نوبات الصرع... اكتشاف جديد

الخلل بهرمون «السوماتوستاتين» يؤدي لزيادة نشاط الدماغ  (جامعة جنوب غرب تكساس)
الخلل بهرمون «السوماتوستاتين» يؤدي لزيادة نشاط الدماغ (جامعة جنوب غرب تكساس)
TT

نوبات الصرع... اكتشاف جديد

الخلل بهرمون «السوماتوستاتين» يؤدي لزيادة نشاط الدماغ  (جامعة جنوب غرب تكساس)
الخلل بهرمون «السوماتوستاتين» يؤدي لزيادة نشاط الدماغ (جامعة جنوب غرب تكساس)

اكتشف باحثون في كلية الطب بجامعة فيرجينيا الأميركية، كيف أن وجود خلل في الدوائر الدقيقة القشرية في الدماغ، يمكن أن يؤدي إلى نوبات صرع؟ وهو سبب جديد يتم اكتشافه لأول مرة. ويعتقد عادة أن هذه الخلايا العصبية الداخلية تعمل كنظام مكابح للحماية من النشاط المفرط في الدماغ ومنع النوبات؛ لكن الفريق البحثي وجد أنه عندما يكون هناك خلل وظيفي بها، فإن هرمون يسمى «السوماتوستاتين» يؤدي إلى زيادة نشاط الدماغ والنوبات.
وفحص الباحثون، خلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «علم الأعصاب»، دور «السوماتوستاتين» الداخلي كجزء من أبحاثهم حول حالة عصبية نادرة من الصرع تسمى (SCN8A) وهي الحالة التي تشير إلى طفرة في جين يحمل نفس الاسم، ويسبب هذه الحالة. وغالباً ما يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع من نوبات صرع متكررة لا تستجيب للأدوية، وكذلك من تأخر شديد في النمو واضطرابات في الحركة، كما أنهم معرّضون بشكل كبير لخطر الموت المفاجئ غير المتوقع، وهو السبب الأول للوفاة المرتبطة بالصرع. ولفهم ما يحدث في اعتلال الدماغ في هذا النوع من الصرع بشكل أفضل، طوّر الباحثون نماذج الفئران لاثنين من طفرات الجين (SCN8A) المكتشفة في المرضى، وسمحت لهم هذه النماذج بتحديد الخلايا العصبية المسؤولة عن إحداث الخلل الوظيفي العصبي.
ووجد الباحثون أن «كلتا الطفرتين تسببت في تغييرات ضارة في قنوات الصوديوم بطريقة جعلت العصبونات الداخلية المسؤولة عن (السوماتوستاتين) تتلاشى وتتوقف عن العمل عندما تكون عادة نشطة للغاية». ويقول إيريك وينجرت، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة فيرجينيا، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة، إنها «تشبه في هذه الحالة سيارة مسرعة مع نظام فرامل معطل لا يمكن أن يبطئها، فالدماغ الذي لا يعمل فيه (السوماتوستاتين) بشكل صحيح لتثبيط نشاط الدماغ ينتهي بالإثارة الجامحة، التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة صرع».
وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، يعتقد العلماء أنه قد يكون من الممكن علاج الصرع من النوع (SCN8A) عن طريق تطوير طرق لإصلاح الأعصاب الداخلية المهتزة، ويقولون إن «النتائج تساعدنا أيضاً على فهم الصرع على نطاق أوسع». ويضيف وينجرت: «رغم أن هذا العمل يركز على صرع (SCN8A) فإن نتائجنا تحدد العصبونات الداخلية المسؤولة عن (السوماتوستاتين) كمساهم عام في نوبات الصرع، وإذا تمكنا من تحديد طرق لاستعادة الأداء السليم لهذه الخلايا، فقد تكون هذه الأساليب مفيدة في توفير علاجات أفضل لمكافحة النوبات للمرضى الذين يعانون أنواعاً مختلفة من الصرع».


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.