله حول قيام المصرف المركزي بطباعة عملة ورقية من فئة عشرة آلاف ليرة سورية.
وسبق لمصرف سوريا المركزي أن نفى صحة صورة لورقة نقدية من فئة 10 آلاف ليرة سورية، جرى تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر المصرف الإشاعات حول إصدار فئة نقدية جديدة، تهدف إلى «زعزعة الثقة بالعملة الوطنية وتصب في مصلحة المضاربين». واعتبرت مصادر إعلامية محلية، تسريب صورة لفئة العشرة آلاف إلى وسائل التواصل الاجتماعي، «بالون اختبار»، مع التأكيد على أن القرار ما زال قيد الدراسة على طاولة الحكومة. وقد سبق للمصرف المركزي أن نفى أواخر العام الماضي، عزمه إصدار فئة نقدية بقيمة خمسة آلاف ليرة، ثم عاد وطرحها في فبراير (شباط).
يشار إلى أن المصرف طرح في التداول بداية العام الجاري، فئة نقدية جديدة بقيمة 5000 ليرة لتكون أكبر فئة في تاريخ العملة الورقية السورية. جاء ذلك في ظل تدهور سريع شهدته قيمة الليرة السورية بدأ في مارس (آذار) عام 2020، عندما ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي، من 900 ليرة سورية للدولار إلى 2500 ليستقر حول معدل 3500 ليرة.
وحذر اقتصاديون في دمشق من أن طباعة عملة جديدة تزيد على إجمالي الناتج المحلي، أو بدون غطاء من احتياطي النقد الأجنبي أو الذهب، ستؤدي إلى رفع معدل التضخم وتدني القيمة الشرائية، وستزيد نسبة الفقر إلى حد زعزعة الاستقرار الاجتماعي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.