مصر: لا أثر لتجدد حديث المصالحة مع «الإخوان»

مصدر أمني رفض «ادعاءات» سجناء التنظيم بشأن «رسائل للدولة»

TT

مصر: لا أثر لتجدد حديث المصالحة مع «الإخوان»

بين الحين والآخر، يتجدد الحديث عن «رسائل مسربة لعناصر تنظيم الإخوان في السجون تتعلق بالمصالحة مع السلطات المصرية»، فيثير ضجيجاً على الساحة السياسية؛ لكن دون أي أثر على الأرض.
وبالأمس نفى مصدر أمني مصري «أكاذيب بشأن تمرير سجناء (الإخوان) رسائل للدولة المصرية بدعوى المصالحة». في حين أكد خبراء مصريون أنه «لا تصالح مع كل من خرج عن القانون، وتورط في أعمال إرهابية»، في إشارة لعناصر التنظيم بالسجون.
وأضاف الخبراء، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيم يشهد انقسامات كبيرة خاصة بين (إخوان الخارج)، ويحاول أن يتحدث بعيداً عن أزمة الانشقاقات والتلاسن المستمرة بين جبهتي إسطنبول ولندن».
وكانت منصات تابعة لـ«الإخوان» نشرت رسالة – قالت عنها إنها من شباب التنظيم داخل السجون – دعوا فيها إلى «مصالحة أو تسوية شاملة لإخراجهم من السجون، وحل أزمتهم بعيداً عن صراعات قياداتهم في الخارج».
وقبل نحو عامين أثير الحديث عن «رسائل مسربة لشباب الإخوان» تردد حينها أنها خرجت من داخل السجون المصرية - إلى المسؤولين في الدولة، طالبوا فيها بـ«العفو». وأعلنوا «رغبتهم في مراجعة أفكارهم التي اعتنقوها خلال انضمامهم للتنظيم».
وأعربوا حينها عن «استعدادهم التام للتخلي عنها، وعن العنف وعن ولائهم للتنظيم وقياداته». وشنّ وقتها إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان»، هجوماً على هؤلاء الشباب.
ونفى مصدر أمني مصري، أمس، «صحة (الادعاءات المغلوطة) التي يحاول أن يروج لها تنظيم (الإخوان الإرهابي)، بشأن قيام عناصره السجناء بتمرير رسائل لمؤسسات الدولة بدعوى المصالحة». وأكد أن «ما تم تداوله في هذا الشأن عار تماماً عن الصحة جملة وتفصيلاً».
من جانبه، قال مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق اللواء فاروق المقرحي، إن «المصالحة مع الإخوان فكرة يرفضها المجتمع المصري، فلا تصالح مع كل من خرج عن القانون، وتورط في أعمال إرهابية».
فيما أكد الخبير في شؤون الحركات الأصولية بمصر أحمد بان، أن «ظهور ادعاءات بشأن المصالحة من وقت لآخر يعكس حالة الحيرة لدى شباب التنظيم». وفي يناير (كانون الثاني) عام 2015، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن «المصالحة مع من مارسوا العنف (في إشارة ضمنية لتنظيم الإخوان)، قرار الشعب المصري، وليس قراره شخصياً».
وتأتي فكرة «المصالحة» وترويجها في وقت ما زالت أزمة الانقسامات بين قيادات الخارج تتسع، بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير القائم بعمل المرشد، خاصة عقب ما تردد عن إصدار منير – ما وصفه ببروتوكول - للتعامل مع المخالفين معه أي جبهة إسطنبول الذين وصفهم بـ«الساعين للفرقة»، وحسب مصدر مطلع تضمن البروتوكول «حصر الأفراد الذين يتزعمون حركة الخروج عن القيادة - جبهة لندن - وحصر أسماء المتعاطفين معهم ورفعها إلى مكتب لندن، وحصر المتأثرين بحديثهم وحججهم، وتصنيف درجة تأثره»، وكذا «إعفاء العضو الإخواني المسؤول الذي يتولى منصباً داخل التنظيم من أي مهام تربوية أو دعوية أو تنظيمية؛ حال إصراره على التعاطف وتأييد جبهة محمود حسين، وإيقافه وتحويله للجنة التحقيق للبت في أمره وفصله».
يشار إلى أن أزمة جبهتي لندن وإسطنبول تعود إلى يونيو (حزيران) الماضي، عندما أعلن منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وعزل محمود حسين آخرين، وتأجيل الانتخابات الداخلية لاختيار أعضاء مجلس شورى الجماعة، لمدة ستة أشهر، لتتصاعد الأزمة بإعلان محمود حسين عزل منير من منصبه كقائم بأعمال المرشد.


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.