«موديرنا» يحمي سجناً أميركياً من «دلتا»

اللقاح منع العدوى المصحوبة بأعراض بنسبة 84 %

TT

«موديرنا» يحمي سجناً أميركياً من «دلتا»

عندما ضرب متغير «دلتا» من فيروس «كورونا» المستجد سجن «سييرا» للرجال في كاليفورنيا، كان نزلاء السجن الذين تلقوا لقاح «موديرنا» محميين جيداً من العدوى المصحوبة بأعراض، وفقاً لبحث بقيادة جامعة ستانفورد.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين»، أنه في الرجال الذين أُصيبوا سابقاً بـ«كوفيد - 19»، أدت جرعتان من اللقاح إلى حماية إضافية وكبيرة ضد متغير «دلتا».
والدراسة هي واحدة من أولى الدراسات التي قامت بتحليل فاعلية التطعيم في أثناء تفشي متغير «دلتا». ووجد الباحثون أنه على الرغم من أن فاعلية اللقاح المقدرة ضد العدوى (56.6%) كانت أقل بكثير من تلك الموجودة في الدراسات التي أُجريت قبل ظهور متغير «دلتا»، فإن الحماية من العدوى المصحوبة بأعراض ظلت مرتفعة (84.2%)، وفي الرجال الذين أُصيبوا سابقاً بـ«كوفيد - 19»، قلل اللقاح من خطر الإصابة اللاحقة بنسبة 80.5%.
كما أشارت الدراسة إلى أنه خلال ذروة الوباء، أُصيب الأشخاص المسجونون بفيروس «كورونا» بمعدل أعلى بخمس مرات من عموم السكان في البلاد.
وقالت الدكتورة إليزابيث تشين، المؤلفة الرئيسية للدراسة: «رغم أننا اكتشفنا فاعلية عالية للقاح في دراستنا، فإن تفشي المرض يؤكد أن السجناء لا يزالون يواجهون مخاطر وباء (كوفيد - 19) والاعتماد على التطعيم وحده لا يكفي لمنع تفشي المرض بين هذه الفئة السكانية الضعيفة».
وتشدد تشين على أنه يجب على مسؤولي السجن إعطاء الأولوية ليس فقط للجهود المبذولة لزيادة تغطية اللقاح بين المقيمين والموظفين، لكن أيضاً لتكثيف الاستراتيجيات غير الصيدلانية مثل الإخفاء والاختبار وتقليل حجم وكثافة النزلاء في مرافقهم الإصلاحية، بالنظر إلى المتغيرات شديدة الانتشار.
ولم يتم اكتشاف أي إصابات بفيروس «كوفيد - 19» بين نزلاء سجن سييرا بين 23 أبريل (نيسان) و15 يوليو (تموز) 2021، ولكن بدأ تفشي المرض بشدة مع ظهور متغير «دلتا» في 16 يوليو.
ومن 16 يوليو حتى 15 أغسطس (آب)، تابع الباحثون الإصابات بين ربع الرجال المسجونين (827 من 3221 نزيلاً)، ومن بين هؤلاء النزلاء تم تطعيم 468 شخصاً بالكامل بـ«موديرنا» و359 لم يتم تلقيحهم (التطعيم لكل من الموظفين والمقيمين طوعيّ في المرافق الإصلاحية في كاليفورنيا).
وجد الباحثون 122 إصابة مؤكدة: 75 في النزلاء غير المطعمين، و47 في النزلاء الذين تم تطعيمهم، ومن بين تلك الإصابات وجدوا 27 حالة مصحوبة بأعراض «23 في غير المطعمين وأربعة من المطعمين»، وكان هناك نزيل واحد غير محصن دخل المستشفى.
ويقول جوشوا سالومون، أستاذ السياسة الصحية وكبير مؤلفي الدراسة، في تقرير نشره موقع جامعة ستنافورد في 27 أكتوبر (تشرين الأول): «تُظهر دراستنا أن التطعيم لا يزال يوفر حماية قوية، حتى مع متغير (دلتا)، بما في ذلك حماية قوية للأشخاص الذين أُصيبوا من قبل، وهناك كثير من أنظمة السجون في جميع أنحاء البلاد التي تتمتع بتغطية تطعيم أقل بكثير من كاليفورنيا، لذا فإن هذا التفشي يذكّرنا بمدى أهمية زيادة معدلات التغطية، جنباً إلى جنب مع إجراءات التخفيف الأخرى».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».