مقتل أكثر من 100 مسلح حوثي في ضربات لـ «التحالف»

الإرياني يصف معركة مأرب بـ«قادسية القرن الحادي والعشرين»

صورة من الجو وزعها التحالف العربي أمس لتدمير زورق مفخخ بجزيرة كمران
صورة من الجو وزعها التحالف العربي أمس لتدمير زورق مفخخ بجزيرة كمران
TT

مقتل أكثر من 100 مسلح حوثي في ضربات لـ «التحالف»

صورة من الجو وزعها التحالف العربي أمس لتدمير زورق مفخخ بجزيرة كمران
صورة من الجو وزعها التحالف العربي أمس لتدمير زورق مفخخ بجزيرة كمران

أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس (الاثنين)، استمرار عملياته التي ينفذها ضد الميليشيات الحوثية جنوب مأرب وغربها، إذ أعلن مقتل عشرات من الإرهابيين وتدمير كثير من الآليات العسكرية.
وجاء استمرار استهداف تحالف دعم الشرعية للمتمردين الحوثيين في وقت تتواصل المعارك التي يخوضها الجيش اليمني على أكثر من جبهة بإسناد من المقاومة الشعبية ورجال القبائل، وسط تشديد حكومي على أن المعارك في محافظة مأرب «مصيرية» للقضاء على المشروع الإيراني في اليمن، خاصة في ظل التصريحات التي يطلقها قادة «الحرس الثوري» الإيراني. وأعلن التحالف، في بيان، أنه نفذ 29 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيا الحوثية في مديرية الجوبة، جنوب محافظة مأرب، وفي منطقة الكسارة، غرب المحافظة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضح تحالف دعم الشرعية في اليمن أن عملية الاستهداف شملت تدمير 13 من الآليات العسكرية والقضاء على 105 من العناصر الإرهابية الحوثية.
وكان التحالف نفذ مئات العمليات خلال الأسبوع الماضي في جبهات مأرب، ولا سيما مديريات العبدية والجوية، وفي غرب المحافظة، ما أسفر وفق تقديرات ميدانية عن مقتل وجرح نحو 1500 عنصر حوثي على الأقل.
وفي حين تدفع الميليشيات بمزيد من عناصرها لمهاجمة القرى في مديريتي الجوبة وجبل مراد بعد سيطرتها على مديرية العبدية والتنكيل بسكانها، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بسقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي بنيران الجيش والمقاومة الشعبية وبغارات طيران تحالف دعم الشرعية في مختلف جبهات القتال جنوب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري لم يسمه قوله: «إن المعارك لا تزال مستمرة، بإسناد من طيران التحالف، وسط ارتباك وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي الإيرانية». في السياق نفسه، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني إن القوات الحكومية شنت صباح الاثنين هجوماً مباغتاً على مواقع ميليشيا الحوثي الإيرانية في منطقة العلم بمديرية عسيلان، شمال غربي محافظة شبوة.
ونقل الموقع عن مصدر ميداني قوله «إن قوات الجيش شنت هجوماً على الميليشيا في جبهة العلم، أسفر عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا وتدمير معدات قتالية»، وإن «المعارك ما زالت مستمرة، وسط انهيار في صفوف الميليشيا الإرهابية»، وإنه «لا تراجع حتى تحرير مديريات بيحان».
إلى ذلك، أفادت المصادر الميدانية في محافظة تعز بأن المعارك تجددت أمس (الاثنين) بين قوات الجيش والميليشيات الحوثي، غرب المحافظة؛ حيث جبهة العينين في مديرية جبل حبشي، وذلك بعد يوم من الهجوم الذي شنه الجيش على مواقع الجماعة الانقلابية في مناطق وادي حذران والصياحي والتبة السوداء، غرب مدينة تعز نفسها.
ومع استمرار التصعيد الحوثي في الساحل الغربي اليمن، كان تحالف دعم الشرعية أفاد «الأحد» بأنه استهدف زورقاً مفخخاً للميليشيات في جزيرة كمران كان معداً لشن هجمات وشيكة في جنوب البحر الأحمر، وذلك بعد يوم من تدميره 4 زوارق أخرى مفخخة شمال مدينة الحديدة بأحد معسكرات الميليشيات.
وعلى وقع هذه التهديدات الحوثية، أدان البرلمان العربي محاولة الهجوم باستخدام زورق مفخخ بجزيرة كمران، وأكد في بيان أن محاولة الميليشيا القيام بهذا الهجوم يمثل تهديداً للملاحة البحرية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، واستمراراً لانتهاك ميليشيا الحوثي لاتفاق أستوكهولم بإطلاق عمليات عدائية من الحديدة؟
وشدد البيان على أن هذا الأمر «يستوجب وقفة دولية حازمة للتصدي للأعمال الإرهابية ومحاسبة المخططين والداعمين والممولين، الذين يقفون خلفها، سواء أكانوا أفراداً أم جماعات أم دولاً». على صعيد آخر، وصفت الحكومة اليمنية تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن أطماع طهران في اليمن بأنها «تكشف حقيقة ما يحدث في محافظة مأرب، باعتباره معركة مصيرية ضمن المخطط التوسعي الإيراني في اليمن والمنطقة، وتؤكد أن ميليشيا الحوثي مجرد أداة تدار من طهران لتنفيذ المخطط». بحسب ما جاء في تصريحات رسمية لوزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني.
‏وقال الإرياني: «إن تصريحات القيادات السياسية والعسكرية و(الحرس الثوري) وملالي النظام وميليشياته الطائفية في المنطقة، تؤكد أن نظام طهران يدير معركة مأرب ويراها جزءاً من صراع عقائدي وتاريخي ومناطق نفوذ إقليمي».
وأشار الوزير اليمني إلى أن «هذه المواقف تفسر استماتة ميليشيا الحوثي في محاولة النيل من صمود مأرب رغم فاتورة خسائرها البشرية الباهظة التي تتكبدها بشكل يومي، واستمرارها في تجاهل الدعوات الدولية للتهدئة ووقف إطلاق النار».
وأضاف أن «اليمنيين بمختلف مكوناتهم مطالبين بإدراك حقيقة المعركة التي يتحدث عنها القادة الإيرانيون بكل وضوح ودون مواربة»، داعياً إلى «توحيد الصفوف والإمكانات لدعم صمود الجيش في مختلف جبهات مأرب، لدحر المشروع التوسعي الإيراني وأداته من ميليشيا الحوثي الإرهابية».
كما دعا الوزير الإرياني جامعة الدول العربية والدول الأعضاء إلى إدراك خطورة المعركة والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي المشترك، وإلى التحرك الجماعي لدعم صمود الشعب اليمني في هذه المعركة المصيرية، التي هي معركة كل العرب، واصفاً إياها بأنها «قادسية القرن الحادي والعشرين». وفق تعبيره.
وطالب وزير الإعلام اليمني «المجتمع الدولي بمواقف حازمة إزاء السياسات التدميرية التي ينتهجها النظام الإيراني لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة»، والتي قال إنها «خلّفت أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية، وباتت تشكل تهديداً جدياً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتمثل انتهاكاً صارخاً لمواثيق ومبادئ الأمم المتحدة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.