الكونغرس يهدد بعرقلة صفقة «إف ـ 16» مع تركيا

نواب يتهمون إردوغان بـ«انتهاك مبادئ الناتو»

طائرة «إف – 16» تركية تشارك في عرض جوي في سماء إسطنبول في 21 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
طائرة «إف – 16» تركية تشارك في عرض جوي في سماء إسطنبول في 21 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

الكونغرس يهدد بعرقلة صفقة «إف ـ 16» مع تركيا

طائرة «إف – 16» تركية تشارك في عرض جوي في سماء إسطنبول في 21 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
طائرة «إف – 16» تركية تشارك في عرض جوي في سماء إسطنبول في 21 سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)

هدد عدد من النواب الديمقراطيين والجمهوريين بعرقلة أي صفقة محتملة لبيع طائرات «إف – 16» إلى تركيا.
وكتب هؤلاء رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن يحذرون فيها من معارضتهم الشديدة لأي توجه من هذا النوع بسبب «سياسات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وتقربه من روسيا».
وأعرب المشرعون، وعلى رأسهم الديمقراطية كارولين مالوني والجمهوري غاس بيليراكس، عن «القلق» من تقارير صادرة عن الجانب التركي أفادت بنيته شراء «40 طائرة إف - 16 للوكهيد مارتن، و80 من معدات التطوير لطائرات (من هذا الطراز) تمتلكها أنقرة»، مشيرين إلى نيتهم عرقلة أي صفقة أسلحة من هذا النوع لدى طرحها أمام الكونغرس. وقال هؤلاء إن «إردوغان مستمر في انتهاك القوانين الأميركية ومبادئ حلف الناتو».
وتذكر الرسالة قانون «كاتسا» الذي أقره الكونغرس في عام 2017 والذي يلزم الإدارة بفرض عقوبات على أي بلد يتعاون عسكرياً مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وأشار النواب، في هذا الإطار، إلى أن تركيا تحدّت هذا القانون لدى شرائها منظومة «إس – 400» من روسيا، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات عليها وطردها من برنامج طائرات «إف – 35» رغم الجهود التي استمرت على مدى 3 سنوات لمحاولة التوصل إلى «حل يجنّب أنقرة هذه العقوبات».
وتابع النواب في رسالتهم: «بعد أقل من عام على فرض عقوبات كاتسا، يبدو أن حكومة إردوغان أظهرت غياب أي نية لديها باحترام القوانين الأميركية أو حتى التعامل مع الأسباب التي أدت إلى طرد تركيا من برنامج «إف – 35» وتجميد الكونغرس لصفقات بيع الأسلحة لتركيا. على العكس تماماً فقد أعلن الرئيس إردوغان، الشهر الماضي، نيته شراء منظومة جديدة من «اس – 400».
وأعرب النواب عن دعمهم لفرض عقوبات إضافية على تركيا في حال مضت قدماً بشراء المنظومة الجديدة من روسيا، وهو موقف وافق عليه السفير الأميركي المعين لدى تركيا جيف فلايك. وحذّر هؤلاء من أن أي صفقة أميركية لبيع «إف – 16» إلى تركيا سترسل الرسالة الخاطئة لأنقرة وتؤدي إلى تشكيكها بعزيمة الولايات المتحدة واستمرارها بتوطيد التعاون العسكري مع روسيا.
ويشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تبلغ الكونغرس حتى الساعة بنيتها بيع طائرات «إف – 16» إلى تركيا، كما أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، لم يؤكد التقارير التركية بوجود صفقة من هذا النوع وقال للصحافيين: «يمكنكم سؤال الحكومة التركية عن خططها وصفقاتها الدفاعية، ما أستطيع قوله هو إن الولايات المتحدة لم تقدم أي عروض مالية بشأن طلب تركيا لـطائرات إف – 16».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.