«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» يقدم لجمهوره باقة من الكنوز السينمائية العالمية

لقطات من الأفلام المعروضة (الشرق الأوسط)
لقطات من الأفلام المعروضة (الشرق الأوسط)
TT

«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» يقدم لجمهوره باقة من الكنوز السينمائية العالمية

لقطات من الأفلام المعروضة (الشرق الأوسط)
لقطات من الأفلام المعروضة (الشرق الأوسط)

كشف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، اليوم (الأربعاء)، عن الأفلام الثمانية التي سيتم عرضها ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»، في دورته الافتتاحية من 6 - 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقد جرى تخصيص البرنامج للاحتفاء بأفلام كلاسيكية حاصلة على جوائز، تركت بصمتها في ذاكرة المشاهدين؛ سواء أكانت عربية أم عالمية، والتي سيجري عرضها لإعادة اكتشافها وتقديمها من جديد.
وقال إدوارد وينتروب، المدير الفني لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»: «رغم أن البرنامج مخصص للأعمال الكلاسيكية، فإنها تعرض على الشاشة الكبيرة لأول مرة في المملكة، وبهذا فإن البرنامج هو للاحتفاء بهذه الأعمال الخالدة، ولتقديمها أمام الجيل الجديد من المشاهدين والمبدعين والمخرجين، لتلهمهم كما ألهمت الأجيال السابقة».
وفي السياق ذاته، أكّد أنطوان خليفة، مدير «البرنامج العربي والأفلام الكلاسيكية» في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» على أن «هذه الأفلام لا تقتصر على الكلاسيكيات العربية، بل تضم أيضاً روائع سينمائية من جميع أنحاء العالم».
وأضاف: «تهدف (مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي) إلى المحافظة على الموروث السينمائي، لذا تسعدنا المساهمة في ترميم وإعادة إحياء العديد من الروائع العربية والعالمية، فيما يوفر المهرجان فرصة للاحتفاء بهذه الأعمال، وإعادة اكتشافها، والاستلهام من روح التجديد والابتكار التي قدمتها، فهي جديرة بالمشاهدة والإعجاب اليوم، تماماً مثلما كانت حين عُرضت لأول مرة».
ومن المقرر أن يعرض البرنامج فيلم «حرب الفراولة» (1994) للمخرج المصري الكبير خيري بشارة، وفيلم «قليل من الحب كثير من العنف» (1995) للمخرج رأفت الميهي.
ومن الهند؛ الفيلم الناطق بالبنغالية «إله الفيل» (1979) وهو واحد من أشهر الأفلام لواحد من أهم المخرجين هو ساتياجيت راي، ومن مصر أيضاً، فيلم «دعاء الكروان» (1959) للمخرج القدير هنري بركات، عن رواية للأديب الكبير طه حسين.
كما يعرض البرنامج أول فيلم روائي طويل للمخرجة السعودية هيفاء المنصور «وجدة» (2012)، وهو أول فيلم يمثّل السعودية في «جوائز الأوسكار»، إضافة إلى ترشيحه لجائزة «أفضل فيلم أجنبي» في حفل توزيع «جوائز الأكاديمية البريطانية (بافتا)» لعام 2014.
ويعرض أيضاً فيلم «الاختيار» (1971) وهو تحفة سينمائية وواحد من أهم أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين عن رواية للأديب الحاصل على «جائزة نوبل» نجيب محفوظ، وقد قامت «مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» بإعادة ترميم الفيلم بدعم من وزارة الثقافة المصرية عام 2020.
ويقدّم المخرج والكاتب الفرنسي تيري فيرمو فيلمه الوثائقي «لوميير!» (2016) حيث يأخذ المشاهد إلى ميلاد السينما على يد الأخوين لوميير، ويسلط الضوء على الأبعاد التي تحتلها السينما في حياتنا اليومية. يُذكر أن تيري هو مدير «معهد لوميير» ومهرجان «كان» السينمائي الدولي.
ومن المنتظر أن تشهد الدورة الافتتاحية لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» تكريم جان بول بيلموندو، الذي يعدّ من أشهر الممثلين الفرنسيين بفضل أدواره الخالدة في أفلام مثل «حتى انقطاع النفس» (1960) للمخرج الكبير جان لوك غودار رائد «حركة الموجة الجديدة»، إضافة إلى أفلام مثل «ذلك الرجل من ريو» (1964) و«رحلة طفل مدلل» (1988)... وغيرها كثير، حيث تضم مسيرته أكثر من 80 عملاً. سيعرض المهرجان فيلماً يضم مقاطع من أهم أدواره من إعداد «معهد لوميير»، إضافة إلى عرض نسخة مرممة من فيلم «بييرو المجنون» (1965).
فيلم «بييرو المجنون» (1965) للمخرج جان لوك غودار مقتبس من رواية «الهوس» بقلم ليونيل وايت، وقد تم اختياره لتمثيل فرنسا في الدورة الثامنة والثلاثين من «جوائز الأكاديمية (الأوسكار)». يروي قصة رجل متزوج من امرأة غنية، يقرر فجأة الهرب للعيش مع حبيبته السابقة، فينطلق برحلة عبر فرنسا في فيلم يجمع بين الكوميديا والموسيقى والدراما السوداء والميلودراما.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.