واشنطن ترد بحذر على إعلان طهران العودة إلى محادثات فيينا

طالبتها بـ«حسن النية» للتوصل بسرعة إلى تفاهم حول الامتثال المتبادل

الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي
الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي
TT

واشنطن ترد بحذر على إعلان طهران العودة إلى محادثات فيينا

الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي
الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي

ردت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بحذر على إعلان نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في محادثات فيينا علي باقري أن بلاده مستعدة لعقد جولة سابعة جديدة من المفاوضات الخاصة بملف إيران النووي بحلول نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ومن المقرر أن يناقش بايدن ملف إيران النووي على هامش قمة مجموعة العشرين التي تعقد في روما.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن المسؤولين الأميركيين «على علم» بتصريحات باقري. لكنهم ينتظرون المسؤولين الأوروبيين لتأكيد أن إيران «مستعدة بالفعل لاستئناف المحادثات». وقالت: «سأترك للمفاوضين تحديد موعد الجولة التالية من المناقشات»، مضيفة أنه «لا يزال تأطيرنا هو الامتثال للامتثال، وسنترك الأمر للأوروبيين والمفاوضين لدينا لتحديد متى ستكون الخطوة التالية». وأكدت أن «الولايات المتحدة وشركاءها لا يزالون يريدون حلاً دبلوماسياً»، لكن مسؤولي البيت الأبيض يؤكدون أنهم يفكرون في بدائل، على رغم أن القرار سيعتمد على تصرفات إيران.
كما تعاملت وزارة الخارجية بحذر مع الإعلان الإيراني. وقال الناطق باسمها نيد برايس: «نحن على استعداد للعودة إلى فيينا، ونعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل بسرعة إلى تفاهم وتنفيذه في شأن العودة إلى الامتثال الكامل المتبادل». وأوضح أن المحادثات يجب أن تركز على «إغلاق عدد صغير من القضايا التي ظلت معلقة في نهاية الجولة السادسة من المحادثات في يونيو (حزيران)» الماضي. وأضاف: «لن تظل هذه النافذة مفتوحة إلى الأبد مع استمرار إيران في اتخاذ خطوات نووية استفزازية»، آملاً في أن «يأتوا إلى فيينا للتفاوض بسرعة وبحسن نية».



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».