الحكومة اللبنانية تقفز فوق خلافات أعضائها حول المستجدات اليمنية

سلام أكد حرص بيروت على تحييد نفسه عن الصراعات العربية

جانب من اجتماع المجلس الوزاري اللبناني أمس (دالاتي ونهرا)
جانب من اجتماع المجلس الوزاري اللبناني أمس (دالاتي ونهرا)
TT

الحكومة اللبنانية تقفز فوق خلافات أعضائها حول المستجدات اليمنية

جانب من اجتماع المجلس الوزاري اللبناني أمس (دالاتي ونهرا)
جانب من اجتماع المجلس الوزاري اللبناني أمس (دالاتي ونهرا)

نجحت الحكومة اللبنانية، أمس، في تخطي أزمة جديدة على خلفية السجال المستمر بين الوزراء والكتل النيابية حول المستجدات اليمنية.وأكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن المواقف التي أطلقها في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ، عبّرت عن حرص لبنان على التضامن العربي وعلى تمتين العلاقة مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية، كما أكد حرص بلاده على تحييد نفسها عن المحاور والصراعات العربية.
وقال وزير الإعلام رمزي جريج في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الجلسة الحكومية الأسبوعية، إن سلام عرض مشاركة لبنان في مؤتمر الدول المانحة في الكويت، والنتائج التي أسفر عنها بالنسبة للمساعدات التي يتوقعها لمواجهة المشكلات المتأتية عن النزوح السوري، لافتا إلى أنّه كرر كما في كل جلسة، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأوضح جريج أنّه «جرت مناقشة في الجلسة، أبدى خلالها الوزراء وجهات نظرهم حول المواضيع المطروحة، وقد انتهت هذه إلى تأكيد الجميع ثقتهم بدولة الرئيس وحرصهم على استمرار الحكومة في عملها تأمينا للمصلحة الوطنية العليا». وقال وزير الصناعة حسين الحاج حسن (أحد وزراء حزب الله في الحكومة) بعد انتهاء الجلسة الوزارية، إن «موقف الحكومة تأخذه الحكومة مجتمعة ونحن جزء أساسي فيها»، لافتا إلى أن «رد رئيس الحكومة تمام سلام كان إيجابيا ومتفهما».
وأشار وزير العدل أشرف ريفي إلى أن الحاج حسن تحدث عن رأيه خلال الجلسة حول موقف الحكومة من أحداث اليمن، وقال: «أما نحن فنعتبر أن الدور الإيراني أساسي في إثارة النزاعات المذهبية، والصراع يجب أن يكون عربيا - إسرائيليا». ولفت ريفي إلى أن «الحاج حسن تساءل عن الدور التركي والباكستاني في اليمن، وتجاهل الدور الإيراني هناك». وقال: «ذكرونا بكلام قديم عن أن تحرير فلسطين يمر بجونية.. يريدونه اليوم أن يمرّ بصنعاء واليمن وبغداد». واعتبر أن ما حصل في اليمن «استفاقة عربية».
ورأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن «لا حل عسكريا للوضع في اليمن»، مشددا على «أهمية التفاهم على حل سياسي». وشدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أنّه «لا يمكن تشريع العدوان على شعب تحت أي ذريعة وأي مبرر، لأنه لا يوجد نموذج عدواني صالح ونموذج عدواني فاسد»، وتساءل قاسم: «هل العدوان على الفلسطينيين عدوان فاسد، بينما العدوان على شعوب المنطقة العربية عدوان صالح؟».
بدوره، اعتبر النائب عماد الحوت في مقابلة إذاعية، أن «مبادرة السعودية في (عاصفة الحزم) تأتي في سياق معاهدة الدفاع العربي المشترك، وهي توجه مجموعة رسائل إلى الإيرانيين بأن تمددهم على حساب استقرار المنطقة لا يمكن أن يستمر، وإلى الحوثيين بأن نهج استخدام القوة لفرض شروطهم واللعب باستقرار اليمن والمنطقة، لن يكون مقبولا بعد اليوم»، متمنيا أن «تتحول مبادرة السعودية إلى مشروع يؤمن التوازن مع المشروع الإيراني مما يدفع جميع الأطراف إلى سلوك التهدئة والاستقرار في المنطقة».
واستبعد الحوت انعكاس أحداث اليمن على لبنان «لأن حزب الله عانى عزلة جراء دخوله الحرب في سوريا لم يخرج منها إلا بالحكومة الحالية والحوارات القائمة، ولم يعد مستعدا للعودة إلى هذه العزلة»، معربا عن استغرابه كيف أن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انتقد التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وهو لا يلتزم هذه القاعدة في سوريا والعراق».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.