جدل في تونس حول «جواز التلقيح»

35 % فقط من السكان تلقوا التطعيم

جدل في تونس حول «جواز التلقيح»
TT

جدل في تونس حول «جواز التلقيح»

جدل في تونس حول «جواز التلقيح»

خلّف صدور مرسوم حكومي حول جواز التلقيح ضد «كورونا» في تونس، جدلاً مجتمعياً واسعاً، تراوح بين مؤيد للمقترح المتعلق بفرض هذا الجواز لدخول الفضاءات العامة والخاصة وعند مغادرة تونس، بهدف الحثّ على الإقبال على التلقيح وتحقيق المناعة الجماعية في أقرب الآجال والوقاية من ظهور طفرات جديدة من الفيروس، وخاصة تفادي انتقال المتحور الجديد عن سلالة «دلتا» إلى تونس، وبين رافض للفكرة، لأنها لم تكن مسبوقة بحملة توعية بين التونسيين حول أهمية التلقيح.
وفي هذا الشأن، أكد فوزي اليوسفي المدير العام لوحدة التشريع والنزاعات بوزارة الصحة التونسية أن جواز التلقيح يهدف أساساً إلى تحقيق المناعة الجماعية في أقرب الآجال للوقاية من ظهور طفرات جديدة لـ«كورونا» وهو لا يجبر التونسيين على تلقي التلقيح الذي سيبقى اختيارياً ولم ينص على تسليط عقوبات رغم إلزامية هذا الإجراء في عدد من البلدان الأخرى، على حد تعبيره.
ولاحظ اليوسفي، في تصريح إعلامي، أن عدد الملقحين ضد «كورونا» في تونس لا يزال ضعيفاً، مؤكداً التوصل حالياً لتطعيم نحو 35 في المائة فقط من التونسيين، ما يجعل البلاد عرضة لعدوى انتشار الفيروس ومتحوراته الجديدة التي اجتاحت بلدان العالم، إن لم يقبل التونسيون بكثافة على عمليات التلقيح. وأشار إلى أن ثلثي المدعوين للتلقيح خلال الفترة الأخيرة لم يقبلوا طوعاً على التطعيم، وهو ما يمثل تحدياً للمنظومة الصحية التونسية.
وأفاد المصدر ذاته بأن الطفرة الجديدة للمتحور «دلتا» تزيد سرعة انتشارها بنسبة 10 في المائة، بالمقارنة مع متحورها الأصلي «دلتا الأم»، مؤكداً فعالية التلقيح في مواجهة المتحور الجديد بالنظر إلى نجاعته في مقاومة السلالة الأصلية التي أدت كثافة انتشارها إلى ظهور المتحور الجديد.
وفي السياق ذاته، قال رمضان بن عمر، المكلف بالإعلام في المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، إن الجانب العقابي في هذا لموضوع هو الذي يطرح تساؤلات متعددة، وهو يمثل سابقة في العالم، «ومن الضروري الاعتماد على التوعية والتحسيس في صفوف من يرفضون التلقيح، وليس عن طريق التعسف عليهم». وأشار إلى أن هذا الجواز قد يحدّ من حرية التنقل والحق في العمل، ولاحظ أن الاعتماد على مثل هذا الجواز قد يفتح الأبواب أمام «التلاعب واستغلال الناس والمتاجرة بهذا الإجراء».
ويسند جواز التلقيح لكل تونسي أو مقيم بالبلاد يبلغ من العمر 18 سنة فما فوق، على شرط أن يكون قد استكمل التلقيح ضد الفيروس. ويتعين على كل تونسي خاضع لأحكام هذا المرسوم إظهار جواز التلقيح عند مغادرة تونس من مختلف المراكز الحدودية البرية أو البحرية أو الجوية. ويترتّب على عدم إظهار جواز التلقيح تعليق مباشرة العمل بالنسبة إلى موظفي الدولة والجماعات المحلية والهيئات والمنشآت والمؤسسات العمومية، وتعليق عقد الشغل بالنسبة إلى القطاع الخاص، وذلك إلى حين الإدلاء بالجواز، وتكون فترة تعليق مباشرة العمل أو عقد الشغل غير خالصة الأجر.
يذكر أن وزارة الصحة التونسية قد أعلنت عن تسجيل حالة وفاة واحدة و124 إصابة جديدة بـ«كورونا» يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية 3.33 في المائة. وبلغ مجموع الوفيات منذ بداية الجائحة 25139 حالة، مقابل إجمالي 711521 إصابة بـ«كورونا». ويقيم حالياً 477 مريضاً بـ«كورونا» في المستشفيات، بينهم 112 مريضاً بأقسام الإنعاش و35 مريضاً تخضعون للتنفس الصناعي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».