ما السبب الحقيقي وراء مهاجمة أسماك القرش البيضاء للبشر؟

تعاني الأسماك التي تهاجم راكبي الأمواج أو السباحين ضعفاً في البصر

سمكة قرش بيضاء كبيرة تسبح في مياه ماساتشوستس الأميركية (أ.ف.ب)
سمكة قرش بيضاء كبيرة تسبح في مياه ماساتشوستس الأميركية (أ.ف.ب)
TT

ما السبب الحقيقي وراء مهاجمة أسماك القرش البيضاء للبشر؟

سمكة قرش بيضاء كبيرة تسبح في مياه ماساتشوستس الأميركية (أ.ف.ب)
سمكة قرش بيضاء كبيرة تسبح في مياه ماساتشوستس الأميركية (أ.ف.ب)

لطالما كانت هناك نظريات مفادها أنه عندما تعض أسماك القرش البيضاء الكبيرة البشر، فإن هذه الحوادث مرتبطة بخطأ في تحديد الهوية لديها. أما الآن، فأظهر بحث جديد يحاكي الطريقة التي تنظر بها سمكة القرش إلى العالم أن ذلك قد يكون هو الحال بالفعل، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وجد باحثون من جامعة ماكواري الأسترالية في سيدني أن البشر الذين يسبحون أو يمارسون رياضة التجديف على الألواح يشبهون إلى حد كبير الفقمات وأسود البحر في عيون أسماك القرش البيضاء اليافعة.
وتعاني أسماك القرش التي تهاجم راكبي الأمواج أو السباحين، ضعفاً في البصر لدرجة أن علماء خلصوا إلى أنها تخطئ على الأرجح بينهم وبين فرائسها المعتادة مثل أسد البحر، على ما أظهرت دراسة حديثة.
وكتب معدو الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «إنترفايس» التابعة لـ«رويال سوساييتي»: «من وجهة نظر قرش أبيض، لا تسمح الحركة ولا الشكل بالتمييز البصري الواضح بين زعنفيات الأقدام والبشر». وخلصوا إلى أن عملهم «يدعم نظرية تعزو بعض هجمات أسماك القرش إلى الخطأ في التعريف».

وقال باحثون في بيان صحافي أمس (الأربعاء) إن أسماك القرش البيضاء الكبيرة، إلى جانب قرش الثور وقرش النمر، هي المسؤولة عن أكبر عدد من حوادث مهاجمة البشر.
وتعتبر هذه الأنواع من أكبر الأسماك المفترسة في العالم، وفقاً للصندوق العالمي للحياة البرية، ومن المعروف أنها تمزق فرائسها إلى قطع صغيرة، ومن ثم تقوم بابتلاعها بالكامل.
وجد باحثون من جامعة ماكواري في عام 2019 أن هجمات أسماك القرش للبشر نادرة، لكنها ارتفعت «بشكل كبير» على مدار العشرين عاماً الماضية. ولكن رغم سمعتها المخيفة، تعد أسماك القرش البيضاء الكبيرة من الأنواع المعرضة للخطر حيث تتناقص أعدادها باستمرار.
وقام الباحثون بدراسة ومقارنة مقاطع الفيديو تحت الماء للفقمة وأسد البحر والبشر الذين يسبحون بطرق مختلفة، جنباً إلى جنب مع العوامات عن تزلج البشر على ألواح بأحجام مختلفة، باستخدام الكاميرات الثابتة والمتنقلة.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، لورا راين، وهي باحثة في الأنظمة الحسية للحيوانات في مختبر علم الأحياء العصبية بجامعة ماكواري، في بيان: «لقد وضعنا كاميرا حول دراجة صغيرة تحت الماء، وقمنا بضبطها للسفر بسرعة إبحار نموذجية لأسماك القرش المفترسة».
باستخدام بيانات علم الأعصاب لسمك القرش، قام الباحثون بعد ذلك بتطبيق المرشحات على لقطات الفيديو وإنشاء برامج نمذجة من شأنها محاكاة الطريقة التي يرى بها القرش الأبيض الصغير حركات وأشكال الكائنات المختلفة.
وأكد الباحثون أن البشر الذين يسبحون ويستخدمون ألواح التزلج على الأمواج يحملون تشابهاً قوياً مع الفقمة وأسد البحر في عيون أسماك القرش البيضاء، مما يدعم نظرية «الهوية الخاطئة» وراء بعض حوادث العض.
وأشار العلماء إلى إن معظم أسماك القرش مصابة بعمى الألوان، مما يعني أن الألوان على ألواح التزلج على الأمواج وبدلات الغوص لا تحدث فرقاً كبيراً عندما يتعلق الأمر برؤية أسماك القرش للإنسان في الماء.
وأضافت راين: «يمكن أن يساعدنا فهم سبب مهاجمة أسماك القرش للبشر في إيجاد طرق لمنع هذه الحوادث، مع الحفاظ على أمان كل من البشر وأسماك القرش معاً».
ومن منظور سمكة قرش بيضاء صغيرة، يبدو من شبه المستحيل التمييز بين إشارات حركة السباحين أو راكبي الأمواج وتلك الصادرة عن الطرائد الحيوانية، بحسب الدراسة.
وسيحاول الباحثون تحديد ما إذا كان يمكن لتغيير الإشارات المرئية للفريسة المحتملة أن يشكّل أسلوباً فعالاً للحماية من أسماك القرش البيضاء، وفق الباحثة.


مقالات ذات صلة

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

المشرق العربي ناشطون من جمعية Animals Lebanon ومعهم أقفاص فيها قطط أنقذوها من الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

يعتمد نازحون لبنانيون على جمعيات ومتطوعين لمساعدتهم على إنقاذ حيواناتهم الأليفة التي تركوها في أحيائهم المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق العناكب كابوسية هنا ولطيفة هناك (غيتي)

عشاق العناكب في كولورادو: كائنات أليفة وليست كابوسية

إنه موسم تزاوج العناكب، فتخرج الذكور من جحورها بحثاً عن شريكة، ويتوافد المئات من عشاقها إلى بلدة لا جونتا الزراعية الصغيرة لمشاهدتها بأعداد غفيرة.

«الشرق الأوسط» (لا جونتا (كولورادو الأميركية))
يوميات الشرق البشر والكلاب لديهم أنظمة معالجة صوتية مختلفة (جامعة إيوتفوس لوراند)

طريقة جديدة لمساعدة الكلاب على فهم كلام البشر

أظهرت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة جنيف في سويسرا، أن البشر يتحدثون بمعدل أسرع بكثير من الكلاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق للصدمة أشكال عدّة (مواقع التواصل)

ثعبان عملاق يُنغّص على بريطانية استمتاعها باحتساء القهوة

أُصيبت بريطانية بصدمة كبيرة بعد اكتشافها ثعباناً من فصيلة الأصلة العاصرة، طوله 5.5 قدم (1.6 متر) مختبئاً في حديقة منزلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شعور الفقد قاسٍ جداً (أ.ب)

رحلة غامضة لقطّ تائه قطع 900 ميل ليعود إلى بيته في كاليفورنيا

خرج قطّ رمادي يمضي أيامه ما بين الزيارات إلى الشاطئ والرحلات إلى البحيرة، في أكبر مغامرة له بمفرده قطع فيها مئات الأميال من ولاية وايومنغ الأميركية إلى منزله.

«الشرق الأوسط» (لندن)

القبض على رجل في مطار مانشستر بسبب «صعوده على متن الطائرة الخطأ»

طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)
طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)
TT

القبض على رجل في مطار مانشستر بسبب «صعوده على متن الطائرة الخطأ»

طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)
طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت»... (رويترز)

قالت شركة الطيران البريطانية «إيزي جيت» إن رحلة جوية تأخرت بمطار مانشستر بعد أن صعد رجل إلى الطائرة «بشكل غير صحيح».

وعلمت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» أن أحد الركاب المغادرين من المطار كان من المقرر أن يسافر على متن رحلة أخرى لشركة «إيزي جيت»، لكنه تمكن من الدخول إلى الرحلة المتجهة إلى ميلانو، مساء (الجمعة)، عن طريق الخطأ.

واضطر جميع الركاب إلى النزول من الطائرة، بينما أُجريت عمليات تفتيش أمنية إضافية وفقاً للإجراءات المتبعة.

وقالت شرطة مانشستر إن رجلاً «صعد على متن رحلة جوية دون الوثائق الصحيحة».

ولم يُعثر على أي شيء مشبوه على متن الطائرة، ولم تكن هناك أي إشارة إلى أن الأمر له علاقة بالإرهاب.

وقال متحدث باسم شركة «إيزي جيت» إن الرحلة «كانت عُرضة لفحوص أمنية إضافية، بما يتماشى مع الإجراءات؛ بسبب صعود أحد الركاب إلى الطائرة بشكل غير صحيح».

وأضاف: «السلامة والأمن هما الأولوية القصوى، ولذلك سنعمل الآن مع شريكنا الأرضي في مطار مانشستر لفهم كيفية تمكنه من ركوب الطائرة».

وقال متحدث باسم الشرطة إن رجلاً في العشرينات من عمره أُلقي القبض عليه للاشتباه في تعمد إخفائه لغرض «حمله على متن طائرة دون موافقة، والتسبب عمداً أو بتهور في حادث إزعاج عام».

وأوضح المتحدث باسم «إيزي جيت» أن الشركة «غير قادرة على تقديم مزيد من التفاصيل بينما (التحقيق مستمر)».