«خلية الأزمة» لمتابعة أحوال المصريين في اليمن توصي بسرعة استعادتهم

التنسيق مع دول لديها وجود هناك للمساهمة في إجلائهم

«خلية الأزمة» لمتابعة أحوال المصريين في اليمن توصي بسرعة استعادتهم
TT

«خلية الأزمة» لمتابعة أحوال المصريين في اليمن توصي بسرعة استعادتهم

«خلية الأزمة» لمتابعة أحوال المصريين في اليمن توصي بسرعة استعادتهم

أوصت «خلية الأزمة» التي شكلتها الحكومة المصرية لمتابعة أحوال المصريين في اليمن، بسرعة استعادتهم عبر كل السبل لخطورة استمرار وجودهم هناك في ظل الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد حاليا، وذلك عبر التنسيق مع الدول التي لديها وجود هناك للمساهمة في عملية الإجلاء.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إنه يجري حاليا تسهيل عبور مجموعة من المواطنين المصريين القادمين برا من اليمن عبر منفذ الحدود السعودي بالتنسيق مع القنصلية المصرية العامة في جدة والتي تقوم حاليا باتخاذ الإجراءات اللازمة للدخول للأراضي السعودية تمهيدا لإعادتهم إلى أرض الوطن.
وغادرت مجموعة مصرية بالطريق البحري ميناء عدن على متن إحدى الزوارق الموجودة في الميناء، بالإضافة إلى مجموعة من المواطنين وصلت إلى المعبر الحدودي بين اليمن وسلطنة عمان حيث يتم التنسيق حاليا لتأمين دخولهم للأراضي العمانية تمهيدا لإعادتهم إلى مصر. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية مواصلة خلية الأزمة الوطنية بمشاركة ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية بمتابعة أوضاع الجالية المصرية في اليمن لتأمين عودة المصريين إلى بلدهم بشكل آمن.
وقال السفير بدر عبد العاطي إن خلية الأزمة الوطنية الدائمة، والتي تضم ممثلي كل الجهات الوطنية المعنية بمتابعة أوضاع المصريين في اليمن، عقدت اجتماعا بمقر وزارة الخارجية أمس بحضور الوزير سامح شكري وكبار المسؤولين في الوزارات والأجهزة المصرية المعنية بمتابعة أوضاع المصريين في اليمن ومساعد الوزير لشؤون مكتب الوزير وسفير مصر لدى اليمن.
وأضاف المتحدث أن الاجتماع تناول بشكل مفصل أوضاع الجالية المصرية في اليمن في ظل الأوضاع السياسية والأمنية هناك، وخلص إلى عدد محدد من التوصيات العاجلة والإضافية تمهيداً لرفعها إلى مجلس الوزراء للبدء في تنفيذها الفوري، موضحا أن التوصيات تتعلق بتسريع إجراءات عملية مساعدة المواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن سواء عن طريق البحر أو البر أو الجو.
ولا تزال خلية الأزمة في حالة انعقاد دائم بمقر وزارة الخارجية وبحضور كافة ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية لمتابعة الموقف على الأرض أولاً بأول، كما تواصل اللجنة اتصالاتها مع المصريين المقيمين في اليمن والراغبين في العودة لإبلاغهم بالترتيبات الخاصة بعملية الإجلاء، مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ كل الوسائل الممكنة لتأمين أرواحهم وضمان إجلائهم بأمن وسلام.
وأوضح المتحدث أنه جاري استمرار التنسيق مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة التي لديها وجود في اليمن للمساهمة في عمل إجلاء المواطنين الراغبين في العودة ولضمان أن تتم العملية بشكل سهل وسلس وآمن، موضحا أنه أمكن، بعد التنسيق مع الجانب العماني، تأمين دخول عدد من المصريين إلى سلطنة عمان عبر منفذها الحدودي البري مع اليمن مساء يوم 31 مارس (آذار) الماضي، وتم استقبالهم وتوجيههم إلى أقرب مطار في السلطنة تمهيدا لعودتهم إلى القاهرة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.