هيثم شاكر: استبعاد جيلنا من «الموسيقى العربية» غريب

قال لـ «الشرق الأوسط» إن ألبومه الجديد يضم 10 أغنيات

الفنان هيثم شاكر (الشرق الأوسط)
الفنان هيثم شاكر (الشرق الأوسط)
TT

هيثم شاكر: استبعاد جيلنا من «الموسيقى العربية» غريب

الفنان هيثم شاكر (الشرق الأوسط)
الفنان هيثم شاكر (الشرق الأوسط)

قال الفنان المصري هيثم شاكر، إنه يشعر بسعادة كبيرة لردود الأفعال التي أعقبت طرح أغنيته الجديدة «صاحب الجمال»، عبر المنصات الإلكترونية وقناته في موقع «يوتيوب» منذ أيام.
في حواره مع «الشرق الأوسط»، قال شاكر إنه من المنتظر أن يطرح ألبومه الجديد في بداية العام المقبل 2022، ويأمل أن يشهد أيضاً عرض عمله الدرامي الجديد الذي يحضر له.
في البداية، تحدث شاكر عن كواليس إنتاج أغنيته الجديدة «صاحب الجمال»، قائلاً: «منذ فترة وأنا أريد تقديم أغنية تمزج بين الطرب والكلمات الشعبية، وتكون مختلفة عن الأشكال التقليدية، إلى أن اجتمعت بالفنان عزيز الشافعي، وظللنا نعمل سوياً لمدة أربعة أشهر إلى أن توصلنا في النهاية لفكرة أغنية (صاحب الجمال)، التي نفذها الموزع وسام عبد المنعم، بشكل مميز».
ورغم أن عزيز الشافعي صديق مقرب لشاكر منذ سنوات، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتعاونان فيها سوياً في عمل غنائي، حسب شاكر، الذي يشير إلى أن سياسته الغنائية لعام 2021، تركز على طرح الأغنيات الفردية فقط، نظراً لأنه وضع موعداً نهائياً لطرح ألبومه الجديد في عام 2022، مضيفاً: «طرحت ألبومي الأخير (معرفة قديمة) في الأسواق نهاية عام 2019؛ قبيل تفشي وباء (كورونا)، الذي أثر سلباً على سوق الغناء في العالم العربي بشكل لافت، لذلك قررت طرح ألبومي الجديد في عام 2022 على أن يكون عام 2021 عبارة عن طرح عدد من الأغنيات السينغل، التي بدأتها بأغنية (كانت غلطة) بطريقة الدويتو مع الفنان هيثم نبيل، من ثم طرحت أغنية (واقف على تكة)، وأخيراً (صاحب الجمال)».
ويكشف شاكر عن تفاصيل ألبومه الجديد، قائلاً: «من المتوقع طرحه خلال الشهور الأولى من العام المقبل، وسيضم 10 أغنيات، انتهيت فعلياً من تسجيل 4 منها، وسأضع صوتي على باقي الأغنيات خلال الأشهر المقبلة».
وأوضح شاكر أنه يتعاون في ألبومه الجديد مع نفس فريق ألبومه السابق، وخلال الفترة الحالية سيقدم لجمهوره أغنيات سينغل وسيطرح أغنية كل شهرين، وأول واحدة سيقدمها ستكون بعنوان «لما تحس»، من كلمات عمرو المصري وألحان عمرو الشاذلي.
ووفق شاكر، فإنه لا يمانع تقديم ديوهات غنائية مع أي مطرب، وفي ذلك يقول: «قدمت أغنية (كنت غلطة) بطريقة الديو مع الفنان هيثم نبيل، لأنها أعجبتني وأحببت فكرتها، أنا مع الديوهات طالما تليق على صوتي».
وبشأن إمكانية تقديم ديو غنائي مع الفنانة أنغام، التي يرتبط معها بصداقة قوية منذ سنوات، قال «أنغام صديقة عزيزة للغاية، وأتمنى أن يتحقق هذا الأمر في وقت قريب، نحن نتمنى ذلك سوياً ومتحمسان له، ولكن لم نجد بعد النص أو الفكرة التي تسمح لنا بتحقيق ذلك».
وتعجب شاكر من استبعاده مع أبناء جيله من الغناء في مهرجان الموسيقى العربية، قائلاً: «لا أعلم حتى الآن سبب استبعادي أنا وأبناء جيلي من الغناء في مهرجان الموسيقى العربية، فأنا لم أقصر أو أرفض المشاركة، بل لم أُدعَ للمهرجان.
وفي رأيي أن مصر في حاجة لمهرجان موسيقي كبير وضخم بجانب مهرجان الموسيقى العربية لأنها بلد المواهب الغنائية والموسيقية في العالم العربي».
وقال الفنان المصري، إنه يدرس حالياً عملاً درامياً جديداً بالتعاون مع المؤلف محمد عبد المعطي، وذلك بعد نجاحه في دراما رمضان عام 2020، عبر مسلسل «حب عمري»، ويقول «كان يجب أن أتغيب عن رمضان الماضي لأنني لم أجد نصاً مناسباً يساعدني على التألق، فالخطوة الثانية في الدراما لا بد أن تكون أعلى، من حيث مستوى الإنتاج والفكرة من الخطوة الأولى، ولذلك ابتعدت، وحالياً أعمل على مشروع مع المؤلف محمد عبد المعطي، ولكننا لم نحسم بعد موعدها وفترة ظهورها للنور، ربما تظهر في رمضان 2022 أو قبل الشهر الكريم».
ونفى شاكر أن يكون نجله محمد أصبح مهوساً بالتمثيل بعد أن شاركه في بطولة مسلسله «حب عمري»، «نجلي محمد متفرغ لممارسة كرة القدم، فهو يلعب في ناشئي النادي الأهلي.
وكرة القدم عشقه الرئيس، فهو يشجع ويحب النادي الأهلي مثلي، ولا يفكر في التمثيل، ولكن عندما عرضت عليه مشاركتي في المسلسل وافق، بيد أنه غير متحمس للتمثيل بشكل كبير مثل شقيقته، التي حتى الآن، تهوى الرسم فقط».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».