وعود البرهان أمام امتحان الشارع السوداني

انتهاء «استضافة» حمدوك... غضب أميركي ودرس خيار العقوبات وتنديد أوروبي

سودانيون يحاولون إغلاق شارع في الخرطوم احتجاجاً على قرارات الجيش (أ.ف.ب)
سودانيون يحاولون إغلاق شارع في الخرطوم احتجاجاً على قرارات الجيش (أ.ف.ب)
TT

وعود البرهان أمام امتحان الشارع السوداني

سودانيون يحاولون إغلاق شارع في الخرطوم احتجاجاً على قرارات الجيش (أ.ف.ب)
سودانيون يحاولون إغلاق شارع في الخرطوم احتجاجاً على قرارات الجيش (أ.ف.ب)

دافع قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أمس، عن سيطرة القوات المسلحة على السلطة، قائلاً إنه أطاح حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتجنب حرب أهلية. وقال البرهان، في مؤتمر صحافي، إن «حمدوك ضيف في منزلي بغرض حمايته، وهو ليس معتقلاً أو مختطفاً، وسيعود إلى بيته بعد هدوء الأوضاع». وبعد ساعات من المؤتمر الصحافي، أُطلق سراح حمدوك، وعاد إلى منزله في حي كافوري في الخرطوم بحري.
وأطلَق البرهان مجموعة وعود بتشكيل مجلس سيادي جديد، وحكومة مدنية من تكنوقراط، بعيدة عن أي حزب سياسي، إلا أن وعوده باتت أمام امتحان الشارع؛ إذ خرجت احتجاجات شعبية في الخرطوم والمدن الأخرى، تخللتها اشتباكات دموية، كما بدأت نقابات واتحادات مهنية أمس تنفيذ «العصيان المدني» الذي وعدت به.
في غضون ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس خيارات لمختلف الأدوات الاقتصادية المتاحة لها للرد على الانقلاب في السودان، وإنها على اتصال مع دول الخليج «للتنسيق مع جميع أصحاب المصلحة الذين نعتقد أن لهم نفوذاً في الخرطوم». وأضاف «نحن نؤمن بأهمية انتقال السودان إلى الحكم المدني الديمقراطي».
كذلك قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي، إن واشنطن ترى أن جيش السودان اختطف المسار الديمقراطي. ورداً على سؤال «الشرق الأوسط»، أكد برايس قلق الإدارة، وأنها لم تتواصل بعد مع المسؤولين العسكريين وعلى رأسهم البرهان. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر رفيع بالإدارة الأميركية، أن واشنطن تدرس خياراتها، وأن العقوبات ربما تكون مطروحة على الطاولة خلال الأيام القادمة.
وفي حين يعقد مجلس الأمن جلسة لبحث الوضع في السودان، ندّد الاتحاد الأوروبي بـ«الانقلاب»، وهدّد بتعليق مساعداته المالية.

... المزيد
 



سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»