«الصحة العالمية» تطلب 23.4 مليار دولار لمكافحة «كورونا» في أفقر الدول

«تراخي» أوروبا يقلقها

«الصحة العالمية» تطلب 23.4 مليار دولار لمكافحة «كورونا» في أفقر الدول
TT

«الصحة العالمية» تطلب 23.4 مليار دولار لمكافحة «كورونا» في أفقر الدول

«الصحة العالمية» تطلب 23.4 مليار دولار لمكافحة «كورونا» في أفقر الدول

كشفت منظمة الصحة العالمية عن خطة جديدة لمكافحة كوفيد - 19 في أفقر الدول مطالبة بمبلغ 23.4 مليار دولار في الأشهر الـ12 المقبلة لتمويلها.
وقالت المنظمة في بيان أمس (الخميس) إن الشراكة بين وكالات الصحة العالمية الرئيسية «بحاجة إلى 23.4 مليار دولار لمساعدة أكثر الدول عرضة للوصول إلى وسائل مكافحة كوفيد - 19 واستخدامها من الآن إلى سبتمبر (أيلول) 2022». وشددت على أن هذا المبلغ ضئيل جدا مقارنة مع آلاف مليارات الدولارت من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الجائحة وكلفة خطط الإنعاش.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن أوروبا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات الجديدة والوفيّات الناجمة عن «كوفيد 19» خلال الأسبوع الفائت. وجاء في تقرير للمنظمة الدولية أن عدد الإصابات الجديدة التي رصدتها السلطات الصحية بين 18 و24 أكتوبر (تشرين الأول) في العالم بلغت 2.9 مليون إصابة، كان أكثر من نصفها في أوروبا.
وأشار التقرير الذي صدر أمس (الخميس) إلى «تباين واضح» بين تطور المشهد الوبائي في أوروبا والأقاليم الأخرى حيث تراجعت الإصابات الجديدة في أفريقيا بنسبة 21 في المائة و17 في المائة في آسيا الشرقية و9 في المائة في القارة الأميركية وفي جنوب شرقي آسيا. وتجدر الإشارة إلى أن البلدان الأوروبية كانت بدأت منتصف الشهر الماضي بتخفيف القيود الاحتوائية والتدابير الوقائية التي كانت مفروضة على التنقّل والتجمّع وارتياد الأماكن العامة المغلقة، واستبدلتها بإبراز شهادات التلقيح أو التعافي من «كوفيد» أو الاختبارات السبية الحديثة.

ودعت منظمة الصحة الحكومات الأوروبية إلى عدم التراخي في تدابير الوقاية، وحذّرت من عواقب الانقياد العام وراء الاعتقاد بأن التغطية اللقاحية الواسعة طوت صفحة الوباء «لأن المفاجآت ما زالت واردة في أي لحظة» كما جاء في التقرير.
وينبّه خبراء المنظمة الدولية منذ أيام من التهديدات المحتملة التي تؤدي إلى فقدان السيطرة على الفيروس، خاصة المتحورات الجديدة التي يمكن أن تظهر مع الارتفاع المطرد في عدد الإصابات الجديدة التي يخشى أن تتزامن مع ذروة موسم الإنفلونزا الذي يتوقعه الخبراء قاسياً هذه السنة.
ويتابع قسم العلوم الوبائية والجرثومية في المنظمة منذ مطلع الشهر الحالي تطور المتحور الفرعي الجديد عن «دلتا» الذي بات يتسبب بأكثر من 6 في المائة من الإصابات الجديدة في المملكة المتحدة، ورُصدت عشرات الحالات منه حتى الآن في إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال، ويقدّر أنه أسرع سرياناً من المتحوّر الأول بنسبة 15 في المائة، لكن ليس معروفاً بعد مستوى مقاومته للمناعة اللقاحية. وكانت الدراسات التي أجراها المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها أكدت هذه البيانات، مذكّرة بأن المتحوّر دلتا الذي ظهر للمرة الأولى في الهند هو أسرع سرياناً بنسبة 50 في المائة من المتحّور السابق ألفا، الذي بدوره هو أسرع من المتحّور الأولى الذي ظهر في ووهان بنسبة 50 في المائة.
وكان المركز الأوروبي أفاد أنه وضع هذا المتحوّر الفرعي على قائمة «المتحوّرات الخاضعة للمراقبة»، أي تلك لها مواصفات شبيهة بالمتحورات الباعثة على القلق من حيث تأثيرها على سرعة الانتشار وخطورة الإصابة ومقاومة المناعة. لكن يشير خبراء المركز أن الأدلّة المتوفرة حتى الآن ليست كافية لتحديد الهويّة الكاملة لهذا المتحوّر، ويدعون إلى التعامل بحذر مع البيانات الواردة من المملكة المتحدة، مستبعدين أن يصبح المتحّور السائد بدلاً عن «دلتا». ويقول برنار شاربونو مدير قسم مراقبة الأوبئة في المركز: «نظراً لكون هذا المتحور متفرّعاً عن متحوّر معروف، وليس جديداً، من المتوقع أن تكون مواصفاته شبيهة بمواصفات المتحور الذي تفرّع عنه. ولا نعرف بعد إذا كان هو الذي سيسود في الأشهر المقبلة، أم سيختفي، أم أن الاثنين سيتعايشان لفترة من الزمن قبل أن يسيطر أحدهما على الآخر».
وكان التقرير الأخير الصادر عن الوكالة البريطانية للأمن الصحي أفاد أن السلطات الصحية تستبعد في الوقت الحاضر أن يكون هذا المتحّور الفرعي أشد فتكاً من «دلتا»، وأن القرائن المتوفّرة إلى الآن لا تدّل على أنه يقاوم المناعة اللقاحية أكثر من «دلتا». ويذكر أن قاعدة البيانات الدولية لتسلسل الفيروسات البشرية Gisaid أفادت عن رصد هذا المتحّور في أكثر من 30 بلداً حتى الآن.
ويرجّح شاربونو أن الارتفاع الذي تشهده بريطانيا في عدد الإصابات الجديدة ليس ناجماً عن هذا المتحّور الفرعي، بل إلى رفع القيود والتدابير الوقائية والعودة الكاملة إلى دورة الحياة العادية. ويذكّر بأن المملكة المتحدة التي لم تتجاوز تغطيتها اللقاحية 67 في المائة من السكان الذين تناولوا الدورة الكاملة، سمحت بعدم ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المغلقة واعتمدت حزمة من التدابير استناداً إلى معايير سياسية واقتصادية في ظل تغطية لقاحية متدنية، الأمر الذي يجعل من المشهد الوبائي فيها مختلفاً عن البلدان الأوروبية الأخرى وأكثر تعقيداً.
وكان تقرير منظمة الصحة أشار إلى أنه يتعيّن على السلطات الصحية التعوّد على ظهور المتحورات الجديدة، «لأنه مع ازدياد الضغط المناعي الذي يتولّد من اللقاحات، سيبحث الفيروس عن منافذ أخرى للسريان عبر التحوّر وتغيير مواصفاته».
وتقول كلاوديا مونتي، رئيسة قسم العلوم الوبائية في جامعة بادوا الإيطالية: «صحيح أن نهاية الجائحة أصبحت قريبة، لكن هذا الفيروس سيبقى معنا لسنوات كثيرة. وعندما تصبح التغطية اللقاحية شاملة، سيتحّور بسرعة ويجبرنا على إعادة تطوير اللقاحات بطريقة مختلفة. والحماية التي توفّرها اللقاحات اليوم هي ضد خطورة الإصابة، وليس ضدها، والمتحورات الجديدة ستفرض علينا العودة إلى تناول اللقاحات».


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
TT

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

انتقد سكان غاضبون في أحد أحياء جزيرة مايوت، المتضرّرة من إعصار «تشيدو»، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لكنه رد عليهم بأن الوضع كان من الممكن أن يكون «أسوأ» لولا فرنسا، وذلك في أثناء جولته في الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي.

وبعد نحو أسبوع على وصول الإعصار، وضع نقص المياه الصالحة للشرب أفقر أقاليم فرنسا وراء البحار في موقف عصيب. وصاح أحد الرجال في ماكرون: «سبعة أيام وأنت غير قادر على توفير المياه للسكان!».

وقال ماكرون، أمام الحشد في حي باماندزي، مساء الخميس: «لا تثيروا الناس بعضهم ضد بعض. إذا أثرتم الناس بعضهم ضد بعض فسنصبح في ورطة».

وأضاف الرئيس الفرنسي: «أنتم سعداء الحظ بوجودكم في فرنسا. لولا فرنسا لكنتم في وضع أسوأ بكثير، بعشرة آلاف مرة، لا مكان في المحيط الهندي يتلقى الناس فيه قدراً أكبر من المساعدات»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وواجه ماكرون في الماضي متاعب في أحيان كثيرة، بسبب تصريحات عفوية قالها في العلن للجمهور، وعدّها كثيرون من الفرنسيين جارحة أو استعلائية، وأسهمت في تراجع شعبيته بشدة على مدى سنواته السبع في سدة الرئاسة.

وفي فرنسا، انتهز نواب المعارضة هذه التعليقات، الجمعة، وقال النائب عن حزب التجمع الوطني اليميني المتشدد، سيباستيان تشينو: «أعتقد أن الرئيس لم يجد الكلمات المناسبة بالضبط لتهدئة مواطنينا في مايوت الذين يشعرون دائماً، مع هذا النوع من العبارات، بأنهم يُعامَلون بأسلوب مختلف».

وقال النائب اليساري المتشدد، إريك كوكريل، إن تعليق ماكرون «جارح (للكرامة) تماماً».

وعندما سُئل ماكرون عن هذه التعليقات، في مقابلة أُجريت معه، الجمعة، قال إن بعض الأشخاص في الحشود كانوا من الناشطين السياسيين في «التجمع الوطني»، وإنه أراد مواجهة التصور الذي تروّجه المعارضة ومفاده بأن فرنسا أهملت مايوت.

وقال ماكرون، في مقابلة مع قناة «مايوت لا بريميير»: «أسمع هذا الكلام (الذي يتماشى مع موقف) التجمع الوطني وبعض الأشخاص الذين أهانونا أمس، والذي يقول إن (فرنسا لا تفعل شيئاً)».

وأضاف: «الإعصار لم تقرره الحكومة. فرنسا تبذل جهوداً كثيرة. ويتعيّن علينا أن نكون أكثر كفاءة، لكن الخطب المثيرة للشقاق والفتنة لن تساعدنا على تحقيق أهدافنا».

دمار في منطقة ميريريني بمايوت (أ.ب)

ولم يستطع المسؤولون في أفقر الأراضي الفرنسية ما وراء البحار سوى تأكيد مقتل 35 شخصاً فقط جرّاء إعصار «تشيدو»، لكن البعض قالوا إنهم يخشون من أن يكون آلاف لقوا حتفهم.

ولم يتمكن عمال الإنقاذ بعد من الوصول إلى بعض الأحياء الأكثر تضرراً في مايوت، وهي مناطق عشوائية على سفوح التلال تتألّف من أكواخ متداعية تؤوي مهاجرين غير موثقين.