أنقرة تبحث مع فصائل موالية عملية عسكرية شمال سوريا

البرلمان التركي يقر مذكرة لتمديد التدخل في الخارج

TT

أنقرة تبحث مع فصائل موالية عملية عسكرية شمال سوريا

كشفت وسائل إعلام تركية عن اجتماع تحضيري لعملية عسكرية محتملة لوحت بها أنقرة لضرب مناطق سيطرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، في وقت تواصل قواتها القصف على بعض المواقع في شرق الفرات، بالتزامن مع تعزيز قواتها في إدلب وسط تصاعد هجمات قوات النظام السوري.
وأقر البرلمان التركي، أمس، مذكرة قدمتها الحكومة التركية الأسبوع قبل الماضي، بتوقيع الرئيس رجب طيب إردوغان، تطلب فيها تمديد الصلاحية الممنوحة له لتكليف القوات التركية بمواصلة العمليات العسكرية في سوريا والعراق لمدة عامين اعتبارا من 30 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وأعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أنه سيصوت بالرفض على تمديد الوجود العسكري التركي في سوريا والعراق. وطالب رئيس الحزب، كمال كليتشدار أوغلو، إردوغان بإرسال نجله بلال للقتال في سوريا، بدلا عن الجنود الأتراك الذين يقتلون هناك، لافتا إلى مقتل 33 جنديا تركيا في هجوم لقوات النظام في إدلب في فبراير (شباط) 2022، ومن المتوقع أن يقر البرلمان مذكرة الحكومة اعتمادا على أغلبية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.
وتواترت تقارير على مدى الساعات الماضية عن استدعاء تركيا قادة فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها إلى أنقرة، من أجل بحث تكتيكات العملية العسكرية المرتقبة في شمال سوريا، والتي تستهدف بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قسد، في تل رفعت ومنبج في حلب، إلى جانب عين عيسى وتل تمر بريف الحسكة.
ونقلت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة، عن مصادر أنه «تم تبادل المعلومات مع قادة فصائل الجيش الوطني الذين تم استدعاؤهم من مناطق (درع الفرات، غصن الزيتون ونبع السلام) في شمال وشمال شرقي سوريا، حول استراتيجية تكتيكات العملية العسكرية، التي سيتم تنفيذها بخطين رئيسيين وجيش قوامه 35 ألف شخص». وأضافت المصادر أنه تم تحديد مواقع وأعداد الجنود الذين سيخدمون في جبهات تل رفعت ومنبج وعين عيسى وتل تمر بريف الحسكة.
من جانبه، ذكر موقع «خبر 7»، أمس (الثلاثاء) أن الاستعدادات تتواصل للتدخل والقضاء على «الممر الإرهابي» في الشمال السوري، حيث تم الاجتماع مع قادة الجيش الوطني، واطلاعهم على خطة تنفيذ العملية التي سيشارك بها جيش قوامه 35 ألف مقاتل.
وأضاف أن اجتماع أنقرة بحث مسألة تنسيق الجبهة الأمامية والاستراتيجية التكتيكية للعملية التي سيتم تنفيذها، وتحديد مواقع وأعداد المقاتلين الذين سينتشرون في جبهات تل رفعت ومنبج وعين عيسى وتل تمر، حيث سيتم نشر مقاتلي الجيش الوطني من ذوي الخبرة الذين شاركوا في عمليات «غصن الزيتون»، «درع الفرات» و«نبع السلام»، كما ستدعم وحدات من القوات التركية الخاصة (الكوماندوز)، التي تخدم في العراق وسوريا هؤلاء المقاتلين في الأماكن الخطرة.
وأشار إلى أن تركيا تتابع عن كثب جميع تحركات قسد جواً وبراً قبل العملية التي لا تزال قيد الإعداد، حيث تم تحديد الأنفاق والمراكز اللوجيستية ونقاط النقل وأنظمة الاتصالات التي تم حفرها في تل رفعت والمناطق المحيطة بها، وكذلك في منبج وعين عيسى وتل تمر.
وأوضح الموقع أن السيطرة على مدينة عين العرب شرق حلب من بين الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية التركية الرابعة في شمال سوريا، من أجل قطع خط القامشلي - منبج - عين العرب، ولضمان الربط المباشر بين رأس العين وتل أبيض مع مناطق عملية «درع الفرات».
وذكر أن الجانبين التركي والسوري لفتا، خلال الاجتماع، الانتباه إلى أهمية الحدود العراقية - السورية والخط الساخن لـ«قسد» والأسلحة والذخيرة القادمة من المناطق القريبة من منبج وتل رفعت وعين عيسى خلال العملية، وضرورة منع الشحنات القادمة من ممر سنجار – جبل قنديل.
وهدد إردوغان، مؤخرا، بشن عملية عسكرية جديدة للقضاء على وجود الوحدات الكردية قرب حدود بلاده مع سوريا، وتوالت التصريحات التركية خلال الأسبوعين الماضيين بشأن العملية المحتملة دون تحديد ماهيتها أو المناطق التي ستنفذ فيها.
في السياق ذاته، واصلت القوات التركية قصفها البري على مناطق «قسد» وقوات النظام بريف تل تمر ضمن محافظة الحسكة.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس مقتل اثنين من عناصر الوحدات الكردية على يد عناصر من قوات الكوماندوز التركية، إثر محاولتهما استهداف منطقة عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا.
على صعيد آخر، دخل رطل عسكري تركي، أمس، مكون من 30 آلية تحمل كتلا إسمنتية ومعدات لوجيستية وذخيرة، من معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.