دورة ثالثة من «مهرجان الشعر المغربي» في مراكش

دورة ثالثة من «مهرجان الشعر المغربي» في مراكش
TT

دورة ثالثة من «مهرجان الشعر المغربي» في مراكش

دورة ثالثة من «مهرجان الشعر المغربي» في مراكش

تنطلق غداً (الجمعة)، في مراكش، فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان الشعر المغربي»، الذي تنظمه «دار الشعر» بمراكش، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، في إطار التعاون بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب ودائرة الثقافة في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.
وتُقام فعاليات حفل الافتتاح بفضاء حديقة مولاي عبد السلام، بحضور عدد من الشخصيات التي تنتمي إلى عالم الثقافة والفنون والإعلام.
واختارت دار الشعر أن ترسخ هوية المهرجان من خلال الاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي وتنويع فقرات التظاهرة، ضمن حوارية الشعر مع الفنون، والانفتاح على أجيال وحساسيات وتجارب الشعر المغربي.
ويكرم المهرجان في دورة هذه السنة الشاعرة الحسانية فرحة منت الحسن الباحثة المهتمة بالتراث الحساني و«عميدة» أدب شعر «التبراع»، إلى جانب الشاعر والإعلامي والباحث الأمازيغي عمر أمارير صاحب أول أطروحة حول الشعر الأمازيغي إلى جانب حفرياته وأبحاثه العديدة في الثقافة والشعر الأمازيغي. كما اختارت هذه الدورة أن تحتفي بأحد رموز القصيدة المغربية الحديثة، الشاعرة ثريا مجدولين التي رسخت اسمها ضمن رائدات الشعر المغربي، فيما يشكل تكريم الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، أحد أعمدة فرقة «جيل جيلالة»، لحظة احتفاء خاصة بالذاكرة الجماعية للفن المغربي، فيما ستحيي هذه الفرقة الشهيرة، التي تأسست في 1972 حفل الافتتاح، إلى جانب تقاسيم على آلة القانون لهبة مكاوي.
ويقص معرض ملصقات «خمس سنوات من تجربة دار الشعر بمراكش» فعاليات الافتتاح، الذي يشهد تقديم تقريري لجنتي التحكيم حول «أحسن قصيدةُ و«النقد الشعريُ في دورتها الثالثة مع تتويج الفائزين، إلى جانب تنظيم الجلسة الشعرية الأولى، بمشاركة الشعراء جمال أماش وإكرام عبدي وعبد الرحمن أحمو.
وتتواصل فعاليات التظاهرة في يومها الثاني بتنظيم «منتدى المهرجان»، الذي اختار محوراً راهنياً تحت عنوان «الشعر وأسئلة القيم»، من خلال جلسة يترأسها الناقد الدكتور أحمد قادم، بمشاركة النقاد زهور كرام ومحمد أبو العلا وبوزيد لغلا.
وضمن لقاء «محاورات» مع مكرمي الدورة، يلتقي جمهور المهرجان مع الشاعرة الحسانية فرحة منت الحسن، والشاعر والباحث والإعلامي الأمازيغي عمر أمارير، في لقاء مفتوح تقدمه الشاعرة والإعلامية فاطمة يهدي. فيما تتواصل القراءات الشعرية ضمن «نبض القصيدة»، بمشاركة الشعراء فاتحة صلاح الدين وإدريس علوش ومليكة العلوي، تليها فقرة «أبجديات وموسيقى» ضمن حوار شعري موسيقي يجمع الشاعر صلاح الوديع والفنان حسن شيكار، تسهر الناقدة عتيقة السعدي على تقديم فقراتها، فيما سيكون في المصاحبة الموسيقية ثلاثي مجموعة سعيد الشرايبي، برئاسة الفنان خالد إصباح.
وستتواصل التظاهرة، الأحد، بقراءات شعرية ضمن فقرة «قصيدة مغربية»، بمشاركة الشاعر الحساني علي الصياد والزجال أمين زكنون والشاعرة الأمازيغية صفية عز الدين والشاعر رضوان صابر، وذلك ترسيخاً لهوية وشجرة الشعر المغربي المتعددة. فيما يسهر كل من الفنان محمد رشيد لمفرج والفنانة فاطمة لمغاري على تقديم فقراتها الموسيقية، ويقوم بتسييرها الشاعر إدريس الملياني، مع تتويج المشاركين في ورشات الكتابة الشعرية (الموسم الثالث والرابع) في صنفي (الأطفال واليافعين والشباب). وضمن فقرة «محاورات» مكرمي الدورة، يتجدد اللقاء مع الشاعرة ثريا مجدولين والفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، فيما يسهر الشاعر نجيب خداري على إضاءة مساراتهما وبعض من فصول مسارات تألقهما الإبداعي.
ويُختتم المهرجان بفقرة «رؤى شعرية»، مع الشعراء حفيظة بلفارسي ومحمود عبد الغني وسعيد كوبريت وهدى الفشتالي، فيما يسهر «ثلاثي الأندلس»، بمشاركة الفنانة السعدية ضياف، على إضفاء ملمس فني لفقرة يقدمها الشاعر مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب، يليها «أبجديات وكوريغرافيا» للشاعر فتح الله بوعزة، والفنان المسرحي فيصل كمرات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».