الحكم بالسجن 26 عاماً على معتقل في غوانتانامو فصّل تعذيب «سي آي إيه» له

تعرض للضرب والاعتداء وأُخضع لتقنية الإيهام بالغرق

مجيد خان (41 عاماً) المرسال السابق لتنظيم «القاعدة»... (أ.ب)
مدخل القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو (أ.ف.ب)
مجيد خان (41 عاماً) المرسال السابق لتنظيم «القاعدة»... (أ.ب) مدخل القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو (أ.ف.ب)
TT

الحكم بالسجن 26 عاماً على معتقل في غوانتانامو فصّل تعذيب «سي آي إيه» له

مجيد خان (41 عاماً) المرسال السابق لتنظيم «القاعدة»... (أ.ب)
مدخل القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو (أ.ف.ب)
مجيد خان (41 عاماً) المرسال السابق لتنظيم «القاعدة»... (أ.ب) مدخل القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو (أ.ف.ب)

فصّل باكستاني معتقل في سجن غوانتانامو الأميركي التعذيب والاغتصاب الذي تعرض له من قبل «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)» على مدى 3 سنوات، خلال محاكمته أمام محكمة عسكرية قضت بسجنه 26 عاماً.
ولم يوفر مجيد خان، (41 عاماً) مرسال تنظيم «القاعدة» السابق، أي تفصيل أمام القضاة العسكريين. فروى لهم أنه تعرض للضرب واعتُدي عليه جنسياً في باكستان وأُخضع لتقنية الإيهام بالغرق بعد إلقاء القبض عليه في باكستان عام 2003. ويدعم تحقيق أجراه مجلس الشيوخ الأميركي حول استخدام وكالة «سي آي إيه» التعذيب بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، شهادته هذه، لكنه أول معتقل يسمح له بأن يروي علناً التعذيب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية.
ففي رسالة من 39 صفحة تليت على الحضور، روى مجيد خان الذي ترعرع في باكستان قبل أن يهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة، أنه علق بسلاسل على مدى أيام متتالية عارياً ومن دون طعام في زنزانات من دون نوافذ في سجون سرية لـ«سي آي إيه» في دول مجهولة. وقد نقل بين عامين 2003 و2006 إلى أماكن سرية مختلفة. وتحدث عن عمليات استجواب وحشية مع وضعه وهو ملثم الوجه في مغطس يحوي مياهاً مثلجة مع إبقاء رأسه تحت الماء إلى حين يتكلم.
وأوضح: «كانوا يكيلون الضربات إلى أن أرجوهم التوقف. الأسوأ من ذلك؛ هو عدم معرفة متى سيبدأ الضرب ومن أين سيأتي». وهدده مستجوبوه بالاقتصاص من عائلته في الولايات المتحدة وباغتصاب شقيقته. وكسرت نظارته، مؤكداً أنه شبه أعمى من دونها. وأكد: «انتظرت 3 سنوات للحصول على نظارة أخرى».
وكان يجد نفسه في حالة ضياع بعد حرمانه من النوم ليالي عدة متتالية. ويوضح: «أذكر أني أصبت بالهذيان، وأني رأيت بقرة وسحلية ضخمة. فقدت أي اتصال بالواقع». وأرغم على تلقي الغذاء عبر فتحة الشرج من خلال أنبوب عندما أضرب عن الطعام، ما ترك ندوباً دائمة.
وجند مجيد خان من قبل أفراد من عائلته ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» خلال زيارة له إلى باكستان. وأدلى باعترافات بعد أيام قليلة من إلقاء القبض عليه في 5 مارس (آذار) 2003 في كراتشي.
وأقر بأنه شارك في محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني، وبأنه سلم مبلغ 50 ألف دولار إلى عناصر بتنظيم «القاعدة» في إندونيسيا لتمويل اعتداء على فندق. وأضاف مجيد خان: «في كل مرة كنت أتعرض فيها للتعذيب كنت أقول لهم ما كنت أظن أنهم يريدون سماعه. كنت أكذب لكي يوقفوا العنف» لكن «كلما تعاونت وتكلمت؛ زاد التعذيب». وقالت كاتيا حيستين، إحدى محاميات مجيد خان: «كلام مجيد القوي يعري الفظائع المدمرة التي ارتكبتها حكومتنا باسم الأمن القومي». وأضافت: «برنامج (سي آي إيه) كان فاشلاً وينتهك مبادئنا الديمقراطية ودولة القانون».
انتقل مجيد خان في سن السادسة عشرة إلى بالتيمور على بعد 50 كيلومتراً من واشنطن حيث تعلم الإنجليزية في محطة الوقود التي يملكها والده قبل أن يتابع دراسته في مدرسة محلية.
وحصل على حق الحديث علناً عما تعرض له عندما قرر الاعتراف بالتهم الموجهة إليه عام 2012 وأكد أنه يندم على أفعاله. وأوضح: «أنا معتقل منذ نحو 20 عاما انفرادياً. لقد دفعت الثمن غالياً. أنا أنبذ (القاعدة) وأنا نادم على الإرهاب». لكنه قال أمام المحكمة إنه غير حاقد على الذين عذبوه. وأكد: «سأشعر بالسكينة عندما أسامح نفسي وأسامح الآخرين على الأذية التي ألحقوها بي. أقول للذين عذبوني: أنا أسامحكم جميعاً». وحكمت عليه هيئة المحلفين بالسجن 26 عاماً؛ على ما قال ناطق باسم المحكمة العسكرية. لكن بموجب اتفاق أبرم سابقاً مع القاضي عندما اعترف بالتهم الموجهة إليه، يمكن الإفراج عنه بدءاً من العام المقبل.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.