واشنطن تفرض عقوبات على نائب ورجلي أعمال لبنانيين بشبهة الفساد

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
TT
20

واشنطن تفرض عقوبات على نائب ورجلي أعمال لبنانيين بشبهة الفساد

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم (الخميس)، عقوبات على النائب اللبناني جميل السيد، ورجلي الأعمال جهاد العرب وداني خوري، بشبهة «الفساد، والمساهمة في تقويض حكم القانون في لبنان»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت وزارة الخزانة في بيان أن كلاً من الرجال الثلاثة «استفاد شخصياً من الفساد والمحسوبية المستشريين في لبنان لجمع ثروات شخصية على حساب الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة».
وأضاف البيان: «بينما يواجه الشعب اللبناني صعوبات يومية للحصول على سلع وخدمات عامة، مثل الأدوية والكهرباء والمواد الغذائية، في ظل أزمة اقتصادية مدمرة غير مسبوقة، يتصرّف أفراد من الطبقة السياسية اللبنانية مع محسوبين عليهم، من دون عقاب، لتحقيق الثروات الشخصية وإخفائها».
وأوضحت السلطات الأميركية أن النائب جميل السيد المقرب من «حزب الله»، «سعى إلى الالتفاف على السياسات والقوانين المصرفية الوطنية»، و«قد ساعده مسؤول حكومي رفيع المستوى على تحويل أكثر من 120 مليون دولار إلى استثمارات في الخارج».

وجميل السيّد هوضابط سابق في الجيش برتبة لواء، والمدير السابق للمديرية العامة للأمن العام، وكان يُعد بالنسبة لكثيرين رجل دمشق الأول في لبنان في زمن الوصاية السورية.
وسجن السيد 4 سنوات إثر الاشتباه في ضلوعه بعملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وأطلق سراحه لاحقاً من دون توجيه أي اتهامات له.
وجاء في بيان وزارة الخزانة الأميركية: «خلال مظاهرات عام 2019، وعندما تجمّع محتجون أمام منزله للمطالبة باستقالته واصفين إياه بأنه فاسد، دعا السيد السلطات إلى إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم».
وفي تغريدة الخميس بعد إعلان فرض هذه العقوبات عليه، كتب جميل السيد: «اليوم لن يكون لي تعليق على ما يسمى العقوبات الأميركية»، داعياً وسائل الإعلام إلى مؤتمر صحافي ظهر غد (الجمعة) في بيروت.
أما جهاد العرب؛ المقرّب من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، فقد حاز «بسبب علاقاته السياسية الوثيقة» مناقصات عدة بقيمة «مئات ملايين الدولارات مع تضخيم الفواتير المقدمة للحكومة» في مقابل «رشى دفعها إلى مسؤولين حكوميين». ومن بين هذه الصفقات، «عقد لمواجهة أزمة النفايات في بيروت عام 2016، إلا إنه لم ينجح في تقديم حل لهذه المشكلة الكبيرة».
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن العرب «حاز مناقصتين بقيمة 200 مليون دولار بعد توسطه للتوصل إلى صفقة سياسية عام 2014 تمهيداً للانتخابات».
وجهاد العرب من أبرز المقاولين في لبنان، وتعهدت شركته «الجهاد للمقاولات اللبنانية» خلال السنوات الماضية مشاريع ضخمة في لبنان؛ قسم كبير منها بموجب عقود مع الدولة.
وتعرّض بعد بدء حركة الاحتجاجات الشعبية بلبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، لحملة تتهمه بالفساد. وأعلن في يونيو (حزيران) إقفال جميع أعماله في لبنان، متحدثاً عن «هجوم وتحريض وافتراءات» ضده وضد أفراد عائلته.
واتهمت وزارة الخزانة الأميركية داني خوري بكسب ملايين الدولارات من خلال مناقصات «مع فشله في احترام شروط هذه العقود بشكل واسع».
وداني خوري مقرب من النائب جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية وزعيم «التيار الوطني الحر»، وسبق لواشنطن أن فرضت عقوبات على باسيل بشبهة الفساد أيضاً.
ورأت وزارة الخزانة الأميركية أن خوري استفاد من علاقاته بجبران باسيل للحصول على عقود كبيرة. وأضافت: «اتهم خوري وشركته بطمر نفايات سامة في البحر المتوسط، ما أدى إلى تسميم مصائد الأسماك وتلويث شواطئ لبنان، في حين فشل في إيجاد حل لأزمة النفايات».
وداني خوري هو متعهد سد بسري (جنوب لبنان) الذي ووجه بناؤه بحملة شعبية لوقفه منعاً للإضرار بالبيئة في محيطه. ونجحت الحملة في دفع البنك الدولي إلى إعلان تعليق تمويل بناء السد إلى حين تبيان الحقائق.
وعلّق باسيل على العقوبات المفروضة على خوري عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «الظلامة الدولية لا ترحم! داني خوري لا هو شريك لي في السياسة، ولا أنا شريك له في الأعمال؛ لم أسعفه مرة في أشغاله، ولا هو استفاد يوماً من معرفته بي في الجامعة».
وبموجب العقوبات، تجمّد كل ممتلكات ومصالح الرجال الثلاثة المحتملة في الولايات المتحدة؛ أكانت حسابات مصرفية أو ممتلكات عقارية أو أصول أخرى؛ على ما جاء في بيان وزارة الخزانة.
وتمنع هذه العقوبات المواطنين والشركات الأميركية؛ بما فيها المؤسسات المالية التي لها وجود في الولايات المتحدة، من التعامل معهم، مما يحد من إمكان استفادتهم من الشبكات المالية والتجارية العالمية.
وبرّرت وزارة الخزانة فرض هذه العقوبات بقولها إن «الفساد قوّض حكم القانون والحكومة السليمة في لبنان الغارق في أزمة سياسية واقتصادية حادة جداً».
ويتخبط لبنان في أزمة اقتصادية صنفها البنك الدولي من الأسوأ في العالم منذ 1850، وانهار سعر صرف الليرة اللبنانية، فيما يعاني اللبنانيون في حياتهم اليومية من تضخم جامح مع ارتفاع هائل في أسعار المحروقات، ومن انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي، فضلاً عن تجميد أموالهم في المصارف.
وتحض واشنطن والمؤسسات المالية العالمية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، السلطات اللبنانية على إجراء إصلاحات شاملة، إلا إن الانقسامات السياسية الحادة تستمر في تعطيل أي تقدم.


مقالات ذات صلة

الإفراج عن الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

آسيا الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يسير في الشارع عقب إطلاق سراحه من مركز احتجاز في سيول (رويترز) play-circle

الإفراج عن الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

أفرجت السلطات في كوريا الجنوبية اليوم (السبت) عن الرئيس المعزول يون سوك يول الذي غادر مركز التوقيف سيراً، وانحنى مطولاً أمام جمع من مناصريه.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق برنار سكوارسيني (يمين) خلال جلسة استماع في محاكمته التي يتهم فيها مع تسعة آخرين بالتجسس على صحيفة «فقير» الفرنسية ومالكها لمجموعة «إل في إم أش» LVMH الفرنسية الفاخرة - باريس 28 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

حكم بالسجن 4 سنوات للرئيس السابق للاستخبارات الداخلية الفرنسية بتهمة استغلال نفوذه

قضت محكمة في باريس، الجمعة، بحبس الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الداخلية الفرنسية أربع سنوات، بينها اثنتان مع وقف التنفيذ، بتهمة استغلال نفوذه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا الرئيس الكوري الجنوبي المقال يون سوك يول (أ.ف.ب) play-circle

رغم الحكم القضائي بالإفراج عنه... الرئيس الكوري الجنوبي المقال لا يزال مسجوناً

لا يزال الرئيس الكوري الجنوبي المقال يون سوك يول في السجن، اليوم (الجمعة)، رغم قرار بالإفراج عنه صادر عن محكمة سيول في اليوم نفسه.

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يحضر جلسة محكمة في سيول (إ.ب.أ) play-circle

الرئيس الكوري الجنوبي خلال محاكمته: أردت منع «ديكتاتورية تشريعية»

أكد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول المتهم بـ«التمرّد» لمحاولته فرض الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي أنّه أراد منع «ديكتاتورية تشريعية»

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا الرئيس الكوري الجنوبي الموقوف عن العمل يون سوك يول (رويترز) play-circle

سيول: مسؤول ينفي اتهامات الرئيس الموقوف عن العمل بتزوير الانتخابات

دافع الأمين العام للجنة الانتخابات الوطنية في كوريا الجنوبية اليوم (الثلاثاء) عن نزاهة الانتخابات التي أجرتها البلاد وسط اتهامات من الرئيس الموقوف عن العمل.

«الشرق الأوسط» (سيول)

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس (الثلاثاء) إن شركاء العمل الإنساني في ولاية شمال دارفور بغرب السودان يبلغون عن وضع صحي «مُزرٍ للغاية»؛ خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ومخيمات النازحين في المناطق المحيطة.

وأضاف المكتب في أحدث إفادة له، أن استمرار القتال «تسبب في موجات من النزوح، مما أدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل، والذي يكافح لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية للناس».

وأوضح أن أكثر من مائتي منشأة صحية في الفاشر لا تعمل، وأن هناك نقصاً حاداً في الموظفين الطبيين والأدوية الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة.

وذكر «أوتشا» أن شركاء العمل الإنساني يحاولون توفير الإمدادات الطبية؛ لكن انعدام الأمن والقيود على الوصول ما زالت تعرقل عملهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة من النزاع في السودان «لم تعد تعمل، مما ترك الملايين من دون رعاية صحية».

وقال المكتب الأممي إن النظام الصحي في السودان تعرض لهجوم بشكل متواصل، وإنه حتى منتصف فبراير (شباط)، سجلت منظمة الصحة ما يقرب من 150 هجوماً على الرعاية الصحية في السودان منذ بدء الحرب هناك: «لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير».

وناشد «أوتشا» أطراف الصراع «ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام وفي الوقت المناسب، للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للدعم المنقذ للحياة»، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة.